تناول محلل عسكري إسرائيلي مسألة عودة العمليات
"الاستشهادية"، بعد الهجوم التفجيري الأخير بتل أبيب، مؤكدا أنه
"شكّل سببا إضافيا لأخذ تحذيرات الاستخبارات العسكرية بجدية، بشأن تصاعد
محتمل في
الضفة الغربية، إلى درجة قد تصل إلى انتفاضة".
وقال المحلل العسكري رون بن يشاي في مقال نشرته
صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، إن "كل الدلائل تشير إلى أن
إسرائيل قد تجد نفسها قريبا في جبهة قتال جديدة مكثفة، ولكن إذا تم التوصل إلى وقف
لإطلاق النار في غزة، فمن المحتمل أن تتراجع حدة العنف في الضفة الغربية أيضا،
وهذا يعتبر عاملا آخر يجب أخذه في الحسبان عند التفكير في صفقة تبادل
الأسرى".
وأشار إلى أن قسم الاستخبارات العسكرية نقل مؤخرا
تحذيرا إلى جهاز الأمن الإسرائيلي، يشير إلى توقع تصاعد التوتر في الضفة الغربية،
وربما حتى بمستوى انتفاض تشمل هجمات تفجيرية واستشهادية داخل "إسرائيل".
وتابع: "قد يكون الهجوم الذي وقع يوم الأحد
بالقرب من كنيس في تل أبيب دلالة إضافية، من بين العديد من العلامات، التي تشير
إلى وجوب أخذ التحذيرات بشأن تصاعد العنف المسلح في الضفة الغربية بجدي".
ونوه إلى أنه في عام 2022-2023 وقعت هجمات تفجيرية
من قبل فلسطينيين داخل "الخط الأخضر"، ولكن العبوة الناسفة التي تم
تفجيرها يوم الأحد الماضي، كانت تحمل بصمات واضحة لمبادرات المقاومين في الضفة
الغربية، التي تم التحذير منها.
اظهار أخبار متعلقة
وذكر أن "العبوة كانت من صنع محلي قوي، ربما من
النوع الذي استخدمه الاستشهاديون في الانتفاضة الثانية، وقد جاء المنفذ من شمال
الضفة الغربية، حث توجد بؤر تصعيد مسلح".
ورأى أن التصعيد الحالي يتطور بشكل تدريجي، ويضاف
إليه عناصر جديدة مع مرور الوقت، وذلك على عكس الانتفاضات السابقة، والموجات
الشعبية العفوية في الشارع الفلسطيني.
وأشار إلى أن الذي تغير منذ اندلاع الحرب في غزة هو
الاستخدام المكثف للعبوات الناسفة، وزيادة الدافعية بين الشباب بالمخيمات، مضيفا
أنها "ازدادت بشكل كبير في الكم والجودة خلال فترة الحرب".
وأوضح أن "الدافعية المتزايدة تعود إلى أن
تقريبًا كل عائلة فلسطينية في الضفة الغربية لها أقارب في غزة، وهذا هو دافع
تحفيزي لا يمكن تجاهله عند النظر في قرارات الاستمرار في الحرب، وتوزيع قوة الجيش
الإسرائيلي بين الجبهات المختلفة".
وتطرق المحلل الإسرائيلي إلى مسألة تزايد توافر
الأسلحة بين الفلسطينيين في الضفة الغربية، معتبرا أنه "إذا لم يقض الجيش
الإسرائيلي على الخلايا المسلحة بالضفة، فقد تنتشر الظاهرة إلى داخل إسرائيل،
والمنفذ في تل أبيب يمثل دليلا واضحا على ذلك".