تواصل قوات
الاحتلال الإسرائيلي مجازرها بحق
المدنيين في قطاع غزة لليوم الـ267 على التوالي، وهو ما تجسد منذ ساعات صباح اليوم
السبت في المناطق الشمالية الغربية لمدينة
رفح، والتي تشهد اجتياحا بريا منذ 6
أيار/ مايو الماضي.
وتوغلت آليات الاحتلال تحت غطاء ناري كثيف في منطقة
ما تسمى "
الشاكوش" شمال غرب مدينة رفح، والتي نصب فيها النازحون الفلسطينيون
خيامهم باعتبار أنها "آمنة"، بعد منشورات ألقاها جيش الاحتلال
الإسرائيلي في بداية عمليته العسكرية على رفح، وطلب فيها من السكان والنازحين التوجه إلى هذه المناطق.
وارتكب جيش الاحتلال
مجازر جديدة بحق النازحين والمدنيين
وقام بإحراق خيامهم، ما أدى إلى استشهاد ما لا يقل عن 13 فلسطينيا وإصابة آخرين
بينهم صحفيون.
"نجاة من الموت بأعجوبة"
وتحدثت "
عربي21" مع عدد من النازحين في
المنطقة والذين نجوا من الموت بأعجوبة صباح اليوم، وأكدوا أن آليات ودبابات
الاحتلال انسحبت صباح اليوم من "الشاكوش"، ما دفع عددا من المواطنين إلى
العودة لخيامهم لأخذ أغراضهم الشخصية، كون المنطقة أصبحت "خطيرة" بعد
استهدافها المتكرر من الاحتلال.
لكن جيش الاحتلال عاود اجتياحه للمنطقة بعدد آليات
أكبر واستهدف النازحين بشكل مباشر، وحاصر عددا من الصحفيين، ما أدى إلى وقوع شهداء
وإصابات، جرى انتشال بعضهم فيما بقي غالبيتهم في المكان، نظرا لعدم قدرة الطواقم
الطبية والدفاع المدني على إنقاذهم.
ويقول الشاب محمد سمير (32 عاما) الذي ترك خيمته
قبيل يومين: "بعد انسحاب دبابات الاحتلال من منطقة الشاكوش في الصباح المبكر،
قررت التوجه إلى الخيمة دون عائلتي وأطفالي، لأخذ احتياجاتنا وأغراضنا التي تركناها
خلال التوغل المفاجئ الأول".
اظهار أخبار متعلقة
والجمعة، توغل الجيش الإسرائيلي في منطقة الشاكوش
ضمن منطقة المواصي غرب مدينة رفح ما أدى إلى نزوح آلاف الفلسطينيين من خيامهم إلى
مدينة خان يونس.
ويضيف سمير في حديثه لـ"
عربي21" أنه
"فور وصوله للخيمة تفاجأ بعودة آليات الاحتلال العسكرية، التي لم تمهله تخيل
المشهد، وسارعت بإطلاق نيرانها وقذائفها صوب كل من يتحرك في المنطقة، فبدأ يجري
حاله حال النازحين الآخرين، تاركا كل ما يملك للنجاة بنفسه من الموت".
ويتابع قائلا: "وصلت إلى منطقة بعيدة عن التي
كانت في دائرة الاستهداف الإسرائيلي، والتقيت بعائلتي وقررنا النزوح من جديد إلى
خان يونس، لكن هذه المرة ليس معنا فراش ولا ماء ولا طعام (..)، بدأنا نسير فقط
بملابسنا، ولا يوجد معنا أدنى مقومات العيش".
ودمرت جرافات الاحتلال العسكرية نحو خمسة آلاف دونم
من الدفيئات الزراعية في منطقة شمال غرب رفح، وكانت تعتبر آخر أراضٍ مزروعة
بالخضروات في القطاع.
حرق الخيام
تحدثت "
عربي21" مع المسنة نعمة حسني
(65 عاما) التي نزحت من مواصي رفح إلى أحد أقربائها في خان يونس، نظرا لوصول قذائف
ونيران الاحتلال إلى المنطقة التي نزحت إليها منذ بدء العملية العسكرية في رفح.
وتشير حسني إلى أن ابنها توجه صباح اليوم إلى منطقة
"الشاكوش" لأخذ باقي أغراضهم التي تركوها في الخيمة، لكنه تفاجأ بإحراق
الاحتلال للمنطقة بما فيها من خيام واحتياجات أساسية مثل أنابيب الغاز والدقيق
والملابس.
اظهار أخبار متعلقة
وتتابع بصوت حزين: "ابني أصيب بعد رجوع الدبابات
للمنطقة وقصفها مرة أخرى، وبحمد الله استطاع الوصول إلى أقرب نقطة طبية (تابعة
للصليب الأحمر)، رغم أنه كان ينزف في قدمه، وحالته أصبحت مستقرة، لكني خائفة عليه
كوني لا أستطيع الوصول إليه حتى اللحظة والاطمئنان عليه".
وتختم بقولها: "يا ريت النزوح يخلص والحرب تخلص
الي دمرت منازلنا ومسحت كل اشي منيح في حياتنا (..)، لكن حنرجع نعمل خيمة فوق
منزلنا المهدوم في رفح، واليهود الي حيطلعوا من كل فلسطين غصب عنهم".
وأسفرت الحرب الإسرائيلية المستمرة على غزة منذ 7
أكتوبر/ تشرين الأول عن أكثر من 124 ألف شهيد وجريح فلسطيني معظمهم أطفال ونساء،
وما يزيد عن 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة عشرات الأطفال.
ويواصل الاحتلال حربه رغم قرارين من مجلس الأمن
الدولي بوقفها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية بإنهاء اجتياح مدينة رفح جنوبي
قطاع غزة، واتخاذ تدابير لمنع وقوع أعمال "إبادة جماعية"، وتحسين الوضع
الإنساني المزري في القطاع.