مع تصاعد هجمات الحوثيين على السفن المتجهة لدولة الاحتلال، بات قلق داعميه واضحا من أن تتمكن جماعة أنصار
اليمنية من قطع البحر الأحمر تماما أمام هذه السفن.
وعادت مضيق
باب المندب إلى واجهة الأحداث مرة أخرى؛ نظرا لأهميته البالغة وموقعه الاستراتيجي، حيث يتمكن من يسيطر عليه من إغلاق الملاحة تماما في البحر الأحمر.
وكثف
الحوثيون هجماتهم خلال الأيام الماضية ضد السفن المتوجهة للاحتلال باستخدام الصواريخ والطائرات المسيرة، بالإضافة للزوارق الصغيرة.
ونقل موقع أكسيوس الإخباري عن مسؤولين أمريكيين قولهم، "إن وصول السفن إلى ميناء إيلات الإسرائيلي توقف بشكل شبه كامل بسبب هجمات الحوثيين في البحر الأحمر وباب المندب".
وقال المسؤولون "إن إدارة الرئيس جو بايدن حذرت الحوثيين من مواصلة شن هجمات في البحر الأحمر وضد الاحتلال".
اظهار أخبار متعلقة
وسبق أن حذر مسؤولون "إسرائيليون في ميناءي إيلات وأسدود من تداعيات
استهداف سفن الشحن المتوجهة إلى إسرائيل في البحر الأحمر على عمليات استيراد السلع".
يقول الكاتب والصحفي "الإسرائيلي" يوسي ميلمان، "إن هناك خطرا كبيرا يمثله تهديد الحوثيين للشحن الدولي".
وذكر في مقال نشرته صحيفة "هآرتس" العبرية، "أن ثلث البضائع المتجهة إلى إسرائيل تمر عبر مصر عند باب المندب، ولا تملك البحرية القدرة على التعامل مع التهديد بمفردها".
قوة دولية
ردا على ذلك، أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون"، في السادس من الشهر الجاري، إجراءها مباحثات من أجل تأسيس "قوة مهام بحرية" دولية ضد هجمات جماعة الحوثي اليمنية "على السفن التجارية في البحر الأحمر".
وقال المتحدث باسم بالبنتاغون باتريك رايدر: "تجري الولايات المتحدة محادثات مع شركائها وحلفائها بشأن إنشاء قوة مهام بحرية لمواجهة هجمات الحوثيين في البحر الأحمر، ومن المهم التأكيد على أن هجمات الحوثيين على السفن التجارية في المياه الدولية تمثل مشكلة دولية".
وأضاف رايدر أنه تم إنشاء إطار عمل لقوة المهام المعنية، وسيتم الإعلان عن التفاصيل لاحقًا، مبينًا أن هذه القوة ستكون تحالفًا يشمل 38 دولة راغبة بذلك.
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي جون كيربي للصحفيين الأسبوع الماضي، "إن تركيز واشنطن ينصب على ضمان وجود قوة عسكرية كافية لردع تهديدات الحوثيين للتجارة في البحر الأحمر وفي المياه المحيطة به، لقد سمعنا بالفعل بعض الاهتمام من العديد من الشركاء الرئيسيين".
وحملت الولايات المتحدة جماعة الحوثي في اليمن مسؤولية شن الهجمات، فيما تتهم ايران بالمشاركة في استهداف السفن، وهو ما نفته طهران.
بدورها، حذرت إيران على لسان وزير دفاعها محمد رضا أشتياني، الولايات المتحدة من مواجهة "مشكلات كبيرة" إذا شكلت قوة دولية في البحر الأحمر.
وأضاف الوزير الإيراني، وفقا لوكالة أنباء الطلبة (إيسنا)، أن لدى طهران سيطرة في البحر الأحمر، "وكل الدول حاضرة فيه، ولا يمكن لأحد المناورة هناك"، في إشارة إلى أن اليد العليا في البحر الأحمر لطهران.
ولم يحدد أشتياني الخطوات التي يمكن أن تتخذها إيران حال إقدام الولايات المتحدة على تشكيل القوة البحرية، وسط استمرار هجمات جماعة الحوثي في اليمن على السفن والناقلات المرتبطة بشركات أو أشخاص إسرائيليين في البحر الأحمر ومضيق باب المندب.
اظهار أخبار متعلقة
قوة المهام المشتركة
برز الحديث مؤخرا عن هذه القوة، للتصدي لهجمات الحوثيين، حيث تسعى واشنطن لتوسيع دائرة عمل قوة المهام المشتركة "153"، لإيقاف استهداف السفن التجارية المارة بالقرب من اليمن، والتي شكلت تهديدا كبيرا للشحن البحري العالمي.
وأنشأت القوة العام الماضي، حيث تولت مهمة مكافحة أعمال التهريب، والتصدي للأنشطة غير المشروعة في مناطق البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن.
وكشفت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، أن "خطة إدارة بايدن تتمثل في توسيع عمليات "قوة المهام المشتركة 153"، وهي وحدة عسكرية يتركز عملها على البحر الأحمر وخليج عدن، وتعد جزءاً من القوات البحرية المشتركة.
وذكرت الصحيفة أن القوة أشرف عليها سابقا أحد القادة المصريين، حيث تقدم الوحدة تقاريرها إلى قائد الأسطول الخامس للبحرية الأمريكية، نائب الأدميرال براد كوبر، وتضم 39 دولة عضواً، ويقع مقرها الرئيسي في البحرين.
وقال مسؤول دفاعي أمريكي مطلع على القضية، إن العديد من الدول لديها مصلحة في منع تعطيل الشحن التجاري عبر هذا الجزء الحيوي من العالم، وهي نقطة أكد عليها مسؤولو الإدارة لدول أخرى مع تقدم المحادثات.
باب المندب
ويحظى اليمن بموقع استراتيجي مميز بإطلالته على مضيق باب المندب، الذي يفصل البلاد عن جيبوتي، وآسيا عن أفريقيا، ويربط البحر الأحمر بخليج عدن والمحيط الهندي.
ويقدر عرض المضيق بـ30 كيلومترا، تقسمه جزيرة "بريم" إلى قناتين، ويبلغ عرض القناة الغربية 26 كيلومترا، وعمقها 30 مترا. أما الشرقية، فيبلغ عرضها 3 كيلومترات، وعمقها 310 أمتار.
وتزايدت أهمية باب المندب بشكل كبير عند افتتاح قناة السويس عام 1869، حيث اعتبر معبرا هاما للتجارة البحرية الدولية، كما تزايدت أهميته بعد اكتشاف النفط في شبه الجزيرة العربية وارتفاع التجارة من شرق آسيا.
وبات اليوم باب المندب ممرا مائيا حيويا، حيث يربط أوروبا بالمحيط الهندي وشرق أفريقيا.
وتمر الملايين من براميل النفط الخام والمكثفات والمنتجات البترولية المكررة عبر باب المندب يوميا، باتجاه أوروبا والولايات المتحدة وآسيا.
اظهار أخبار متعلقة
أبرز الهجمات في باب المندب
ومنذ بدء العدوان على
غزة، استهدفت جماعة الحوثي عدة سفن للاحتلال أو تلك المملوكة لرجال أعمال إسرائيليين، كما وسعوا مؤخرا من دائرة الهجمات، لتشمل أي سفينة متجهة للاحتلال.
سفينة "ميرسيك جبرلاتر"
في 14 من الشهر الجاري، أعلنت جماعة
أنصار الله الحوثيين استهداف سفينة حاويات، كانت في طريقها إلى الاحتلال الإسرائيلي، بواسطة طائرة مسيرة.
وأشارت إلى أن عملية الاستهداف جاءت بعد رفض طاقم سفينة "ميرسيك جبرلاتر"، الاستجابة لنداءات قواتهم البحرية، ما دفع إلى استهدافها بطائرة مسيرة وإصابتها بصورة مباشرة.
سفينة " يونيتي إكسبلورر" وسفينة " رقم 9"
في الثالث من كانون الأول/ديسمبر الجاري استهدفت جماعة الحوثي في اليمن سفينتين "إسرائيليتين" هما يونيتي إكسبلورر وسفينة "نمبر 9"، بطائرة مسيرة مسلحة وصاروخ بحري.
سفينة "غالاكسي ليدر"
في التاسع عشر من نتشرين الثاني/نوفمبر الماضي احتجز الحوثيون سفينة "غالاكسي ليدر" الإسرائيلية واقتادوها إلى الساحل اليمني، واحتجاز طاقمها، المكوّن من 25 شخصًا لا يحمل أي منهم الجنسية الإسرائيلية.
سفينة روابي الإماراتية
مطلع عام 2022 احتجز الحوثيون سفينة شحن ترفع علم الإمارات أثناء إبحارها قبالة سواحل البلد، مؤكدة أنها كانت تحمل "معدات عسكرية" و"دخلت المياه اليمنية بدون أي ترخيص" وكانت "تمارس أعمالا عدائية".
القاطرة البحرية رابع 3
في تشرين الثاني/نوفمبر عام 2019 أعلنت جماعة الحوثي احتجاز ثلاث سفن إحداها سعودية تحمل اسم رابع 3 في جنوب البحر الأحمر.
البارجة الحربية الدمام
في عام 2018، علقت جميع صادرات النفط عبر مضيق باب المندب بعد هجوم شنّه الحوثيون على سفينتين محملتين بالنفط الخام في البحر الأحمر قرب باب المندب، فيما أعلن الحوثيون استهداف بارجة حربية سعودية قبالة السواحل الغربية لليمن تحمل اسم الدمام.
واستمرّ تعليق صادرات النفط لمدة أسبوعين، قبل أن يُستأنف الإبحار.
البارجة الحربية الأمريكية 'يو إس إس ماسون'
في تشرين الأول/ أكتوبر 2016، أعلنت البحرية الأمريكية أن صاروخين أطلقا من مناطق يمنية خاضعة لسيطرة الحوثيين باتجاه سفينة حربية أمريكية كانت في المياه الدولية قبالة سواحل اليمن، في حادث هو الأول من نوعه بالنسبة للبحرية الأمريكية في المنطقة منذ اندلاع الصراع مع الحوثيين وتدخل قوات التحالف العسكري.