شهدت عدة مناطق بالضفة الغربية تظاهرات، مساء الثلاثاء، إثر اغتيال نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس صالح
العاروري، فيما أعلنت قوى وفصائل
فلسطينية الإضراب الشامل الأربعاء، تزامنا مع
مسيرات في
مخيمات لبنان.
وانطلقت مسيرة وسط مدينة رام الله، وأخرى في بلدة عارورة شمال غرب المدينة، مسقط رأس القيادي في حركة حماس، إضافة إلى مسيرتين في مدينة الخليل ومخيم العرّوب شمالي المدينة، ومسيرات في مدن نابلس وطولكرم وسلفيت وجنين وطوباس وعدد من المخيمات والبلدات التابعة لها.
وردد المشاركون في التظاهرة في رام الله هتافات تعبر عن غضبهم من اغتيال العاروري، بينها "يا عين ابكي يا عين، يا عاروري صارت دين، الانتقام الانتقام يا كتائب القسام، لا إله الله كلنا في سبيل الله".
أما في مخيم العروب، فقال شهود عيان إن المسيرة انتهت بمواجهات مع الجيش الإسرائيلي الذي اقتحم المخيم وأطلق القنابل الغازية بكثافة، في وقت استخدم فيه نشطاء الحجارة وقنابل يدوية محلية الصنع لمواجهة الجنود.
إضراب شامل
وأعلنت القوى الوطنية والإسلامية في مختلف المحافظات بالضفة الغربية الإضراب العام والشامل الأربعاء، "رداً على اغتيال القيادي الفلسطيني".
ونعت أوساط سياسية وعسكرية وأهلية في بيانات وصلت الأناضول نسخ منها القيادي في حركة حماس.
وأدانت حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" في بيان "جريمة الاغتيال الجبانة".
وأشارت إلى "الخطر الذي تشكله حكومة التطرف والقتل والمجازر في دولة الاحتلال الإسرائيلي على المنطقة والأمن والسلم العالميين".
وأضافت: "نودع اليوم قامة فلسطينية وطنية لم يبخل من عمره لفلسطين، وهو المناضل والأسير والمحرر واليوم الشهيد".
ونعت كتائب شهداء الأقصى، المحسوبة على حركة فتح، "بكل فخر واعتزاز الشهيد القائد الوطني صالح العاروري".
وأضافت في بيان أن اغتيال العاروري "لن يزيدنا إلا إصرارا على المقاومة والتحرير".
ومن جهتها، قالت حركة المبادرة الوطنية إن اغتيال العاروري "جريمة جبانة، ولن تكسر إرادة الشعب الفلسطيني أو تضعف مقاومته".
وأضافت: "قادة إسرائيل يلعبون بالنار ويجرون المنطقة إلى انفجار شامل".
وأدان الأمين العام لحزب الشعب الفلسطيني، بسام الصالحي، اغتيال العاروري، وقال: "فقدنا قائدا وطنيا كبيرا حريصا على الوحدة الوطنية، ورحيله خسارة لكل شعبنا".
ووصف اغتيال العاروري بأنه "جريمة حرب وإرهاب".
كما نعت كتيبة طوباس (مسلحون من مختلف الفصائل) العاروري. وعبرت خلال مسيرة شهدتها المدينة عن تضامنها مع قطاع غزة.
بدورها، نعت هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير الفلسطيني، والهيئة العليا لمتابعة شؤون الأسرى والمحررين، والحركة الوطنية الأسيرة في سجون الاحتلال، والمحررين في الوطن والمهجر، "المناضل والقائد الوطني والأسير المحرر والمبعد الشيخ صالح العاروري ".
وقالت تلك المؤسسات في بيان مشترك وصل الأناضول نسخة منه، إن العاروري "سخّر حياته في سبيل حرية أرضه وشعبه حتى آخر لحظة من حياته".
وأشار البيان إلى أن العاروري "أمضى في سجون الاحتلال الإسرائيلي ما مجموعه نحو 18 عاما".
من جانبها، أعلنت لجان التنسيق الفصائلي في بيانات بمختلف المحافظات "الإضراب الشامل"، الأربعاء، "حدادا على روح الشهيد العاروري".
وقالت القوى الوطنية والإسلامية بمحافظة رام الله والبيرة، إن "دماء العاروري ورفاقه ستذكي لهيب الكفاح الوطني حتى الحرية والاستقلال".
وحملت في بيان صحفي "الاحتلال كامل المسؤولية عن عملية الاغتيال"، داعية إلى جعل الأربعاء "يوم إضراب شامل ويوما للمسيرات الشعبية المنددة بهذا الاغتيال".
فيما قالت هيئة التنسيق الفصائلي في مدينة الخليل، إن اغتيال العاروري "يشكل تحديا لكل من يطالب بوقف المذبحة التي ينفذها الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة بالذات".
ودعت إلى "الالتزام بالإضراب الشامل الأربعاء، والتظاهر بما يليق بدماء الشهداء وتلاحمهم الوطني في ساحات المواجهة المتواصلة، والتصدي للاحتلال ومستوطنيه في كل مكان متاح".
مظاهرات في مخيمات لبنان
وخرجت تظاهرات مساء الثلاثاء في عدد من مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان؛ استنكاراً لاغتيال العاروري.
وأفادت وكالة الإعلام اللبنانية الرسمية بأن "مخيم البداوي شهد تظاهرة جماهيرية حاشدة رداً على المجازر التي يرتكبها جيش الاحتلال في قطاع غزة واغتيال القيادي في حركة حماس صالح العاروري".
وقالت الوكالة إن "المشاركين في التظاهرة رفعوا الأعلام الفلسطينية ورايات فصائل فلسطينية وسط أجواء غضب".
وأشارت إلى أن المتظاهرين رددوا "هتافات وأناشيد وطنية تندّد بجرائم جيش الاحتلال الصهيوني، وتدعو إلى دعم المقاومة في مواجهة العدو".
وفي مدينة صور (جنوب)، شهدت المخيمات الفلسطينية تجمعات قرب المساجد وفي الساحات العامة، رفع خلالها المشاركون الأعلام الفلسطينية وصورا للعاروري ورفاقه، بحسب الوكالة ذاتها.
ونفذت طائرة مسيرة تابعة للاحتلال الإسرائيلي الثلاثاء، ضربة جوية استهدفت مقرا لحركة حماس في ضاحية بيروت الجنوبية، أسفرت عن 7 شهداء وإصابة 11 آخرين".
ونعت حركة "حماس" في بيان العاروري والقياديَين في كتائب عز الدين القسام سمير فندي وعزام أقرع، و4 آخرين من كوادر الحركة.
ولإسرائيل تاريخ طويل في اغتيال قادة للفصائل الفلسطينية خارج الأراضي الفلسطينية المحتلة، وهي عادة لا تتبنى هذه العمليات.
وتوعد مسؤولون إسرائيليون باغتيال قادة "حماس" في دول بينها لبنان وقطر، في أعقاب هجوم الحركة ضد قواعد عسكرية ومستوطنات بغلاف غزة، في 7 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي؛ ردا على اعتداءات يومية بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته، ولا سيما المسجد الأقصى.