تصدرت جماعة أنصار الله "
الحوثي" في
اليمن صدارة الأحداث المتسارعة في المنطقة على خلفية هجومها الأسبوع الماضي على "تل أبيب" وما أعقب ذلك من عدوان إسرائيلي على محافظة الحديدة اليمنية، الأمر الذي يخلق حاجة لدى الغرب لتعزيز معرفتهم بهذا التنظيم عبر الوقوع على مواقف أطراف كانت على مواجهة مع الجماعة مثل
السعودية والإمارات، بحسب تقرير لصحيفة "
الأخبار" المقربة من حزب الله اللبناني.
ولفت التقرير إلى أن رغبة الغرب في تعزيز معرفته بجماعة الحوثي "لا تقتصر على مهتمين بالمجالين السياسي والعسكري، بل إنها تشمل أكاديميين يُصابون بالإحراج عندما يُسألون عن ماهية هذا التنظيم".
وأشار إلى أن "هناك أيضا حاجة إلى معرفة مواقف أطراف تعرفت أكثر إلى الحوثيين خلال العقد الأخير، مثل السعودية والإمارات العربية على وجه التحديد"، اللتين خاضتا حربا طويلة ضد الجماعة اليمنية، قبل أن تتوجه الرياض نحو إجراء مفاوضات مع الحوثيين، تقدمها وزير الدفاع السعودي خالد بن سلمان.
اظهار أخبار متعلقة
وكانت السعودية استضافت العام الماضي جولة من المفاوضات بين قادة سعوديين ووفد من جماعة الحوثي على مدى 5 أيام، إلا أن التطورات الأخيرة ساهمت في تصاعد التوترات مجددا حيث هدد زعيم الحوثيين النظام السعودي في حال تعاون مع الولايات المتحدة، وذلك قبل العدوان الإسرائيلي على اليمن الذي أشارت تقارير إلى فتح الرياض مجالها الجوي أمام المقاتلات الإسرائيلي، وهو ما نفته وزارة الدفاع السعودية.
وفي السياق، قالت صحيفة "الأخبار" المقربة من حزب الله، إن بعض المشاركين في جلسات تفاوض تجرى في عواصم إقليمية حول جماعة الحوثي، يصرحون بأن الولايات المتحدة لا تسمح لهم بعقد اتفاق لإعلان انتهاء الحرب في اليمن، ولا تقبل أن تنطلق عملية التطبيع في العلاقات بين اليمن ودول الخليج العربية.
وزعمت الصحيفة أن "الجانب السعودي هو أقل طرف فوجئ بفشل عمليات واشنطن ولندن تحت عنوان حارس الازدهار في البحرين الأحمر والعربي".
وذكرت أن "أحد الوسطاء تندر برواية تقول إنه عندما قرر الأمريكيون إقامة حلف ضد الحوثيين، اجتمعوا مع قيادات سعودية لإقناعها بالدخول في التحالف. لكن خالد بن سلمان، بعدما أنهى المندوب الأمريكي مداخلته، قال له: خذ مني هذه النصيحة، لا تتورطوا في معركة مع الحوثي، فلن تقدروا عليهم"، بحسب ما أوردته الصحيفة.
وأشارت الصحيفة إلى أن "المندوب الأمريكي رد بابتسامة صفراء فيها ما فيها من فوقية، على قاعدة أنه لا يمكن للسعودية أن تقارن نفسها بأمريكا، وأن فشل السعودية في القضاء على الحوثيين سببه الإدارة السعودية للحرب وليس قدرة الجماعة على الصمود".
وشنت الولايات المتحدة العديد من الهجمات ضد مواقع في اليمن، منذ الضربة الأولى التي وجهتها واشنطن بالتعاون مع لندن في 12 كانون الثاني/ يناير الماضي؛ بهدف ردع الجماعة اليمنية، التي أعلنت أن المصالح الأمريكية والبريطانية هي أهداف مشروعة لها عقب الاستهداف.
والأسبوع الماضي، استهدف الحوثيون بالمسيرة "يافا" موقعا في "تل أبيب"، ما أسفر عن مقتل إسرائيلي وإصابة آخرين بجروح، وذلك في أول عملية للجماعة اليمنية تصل إلى هذا العمق من الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وردا على الهجوم الحوثي، شن
الاحتلال الإسرائيلي، السبت الماضي، غارات على منشآت تخزين النفط في ميناء الحديدة غرب اليمن.
اظهار أخبار متعلقة
في المقابل، شدد الحوثيون على أن الهجوم الإسرائيلي على اليمن "لن يمر دون رد مؤثر". وقال المتحدث العسكري باسم الحوثيين، يحيى سريع، إن الجماعة اليمنية "تؤكد أنها سترد على العدوان السافر على الحديدة"، مشددا على أنهم "لن يترددوا في ضرب الأهداف الحيوية للعدو الإسرائيلي".
مساع مصرية لوقف التصعيد
بالتزامن مع ذلك، ذكرت صحيفة "الأخبار" أن رئيس النظام
المصري عبد الفتاح السيسي، أجرى اتصالا مع سلطان عمان، هيثم بن طارق، من أجل طلب وساطته في وقف ما وصفه "مبالغة" الحوثيين في هجماتهم ضد الاحتلال الإسرائيلي.
وذكرت الصحيفة، أن السيسي حذر من تفجر الأوضاع في المنطقة جراء الهجمات الحوثية على أهداف داخل الأراضي الإسرائيلية، ما يدفع إلى حدوث المزيد من التوتر الإقليمي.
ولفتت إلى أن السيسي ناقش مع ابن طارق في الاتصال الذي جرى بينهما، يوم السبت الماضي، ما يمكن للوساطة العمانية فعله مع إيران واليمن لوقف التصعيد، موضحة أن رئيس النظام المصري شدد على أن التصعيد في المنطقة سيكون له عواقب وخيمة على النشاط الاقتصادي، وسيكون من الصعب احتواء آثاره.