يعد
القطاع الزراعي
في قطاع
غزة من بين أكثر القطاعات تضررًا، بفعل هجمات
الاحتلال الإسرائيلي للأراضي
الزراعية، وآبار المياه، والمعدات الحيوية لإحياء الأرض، حيث يكافح مزارعو غزة من
أجل إحياء الأرض من جديد.
ويكافح المزارع
الفلسطيني يوسف أبو ربيع، من بلدة بيت لاهيا شمالي غزة، لإحياء مساحات محدودة من
أراضيه الزراعية التي دمرت خلال حرب الاحتلال الإسرائيلي على القطاع.
أبو ربيع (38
عامًا)، عاد إلى أرضه الزراعية في بلدة بيت لاهيا رغم ما أصابها، بعدما أجبرته آلة
حرب الاحتلال الإسرائيلي على النزوح مع عائلته.
اظهار أخبار متعلقة
وألحقت حرب
الاحتلال الإسرائيلي على غزة أضرارًا جسيمة بالبنية التحتية والبنية الفوقية
والأراضي الزراعية في القطاع بفعل هجماتها الجوية والبرية منذ السابع من تشرين
الأول / أكتوبر الماضي.
ورغم ظروف الحرب
الصعبة والتحديات الكبيرة، قرر أبو ربيع وعدد من المزارعين الآخرين إحياء أراضيهم
الزراعية والعودة للزراعة باستخدام البذور التي تمكنوا من استخراجها من المحاصيل
الزراعية التي جفت في الحرب الإسرائيلية بسبب عدم تمكن المزارعين من الوصول إليها
فترة النزوح.
"رمز للصمود الفلسطيني"
يقول أبو ربيع
لمراسل الأناضول: "طال أمد حرب الاحتلال الإسرائيلي المدمرة، واشتد الحصار
المفروض على شمال غزة، وأصبحنا نعاني من نقص شديد في الخضراوات والفواكه والغذاء
والمياه، وانتشرت المجاعة، فكان لا بد من العودة إلى الزراعة".
ويضيف:
"قررنا إنشاء مشتل بسيط لإنتاج شتلات الفلفل والباذنجان والكوسا، وبدأنا
بزراعة 40 ألف شتلة في شهر أذار / مارس، بعد استصلاح جزء من الأراضي الزراعية.
واليوم، نواصل العمل على زراعة ما يزيد على 150 ألف شتلة، في محاولة لإحياء
أراضينا".
يشير المزارع
الفلسطيني إلى وجود إقبال على شراء بذور الفلفل والباذنجان والكوسا لزراعتها من
قبل المزارعين.
أبو ربيع، الذي
تمكن من زراعة آلاف الشتلات بعد أشهر من العمل الشاق، يرى في هذا الجهد المتواصل
رمزًا للصمود الفلسطيني.
ويقول:
"نحن نزرع من جديد لأننا نؤمن بأن الزراعة هي جزء من مقاومتنا. فالأرض جزء من
هويتنا، وسنظل نعمل على إحيائها مهما كانت التحديات".
ويتابع:
"مع بداية الحرب في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، دمرت آلة حرب الاحتلال
الإسرائيلي القطاع الزراعي بشكل شبه كامل، ودمرت محصول الفراولة شمال قطاع غزة
وخاصة في بلدة بيت لاهيا، والذي كان المحصول المتميز دائمًا على مستوى فلسطين
والعالم".
تحديات جمّة
في شمال غزة،
يعاني
المزارعون من صعوبات كبيرة في الحصول على المواد الأساسية للزراعة، وفق رئيس
جمعية غزة التعاونية الزراعية، علي الكيلاني.
ويوضح الكيلاني أن
كميات الإنتاج الزراعي أصبحت نادرة جدًا في شمال قطاع غزة، بسبب الصعوبات
والتحديات الجمّة التي تواجه المزارعين الفلسطينيين.
ويبين أن أبرز
التحديات هي الاستهداف والتدمير الإسرائيلي الممنهج، ونقص الوقود ومصادر الطاقة،
إضافة إلى تدمير الآبار ومرافق القطاع الزراعي، وحاجة الكثير من الأراضي الزراعية
إلى عمليات الاستصلاح والتسوية.
ويشير الكيلاني
إلى ارتفاع تكلفة الزراعة بشكل كبير، في ظل نقص البذور والمواد اللازمة، مما جعل
من الصعب على المزارعين مواصلة عملهم.
اظهار أخبار متعلقة
ويضيف أن "هجمات
الاحتلال استهدفت بشكل منهجي المرافق الزراعية بهدف تقويض قدرة الفلسطينيين على
الاعتماد على أنفسهم في توفير الغذاء".
ويرى الكيلاني
أن الاحتلال الإسرائيلي تسعى لإنهاء وجود الفلسطينيين على أرض فلسطين من خلال
استهداف الزراعة، التي تُعد أحد أعمدة الاقتصاد الفلسطيني".
ولا يؤثر تدمير
القطاع الزراعي في غزة فقط على المزارعين، بل يمتد تأثيره إلى كل أسرة فلسطينية في
القطاع، الذي يعاني سكانه من نقص حاد في المواد الغذائية، وارتفاع كبير في
أسعارها، وفق الكيلاني.
ويبين رئيس
جمعية غزة التعاونية الزراعية أن "ما يصل اليوم إلى الإنسان الفلسطيني من
طعام، يصل بأسعار مرتفعة جدًا، ما يزيد من معاناتهم في ظل الحرب والحصار".
وناشد العالم
أجمع بإمداد قطاع غزة بكل المعدات والمواد والمستلزمات التي من شأنها أن تمكن
الفلسطينيين من الصمود في وجه آلة الحرب الإسرائيلية ومجابهة الاحتلال الإسرائيلي.
وبدعم أمريكي، يشن
الاحتلال الإسرائيلي منذ السابع من تشرين الأول / أكتوبر الماضي، حربا مدمرة على
غزة خلفت أكثر من 131 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على
10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.
وفي استهانة
بالمجتمع الدولي، تواصل تل أبيب الحرب متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بوقفها
فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية
ولتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.