دعا عضو لجنة
الشؤون الخارجية والأمن في
البرلمان البلجيكي، ستيفن دي فويست، إلى زيادة الضغط
الدولي على
إسرائيل، وتقديم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين
نتنياهو، إلى المحكمة
الجنائية الدولية.
وطالب دي فويست،
في مقابلة خاصة مع "عربي21"، بـ "تعليق جميع الامتيازات التجارية
التي تتمتع بها إسرائيل مع الاتحاد الأوروبي، وفرض حظر عسكري على إسرائيل، خاصة أن العديد من الموانئ والمطارات
الأوروبية تُستخدم لنقل العتاد العسكري إلى إسرائيل".
ودعا البرلماني
البلجيكي، إلى "استدعاء السفير البلجيكي لدى إسرائيل؛ فهذا يرسل أيضا إشارة
قوية مفادها أن بلجيكا لم تعد تقبل جرائم الحرب الإسرائيلية"، وقال: "نحن
بحاجة كذلك إلى مقاطعة التجارة مع الشركات النشطة في الأراضي الفلسطينية المحتلة
بشكل غير قانوني".
اظهار أخبار متعلقة
وشدّد على أنهم سوف
يستمرون في دعم فلسطين، سواء في الشوارع أو في البرلمان البلجيكي، وسيواصلون الضغط
من أجل وقف كامل لإطلاق النار، و"سنبذل قصارى جهدنا لفضح جرائم الحرب
الإسرائيلية، ووضع حد لنظام الفصل العنصري واحتلال واستعمار الأراضي الفلسطينية".
وإلى نص المقابلة الخاصة مع "عربي21":
كيف
تنظرون إلى الوضع العام في غزة اليوم؟
إن الوضع يتدهور
بسرعة جدا. بعد وقف إطلاق النار المؤقّت، استأنفت إسرائيل وكثّفت هجماتها على قطاع
غزة. إن النقص في الغذاء والماء والأدوية يزداد سوءا. إنها كارثة إنسانية مروعة،
وبالتالي هناك حاجة فوريّة لوقف إطلاق النار بالكامل، وإنهاء الحصار المفروض على
غزة وزيادة المساعدات الإنسانية للفلسطينيين.
تتم التفجيرات
بشكل عشوائي، وبينما تزعم إسرائيل أنها تستهدف حركة حماس فإنه لا يهمها إذا ما
قتلت المدنيين. قُتل ما لا يقل عن 60 صحفيا منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر
المنصرم، أي ما يعادل 70% من جميع الصحفيين الذين قُتلوا في جميع أنحاء العالم
خلال سنة 2023 بأكملها، وذلك خلال شهرين فقط. لقد ارتكبوا العديد من جرائم الحرب
مثل استخدام الفسفور الأبيض مع استهداف المباني المدنية مثل المستشفيات والمدارس
دون محاسبة.
ما هو
تقييمك للموقف الدولي بشكل عام والموقف الأمريكي بشكل خاص من حرب غزة؟
هناك فرق كبير
بين موقف "الغرب" و"الجنوب العالمي". يدعم الجنوب العالمي
الفلسطينيين في الغالب، في حين يدعم أغلب السياسيين في الغرب إسرائيل على عكس
شعوبهم التي يدعم الكثيرون فيها الفلسطينيين.
ورغم انقسام
الغرب حول هذه القضية، فإن العديد من الدول تؤيد وقف إطلاق النار، بينما لا تزال دول
أخرى متمسّكة بفكرة أن إسرائيل تدافع عن نفسها. يمكننا رؤية تغيّر المواقف منذ
السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي؛ فكلما زادت وحشية إسرائيل وظهرت جرائم
الحرب التي ترتكبها إلى العلن، غيّرت المزيد من الدول رأيها وبدأت الدعوة إلى وقف
إطلاق النار.
تعد الولايات
المتحدة من أكبر الداعمين لإسرائيل، وبعد حوالي شهرين ومقتل ما لا يقل عن 18 ألف
فلسطيني، طلبت إدارة بايدن من إسرائيل أن تكون أكثر حذرا وأن تُحاول التقليل من
قتل المدنيين الأبرياء، لكن طالما لا يوجد عواقب وتواصل الولايات المتحدة إمداد
إسرائيل بالأسلحة، فإن هذه "المطالب" لا معنى لها.
اظهار أخبار متعلقة
هل
تتوقع أن يتفاقم الوضع أكثر خلال الفترة المقبلة أم لا؟
نعم، أخشى ذلك.
تشير الدلائل إلى أن إسرائيل ستكثّف هجماتها بشكل أكبر وأعنف. إنهم يدفعون
الفلسطينيين إلى جنوب قطاع غزّة أكثر فأكثر. إلى متى؟ حتى تفتح مصر حدودها
ويُطرَد كل الفلسطينيين إلى صحراء سيناء؟ لا يزال الخطر المتنامي للتطهير العرقي
وحتى الإبادة الجماعية قائما. وإلى جانب الهجمات على قطاع غزة، يحتل المستوطنون
الإسرائيليون، بدعم من الجيش، المزيد والمزيد من الأراضي الفلسطينية في الضفة
الغربية، ما يُهدّد بالتصعيد الكامل هناك أيضا.
كيف
ترى احتمالية سحب إسرائيل سفيرها بشكل نهائي من بلجيكا؟
إن فرص حدوث ذلك
ضئيلة إلى حد ما؛ فبروكسل ليست عاصمة بلجيكا فحسب، بل هي أيضا عاصمة الاتحاد
الأوروبي، وهذه العلاقات مهمة جدا بالنسبة لإسرائيل. لقد طالبنا بالفعل مع حزب
العمال البلجيكي بطرد السفير الإسرائيلي من بلادنا بعد تشبيهه جميع الفلسطينيين
بالسفاح المتسلسل مارك دوترو، وهو قاتل مُدان ومُتحرّش بالأطفال، وهو ما يُمثل
صدمة وطنية في بلجيكا.
برأيكم،
كيف يمكن إنهاء العدوان الإسرائيلي على غزة؟
نحن بحاجة إلى
زيادة الضغط الدولي على إسرائيل. العديد من قرارات الأمم المتحدة تدين السياسة
الإسرائيلية تجاه فلسطين. في الواقع، نحن بحاجة إلى تقديم نتنياهو للمحكمة
الجنائية الدولية في العاصمة الهولندية لاهاي. كما أننا بحاجة إلى تعليق جميع
الامتيازات التجارية التي تتمتع بها إسرائيل مع الاتحاد الأوروبي، فضلا عن أننا
ندعو إلى فرض حظر عسكري على إسرائيل.
نحن نعلم أن
العديد من الموانئ والمطارات الأوروبية تُستخدم لنقل العتاد العسكري إلى إسرائيل،
وهذا يحدث أيضا في بلجيكا. نحن بحاجة إلى استدعاء السفير البلجيكي لدى إسرائيل،
وهذا يرسل أيضا إشارة قوية مفادها أن بلجيكا لم تعد تقبل جرائم الحرب الإسرائيلية.
نحن بحاجة إلى مقاطعة التجارة مع الشركات النشطة في الأراضي الفلسطينية المحتلة
بشكل غير قانوني.
ما هي
رسالتكم للرأي العام الدولي في ما يتعلق بالقضية الفلسطينية وجرائم إسرائيل؟
سوف نستمر في دعم فلسطين، سواء في الشوارع أو في
البرلمان. سنواصل الضغط من أجل وقف كامل لإطلاق النار، وسنبذل قصارى جهدنا لفضح
جرائم الحرب الإسرائيلية، ووضع حد لنظام الفصل العنصري واحتلال واستعمار الأراضي
الفلسطينية.