أعلن باحث إسرائيلي يبلغ من العمر 27 عاما، عزمه على مغادرة دولة
الاحتلال إلى العاصمة الألمانية برلين "دون الشعور بذرة خجل"، بسبب ما وصفه بـ"المستقبل السيئ الذي ينتظر إسرائيل خلال العقد القادم".
وقال دين تبلتسكي، وهو باحث سابق في "وزارة العدل" الإسرائيلية، في مقال عبر صحيفة "هآرتس" العبرية: "كتبت تقريرا قبل 10 سنوات وأنا طالب في الصف الـ 12، في ذروة الحملة الانتخابية في 2015 العاصفة، حول سؤال: هل التضحية التي تتوقعها الدولة من أبناء جيلي في المستقبل، الذين سيتجندون بالجيش خلال بضعة أشهر، هي مشروعة طالما أنها هي نفسها تمتنع عن أخذ أي مخاطرة من أجل خلق مستقبل آمن أكثر، فيه التضحية من هذا النوع يمكن منعها؟".
وأضاف: "كتبت أيضا أن مذبح الوضع القائم لنتنياهو، الذي عليه تمت التضحية بمقاتلين في جولات قتال متكررة، لم تكن مرفقة بأي عملية سياسية مهمة لحل النزاع، يجب أن يتم استخلافه بقيادة شجاعة تعمل من خلال رؤية استراتيجية من أجل أمن طويل المدى، قيادة تضع لنا حلما لسلام وأمن، من أجله تجدر التضحية بالحياة".
اظهار أخبار متعلقة
وشدد على أن "عشر سنوات أخرى من العيش في ظل حكومات نتنياهو أدت إلى السيناريو الأسوأ من بين جميع السيناريوهات. فإسرائيل سقطت ضحية للهجوم الأكثر فظاعة في تاريخ النزاع، ونظام ديمقراطيتها في حالة تراجع، والمجتمع في إسرائيل منقسم وممزق حول قضايا كانت مفهومة ضمنا في دروس المدنيات لدينا مثل استقلالية جهاز القضاء ومكانة المستشار القانوني للحكومة والمسؤولية الوزارية. والاقتصاد يقف أمام منحى التحطم، لأن الحكومة تغض النظر عنه".
وقال إنه "أصبح من الواضح أن مستقبل الدولة في العقد القادم سيكون الأسوأ بسبب سلوك نتنياهو والوزراء"، مشيرا إلى أن جيش الاحتلال "لن يتمكن في أي يوم من توفير الدفاع الشامل من الأعداء. وبدلا من ذلك فإنه يتم استغلال الضحايا بواسطة دعاية مسمومة من أجل مواصلة وجود سياسة الوضع الراهن الاستيطانية النازفة".
وأضاف أن "السؤال الذي يقف الآن أمام الشباب الإسرائيليين يتلخص بالآتي: لماذا يجب علينا الموافقة على العيش في دولة كثيرون فيها مستعدون لترك أرواحهم وأرواح أولادهم في يد قيادة تتحرر من المسؤولية عن الفشل الأمني الذي يحدث هنا منذ 7 أكتوبر؟".
اظهار أخبار متعلقة
وتساءل الباحث الإسرائيلي: "إذا كان نتنياهو لن يتحمل هو المسؤولية عن الأمن فلماذا هو موجود هناك. إذا كانت سلطة رئيس الوزراء لا تتحمل بالضرورة المسؤولية عن الأمن الجسدي لنا فلماذا يوجد لنا رئيس وزراء؟".
واختتم مقاله، بالقول "في هذا الوضع الذي فيه غالبية الجمهور تظهر اللامبالاة أو على الأقل عدم الاستعداد للخروج إلى الشوارع من أجل رص الصفوف في قيادة الدولة، فإن المغادرة ليست أمرا غير مرغوب فيه، بل إنها ضرورة وجودية واستنتاج عقلاني ومسؤول، يتم سماعه من أفواه الكثير من الإسرائيليين أكثر من أي وقت مضى. النتيجة الحتمية لواقع حياتنا هي أن المواطنة الإسرائيلية ببساطة ليست الضمانة للعيش في دولة حرة".
وأضاف: "أنا سأغادر إلى برلين، ولا توجد لدي أي ذرة خجل من ذلك"، بحسب تعبيره.
يشار إلى أن تقريرا نشره معهد "سياسة الشعب اليهودي"، في شهر تموز/ يوليو الماضي، أظهر تزايد رغبة الإسرائيليين بالهجرة من "إسرائيل"، بسبب الحرب على
غزة وتداعياتها، حيث أعرب 25 بالمئة من اليهود الإسرائيليين عن استعدادهم للهجرة إذا أتيحت لهم الفرصة.
وذكرت القناة "12" الإسرائيلية ، أن النقاش بشأن الهجرة بين الإسرائيليين على شبكات التواصل الاجتماعي ارتفع مؤخرا بنسبة تزيد على الـ100 بالمئة.
ونقل موقع "زمن إسرائيل" الإخباري، أن قرابة الـ 550 ألف إسرائيلي غادروا البلاد خلال الأشهر الستة الأولى من الحرب المتواصلة على قطاع غزة ولم يعودوا.