مقترح بايدن يتكون من 3 مراحل كل مرحلة من 6 أسابيع في ظل التعارض الحاصل في مواقف حركة حماس والاحتلال الإسرائيلي حول المقترح الأخير الذي أعلنه الرئيس الأمريكي جو بايدن بشأن
صفقة التبادل المأمولة، يدعي الإسرائيليون أنه يمكن للحركة أن تفاخر بتحقيق إنجاز مهم، وهو إقناع الإدارة الأمريكية بتركها في السلطة في قطاع
غزة حتى بعد الحرب.
الجنرال يوسي كوبرفاسر الرئيس السابق لقسم الأبحاث في جهاز الاستخبارات العسكرية- أمان، والباحث اليوم بمعهد القدس للشؤون العامة والدولة، ذكر أن "خريطة الطريق لإنهاء حرب غزة التي قدمها بايدن بشأن إطلاق سراح المختطفين، تعكس الطريقة المختلفة للغاية التي يرى بها كل طرف أهدافه، بحيث يمكن لحماس أن تقدّر أنها قادرة على فرض شروطها على إسرائيل من خلال نشر مقاطع فيديو للمختطفين، ومواصلة قتالها على الأرض.
وأضاف في
مقال نشرته القناة 12، وترجمته "عربي21، "أصبح هذا الإنجاز ممكنا بفضل نهج بايدن الذي يعتبر إنهاء معاناة سكان غزة، والإفراج عن المختطفين، وتحسين فرص إعادة انتخابه هي الأهداف النهائية".
اظهار أخبار متعلقة
وتابع، أن "بايدن بذل جهدا كبيرا لإقناع الإسرائيليين بدعم توجهاته، انطلاقا من افتراض أن قوة حماس تضررت بشدة، ولن تتمكن من استعادتها، وأن هذه الصفقة ستجلب الهدوء في الشمال، وتحسّن مكانة
الاحتلال الإقليمية والدولية، وتعزز القدرة على التعامل مع التهديد الإيراني".
وأوضح، "أنه من غير المرجح أن يكون هناك إسرائيلي واحد يعتقد حقاً أن حماس، مهما ضعفت، ستتوقف عن السعي لتحقيق هدفها النهائي بتدمير إسرائيل، أو تتخلى عن التزامها بالقيام بذلك من خلال المقاومة".
وأشار إلى أن "الاحتلال على استعداد للترويج للمرحلة الأولى من صفقة الرهائن، بالأثمان الباهظة التي ينطوي عليها تنفيذها، وفتح مناقشات حول المرحلتين الثانية والثالثة، مع رفض قبول مطلب حماس والإدارة الأمريكية بإنهاء الحرب، والقبول باستمرار حكم حماس الرسمي في غزة، رغم الاعتراف بأن مصطلح "وقف إطلاق النار الدائم" يخلق غموضا بناء، ويسمح لجميع الأطراف بالمضي قدماً في تنفيذ الاتفاق، مع التمسك بتفسيرهم الذي يقضي بأن الاتفاق يتماشى مع أهدافهم".
اظهار أخبار متعلقة
وأكد أن "التفسير المماثل لهذا المصطلح من قبل حماس وبايدن يجعل قدرة الاحتلال محدودة بالادعاء أنه ليس وقفا للحرب، الأمر الذي يضع أمامه تحديات معضلة، بزعم أن هذا البند يشكل التقاء مصالح مفترض بين حماس وواشنطن، في محاولة لإجباره على وقف الحرب، دون تحقيق أهدافها، لا سيما وأن حماس لا تقبل اقتراح الوسطاء شفهيا، وتصر على صياغة صريحة لإنهاء الحرب، وانسحاب الجيش من كامل قطاع غزة، وليس فقط من المناطق المأهولة بالسكان".
وزعم الكاتب، أن "الاحتلال مطالب بأن يشرح للحكومة الأمريكية أن أي تنازل بشأن هذه النقاط يعني أن خطة حملة حماس، التي كانت أساس هجوم السابع من أكتوبر، كانت ناجحة".
وقال، "سيكون لذلك عواقب وخيمة ليس فقط على التعامل مع الحركة، بل السلطة الفلسطينية وإيران وانتشارها في جميع أنحاء الشرق الأوسط، فضلا عن مكانة إسرائيل والولايات المتحدة في العالم وعلى الأمن في الدول الغربية بشكل عام، وكل ذلك من شأنه أن يضعف فرص بايدن بإقناع الجمهور الإسرائيلي بدعم اقتراحه".
اظهار أخبار متعلقة
لا يتردد الإسرائيليون في تحدّي داعمهم الأول، الرئيس بايدن، في حال تعارض مع مصالحهم الأمنية، ولذلك فهم يأخذون عليه مثلا، بعدما قدم كل المساعدة والإسناد، حرصه على ذكر حل الدولتين في خطابه الأخير، وعدم معارضته المطلقة بالسماح لحماس بالحكم في غزة، وعدم تقديم موقف أكثر وضوحا وإصرارا في سياق التعامل مع إيران، وطموحاتها الإقليمية والنووية، فضلا عن غياب سياسة صارمة تجاه المحاكم الدولية التي تضرّ أيما إضرار بشرعية دولة الاحتلال.