غالبية «الساسة» الذين هرعوا لحضن الدولة اللقيطة منشغلون من أخمصهم إلى عرعورهم في الحديث عن اليوم التالي لانتهاء الحرب على غزّة.. باعتبار أن المقاومة مدفونة أو معتقلة أو خارج إطار الحسابات.. كلّهم يفعل هذا، لا يشعرون بحرج وهم يأكلون لحم أطفال ونساء وشيوخ غزّة على ذات الوليمة..!
اليوم التالي لانتهاء للحرب.. يوم مهول.. لأنه يوم لتاريخ جديد.. في هذا اليوم سيولد جيلٌ تعبّأ تمامًا من القهر وامتلأ بالغضب وسيبحث من اليوم التالي عن كل الطرق التي تؤدّي إلى الانتقام لما جرى وليس بحاجةٍ لأحد كي يحدثه عنه لأنه عاش تفاصيله دقيقة بدقيقة...!
اليوم التالي لانتهاء للحرب.. ليس كبقيّة الأيّام.. لأنه اليوم الذي سيتجمّع فيه الضمير الجمعي للأيتام الجُدد وللجرحى الجُدد وللأرامل ذكورًا وإناثًا.. وسيرسمون خارطة طريقهم بشكل عفوي دون تواطؤ بينهم.. بل ما يتواطأ معهم هو ما صنعته آلة الحرب بهم وكيف غيّرت أقدارهم وكيف تركتهم للريح والعزلة...!
اليوم التالي لانتهاء الحرب.. قدر قادم.. فلا تستعجلوه لأنه بدايةٌ حقيقيّة لعالم جديد و أفكار جديدة وصفعات لا طائل لكم بها.. فاليوم التالي للحرب ستنتصب المرايا في كل شارع في الكون وستكونون فيها بلا أقنعة ولا ملابس للمواقف...!
أنتم مكشوفون في لهيب الحرب.. فكيف في اليوم الأول بعد انتهاء الحرب..؟! استعدّوا فجيل الحرب قادم...!
(
الدستور الأردنية)