قال المراسل العسكري لصحيفة يديعوت أحرونوت، رون بن يشاي، إن
حزب الله تعلم جيدا كيف تعمل منظومة الإخطار والاعتراض لدى "الجيش الإسرائيلي"، وعدل من خططه لاستهداف المواقع والتحصينات الإسرائيلية على الحدود.
ولفت بن يشاي في تقرير له إلى أن حزب الله منظمة تتعلم، وتستخلص
الدروس بسرعة، وتحسن أداء السلاح الذي تستخدمه، والدليل على ذلك أن ثلاث مُسيرات أطلقها حزب الله تفجرت في
الجليل خلال اليومين الماضيين، قرب "بيت هيلل" وفي عرب العرامشة، والتي أدت إلى نحو 20 مصابا إسرائيليا.
وعزا بن يشاي ذلك، إلى أن منظومات الكشف والاعتراض لدى الجيش الإسرائيلي لم تكتشف في الوقت المناسب
المسيرات المتفجرة، وبالتالي لم تتمكن أيضا من اعتراضها.
وأضاف أنه "سبق في الماضي أن حصلت حالات لم تنجح فيها القبة الحديدية في اعتراض المُسيرات، لكن كانت هذه على ما يبدو أخطاء، إخفاقات أو حظ متعثر؛ وهذه الحالات لم تكن كثيرة، ويمكن أن نعزوها إلى أنه رغم أن القبة الحديدية قادرة على اعتراض الطائرات، إلا أنها لا توفر حماية تامة"، لكن من وجهة نظر بن يشاي، فإن الأحداث المتواصلة في الـ 48 ساعة الأخيرة تدل على انعطافة جوهرية في صالح حزب الله تسمح له بأن يخترق منظومة الأخطار والاعتراض في الشمال.
ثلاث طرق لعمل المسيرات
وقال المحلل العسكري، إن المُسيرات تصل إلى أهدافها من خلال ثلاث منظومات توجيه أساسية، إحدى هذه المنظومات هي توجيه المُسيرة من شخص يوجد على الأرض من خلال كاميرا مركبة على المُسيرة، وتسمح لمن يشغلها بتوجيهها إلى هدفها ويقرر بالضبط متى تهبط وتنتحر عليه.
والطريقة الثانية هي أن منظومة توجيه المُسيرة يخطط لها مسبقا وهي تشق طريقها إلى الهدف في مسار تحدد لها مسبقا وفقا لشارة راديو تلتقطها من الأقمار الصناعية.
أما الطريقة الثالثة، فهي أن المُسيرة تقاد إلى هدفها في مسار مخطط مسبقا لكن بتوجيه من خلال منظومة قصور ذاتي تلقائي توجد فيها، وهكذا يكاد يكون من غير الممكن التشويش عليها، لأنها لا تتخذ أي اتصالات مع جهة خارجية، لا مع الأقمار الصناعية ولا مع مشغلها.
ورأى بن يشاي أن المنطقة الجبلية مثل الحدود اللبنانية هي مثالية لتفعيل المُسيرات الهجومية بواحدة من الطرائق الثلاث حيث أنه من ناحية رجال حزب الله يوجد أفضلية بالطبع لمنظومة التوجيه بالقصور الذاتي التي لا يمكن التشويش عليها، بل وتبطل الحاجة لمن يقود المُسيرة المهاجمة في المرحلة الأخيرة من طيرانها كي تتحطم.
حزب الله يكتسب المهارات
ويعتقد الخبير والمراسل العسكري أن حزب الله يكتسب هذه المهارات مع مرور الوقت، لافتا إلى أن المُسيرة التي ضربت في عرب العرامشة كانت من طراز "مرصد"، وهو تحسين لمُسيرات أقدم من إنتاج إيراني يسمى "أبابيل".
ولفت إلى أنها مُسيرة كبيرة يمكنها أن تحمل نحو 50 كيلوغراما من المواد المتفجرة وربما أكثر، وعندما تتفجر في بيت بسرعة فإنها تحدث ضررا كبيرا نسبيا، وهي صعبة الرصد والاكتشاف.
وقال بن يشاي: بالتأكيد أن حزب الله تعلم جيدا كيف تعمل منظومة الإخطار والاعتراض لدى "إسرائيل" وفهم بأن قدرتنا على اعتراض مسيراتهم منوطة بالكشف المسبق، في فترة زمنية تكفي لإطلاق صواريخ الاعتراض لضرب هدفها.
وحذر من أن كل وسيلة يستخدمها "الجيش" يتعلمها "العدو"، ويستخدم وسيلة مضادة، مشيرا إلى أن منظومات الدفاع التي تثبت فاعليتها الآن، ربما لن تكون كذلك خلال الفترة المقبلة، ما يتطلب مواكبة وتحديث المنظومات الإسرائيلية أولا بأول.