أفكَار

لماذا تعرب أجدادنا بعد إسلامهم ولم يتعرب غيرهم؟.. العروبة باللسان

العروبة عندنا للإنسان في أي مكان هي باللسان والرسالة وليست بنقاوة الدماء وتسلسل النسب على غرار الحصان العربي بالسلالة.
العروبة عندنا للإنسان في أي مكان هي باللسان والرسالة وليست بنقاوة الدماء وتسلسل النسب على غرار الحصان العربي بالسلالة.
أولا:  لقد كان أجدادنا الآحرار في شمال أفريقيا أكثر حبا للحرية، وأكثر صدقا وإخلاصًا في اعتناقهم  للإسلام من بعض الشعوب الأخرى، التي أسلمت وبقيت على عصبيتها القومية والقبلية الجاهلية، التي نهى عنها الإسلام وما انزل الله بها من سلطان، "إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون".

ثانيا: نحن كنا تحت الاحتلال الروماني المسيحي الذي رفضناه ولسانه المفروض علينا فرضا، ولم يكن لدينا لسان مكتوب غيره.

وعندما جاءنا الإسلام بحروفه القرآنية، أخذناه كما هو جاهزا وكاملا، بلسان قرآنه وصلاته وبيانه المعلم من خالق الكون قبل خلق الإنسان ذاته وتعليمه البيان ليفهم القرآن، كما قال في مطلع سورة الرحمن: "الرحمن* علم القرآن* خلق الإنسان* علمه البيان". فالبيان هو أول خاصية للإنسان مرتبطة بالعقل والمنطق، والقدرة على التفكير والتعبير اللفظي المفيد، والتمييز بين الصدق والكذب والحق والباطل، مما يميزه عن جميع المخلوقات الجامدة والحية في هذا الوجود، ولذلك عرف الإنسان منذ القدم بأنه حيوان ناطق، والنطق يتضمن معنى التفكير والتعبير بجمل لفظية لها دلالات مجردة، لا يدرك معناها إلا الإنسان الناطق دون سائر العجموات في هذا الوجود.

ومن هنا، أعطي الحرية للاختيار بين البدائل وحمل مسؤولية هذا الاختيار، ورفع التكليف عن المجنون والطفل قبل النضج والبلوغ (حتى لا تكون لعاقل مكلف حجة على الله بعد الإنذار وتوفير وسيلة  الإدراك  والاختيار)، والعقل الراشد هنا هو الذي يخول للإنسان العاقل القدرة على التمييز بين الحق والباطل.

البيان هو أول خاصية للإنسان مرتبطة بالعقل والمنطق، والقدرة على التفكير والتعبير اللفظي المفيد، والتمييز بين الصدق والكذب والحق والباطل، مما يميزه عن جميع المخلوقات الجامدة والحية في هذا الوجود، ولذلك عرف الإنسان منذ القدم بأنه حيوان ناطق، والنطق يتضمن معنى التفكير والتعبير بجمل لفظية لها دلالات مجردة، لا يدرك معناها إلا الإنسان الناطق دون سائر العجموات في هذا الوجود.
ثالثا: الرومان حكمونا بالعملاء الذين نصبوهم بالمؤامرات والخيانات (مثل أمريكا وبنتها العبرية وأوروبا الغربية عموما اليوم في بلاد المغرب والمشرق العربيين)، حاربوا الأحرار الوطنيين كيوغورطا وطاكفاريناس وسيفاقس في الأحرار الأولين، ولو أدرك هؤلاء الإسلام كأحفادهم اللاحقين بعدهم، لكانوا مثل طارق بن زياد في الفاتحين؛ لأن الإسلام قد نورنا وهدانا السبيل القويم والطريق المستقيم، ثم تركنا أحرارا نحكم أنفسنا بأنفسنا باختيار أتقانا وأعلمنا وأكفئنا، بقطع النظر عن أصله الجغرافي (مثل عبد الرحمن بن رستم الفارسي أو إدريس الأول أو عبد الرحمن الداخل التقي، الذي بايعه أجدادنا الأحرار الصادقون، ليؤسسوا أولى الدول الإسلامية في التاريخ شريعتها الإسلام، ولسانها الديني والإداري والحضاري هو لسان القرآن حتى الآن، دون إكراه من أحد لأحد إلا بالرضا المتبادل بين الحاكم والمحكوم.

وهذا الرئيس العالم والفقيه الصالح عبد الرحمن بن رستم، لم يفرض علينا لسانه الفارسي، ولا فرض نفسه بوراثة أو ولاية عهد أو انقلاب أو غزو عسكري، مثل فرنسا الصليبية في غزوها لأرضنا سنة 1830 عسكريا وإلى الآن ثقافيًا ولسانيًا واستحلاليا على الخصوص، (انظر معنى الاستحلال في مقالنا هنا في عربي 21 ليوم 10تموز/ يوليو 2023).

رابعا: بعد طرد الرومان (كيانا ودينا ولسانا)، وتولينا حكم أنفسنا بأنفسنا بكل حرية إسلامية، تحت مبدأ قراني رباني صريح فصيح، يقول؛ "إن أكرمكم عند الله أتقاكم"، وليس أغناكم أو أذكاكم أو أكثركم جاها وولدا أو نسبا وحسبا. فتولانا في البداية الأولى بعد الفتح المبين أتقانا، وليس أغنانا وأقوانا دون عنصرية وعصبية قومية أو قبلية، ولم يوجد لدى أجدادنا الأحرار في الشمال الأفريقي الفطري السليم، أي بديل إيماني أو لساني غير الإسلام ولغة القرآن، كما هو واقع على خلاف بعض البلدان الإسلامية الأخرى، التي بقيت على جاهليتها من الناحية العصبية القومية والعنصرية، كما هو واقع حتى الآن بين بلاد فارس والأناضول على سبيل المثال.

خامسا: إذا كان المسلم صادقا مع الله ومع نفسه، في التخلي عن الشرك والوثنية والمادية اليهودية والثالوثية المسيحية، إلى الحنفية السمحاء اقتناعا بأن الدين عند الله واحد هو الإسلام :"ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه"، فكيف لا يتقن لسان دينه الذي ارتضاه لنفسه طواعية، وجاهد في سبيل تبليغه إلى خارج وطنه الصغير، كالقائد المجاهد طارق بن زياد فاتح الأندلس على رأس أغلبية مجاهدة بربرية محلية وأقلية بسيطة مشرقية عربية وغير عربية. والعروبة عندنا للإنسان في أي مكان هي باللسان والرسالة، وليست بنقاوة الدماء وتسلسل النسب على غرار الحصان العربي بالسلالة. إن الإسلام  دين، والعربية لسان وانتماء، يربط أهل الأرض بوحي السماء.

سادسا؛ إن فاقد الشيء لا يعطيه بالبداهة، وعليه، فكيف يحمل أجدادنا المسلمون الصادقون مشعل النور المبين إلى الشعوب الأخرى دون أن يبدؤوا بأنفسهم، فيتعربون طواعية حبا في الدين القويم واللسان المبين، قبل أن يعربوا السنة المسلمين الآخرين في البلاد المفتوحة في العالمين. ولذلك، كانت خطبة الفاتح العظيم الشهيرة في جبل طارق بعد حرق السفن، وقوله للمجاهدين الفاتحين من كل البلدان المغربية والمشرقية كلمته المشهورة: "العدو أمامكم والبحر  وراءكم.". قالها في خطبته التاريخية تلك بالعربية، ولا يمكن أن يقولها إلا بالعربية التي أتقنها كمسلم مخلص صادق.

ولقد تعلم اللسان القرآني والبيان العدناني بشغف كبير في سنوات قليلة من طرف المجاهدين الفاتحين العرب والمستعربين، دون عقدة قومية أو عنصرية أو باطنية أو فرنكوفونية، كما هو واقع الآن في غياب "الشوراقراطية"، وفرض الأمر الواقع بعد الخروج الظاهري والصوري لعساكر الاحتلال المباشر من بعض الثكنات والمخافر، وبمعنى آخر؛ خروجهم من الحقول وتجذرهم في بعض النفوس والعقول.

العروبة عندنا للإنسان في أي مكان هي باللسان والرسالة، وليست بنقاوة الدماء وتسلسل النسب على غرار الحصان العربي بالسلالة. إن الإسلام  دين، والعربية لسان وانتماء، يربط أهل الأرض بوحي السماء.
وعندما نقارن هذا الواقع المشار إليه في كل بلاد المغرب الإسلامي الناطق بالعربية (سابقا وحاضرا ولاحقا)، عندما نقارنها بالشعوب التي أسلمت وتعربت ثم ارتدّت (لسانيا) بدوافع قومية عنصرية شوفينية، ما أنزل الله بها من سلطان في تركيا وإيران مثلا، يجيبكم جمال الدين الأفغاني، "أقول الأفغاني" المسلم المستعرب، الذي يأخذ على الأتراك عدم اتخاذ العربية لسانا قوميّا لدولة الخلافة، واعتبره خطأ استراتيجيا قاتلا، وقع فيه بعض سلاطين بني عثمان كما قال بلسانه حرفيا: "لننظر في فتوحات الدولة (يقصد العثمانية) للممالك الإسلامية من مصر والشام فحلب فبغداد وتونس، وسائر الممالك العربية، فنراها قد تمكنت من الفتح مع قليل من المقاومة والحروب، وكان لجامعة الدين التأثير العظيم في قبول الحكم العثماني، ولو أن الدولة قبلت من يوم استقلالها، وعملت بالفكرة من عهد السلطان محمد الفاتح أو السلطان سليم بأن يتخذ اللسان العربي، وهو لسان الدين، لسانا رسميّا، وتسعى بكل قوتها وجهدها لتعريب الأتراك، لكانت في أمنع قوة وآمن حصن من الانتفاض والخروج عن سلطانهم، ولكنها فعلت العكس، إذ فكرت بتتريك العرب، وما أسفهها سياسة وأسقمه من رأي.

لأنّ تدين الأتراك بالدين الإسلامي على جهل باللسان العربي، جعل له في القلوب منزلة، ساقت وتسوق الأمة العربية للعطف عليهم مع سائر المسلمين، فما قولك لو تعربت، وانتفى من بين الأمتين تلك النعرة القومية، وزال داعي النفور والانقسام بين الترك والعرب، وصاروا أمة عربية بكل ما في اللسان من معنى، وفي الدين الإسلامي من عدل، وفي سيرة أفاضل العرب من أخلاق، وفي مكارمهم من عادات. لا ريب لو تيسر ذلك لكان إعادة عصر الرشيد للمسلمين ميسورا تحت لواء سلطان عادل همام، مثل محمد الفاتح أو السلطان سليمان، أو السلطان سليم غير عسير. ولكن عدم قبول فكرة السلطان الفاتح أو السلطان سليم لتعميم اللسان العربي، كان خطأ بيّنا".

ونتصور لو تم ذلك التوحيد اللساني، لكانت إيران وتركيا اليوم هما قائدي الجامعة العربية "بالشوراقراطية" الشعبية القائمة في البلدين الكبيرين بدل الديكتاتوريات  المتوارثة  (ملكيا وعسكريا)، وعلى رأسها مقر الجامعة  العريية التي تحولت وظيفتها إلى جامعة وظيفية للقوى الأجنبية في جمهورية مصر العربية اسما (وغربية أو شرقية)، سياسة ورسما.

سابعا: لا يوجد في العالم أجمع مسلم صادق يكره لغة عماد الدين، إلا إذا كان زنديقا يتاجر بالإسلام سياسيّا، ويحاربه في الميدان اجتماعيّا وثقافيّا وهوياتيا.

ثامنا: بأي منطق يقبل من شخص يزعم أنه مسلم وهو يحارب في صفوف الأعداء الألداء لغة الإسلام وحضارته الذهبية، بدعوى الوطنية والقومية (الفارسية أو التركية أو البربرنسية)، ويستعمل لغة أعداء الإسلام والشهداء والقرآن، ويدعي الإسلام والإيمان (رياء ونفاقا)؟ فكيف يعقل أن يقبل هذا المسلم المدعي كما يصرح ظاهريا بأنه قبل بإسلام أجداده وتغيير عقيدتهم (الجاهلية الوثنية أو اليهودية والمسيحية) إلى عقيدة الفاتحين، ويرفض تبني لسان الدين القويم باسم الوطنية (الطينية  والحجرية)، ويحاول أن يصطنع لسانا من العدم هو موجود على حاله الشفهي منذ آدم، ولن يزول أبدا لدى الأميين قبل أن يصيروا متعلمين باللغة المكتوبة العلمية والمدرسية المتوارثة عن الأجداد (خلفا عن سلف)، كلغة الوحدة والعلم والدين إن كان بالفعل مسلما موحدا، كما يدعي بعضهم بأنهم مسلمون ولكنهم ليسوا عربا، وجهلوا بأن العروبة ليست عرقا بالوراثة، ولكنها بالاكتساب مثل اللسان والثقافة.

لا شك أن أندونيسيا وماليزيا وباكستان وتركيا وإيران.. ليسوا أقل إسلاما من بعض العرب أنفسهم، ممن يدعون إمارة المؤمنين وخدمة الحرمين وتحرير أولى القبلتين من مغتصبها أمام أعينهم أجمعين، بتواطؤ  بعض المطبعين في بلاد المشرق والمغرب العربيين لسانا، والعبريين ولاء وردة وخذلانا.

ويجب التنبيه إلى أن العرب المقصودين هنا، هم المسلمون الناطقون بالعربية. ولا يوجد عرق عربي في الإسلام على الإطلاق، مما جعلنا نقول وبكل مسؤولية علمية ودينية هنا وفي كل مكان؛ بأن كل مسلم في العالم هو مشروع عربي قائم. مادام الإسلام من أبرز وأقدس مبادئه أنه دين حرية واقتناع ولا يكره أحدا على اعتناقه، كما لا يفرض على أي مسلم ترك لسانه المحلي أو الوطني غير المعادي  للسان القرآن الكريم وبيانه القويم.

ولكن، ما دام هذا المسلم الصادق قد غير دينه السابق عن قناعة واختيار دون إكراه أو إجبار كما أثبتنا آنفا، فبأي منطق يمنع من أن يتبنى لغة أمته (مثل أجدادنا هنا في شمال أفريقيا كما في مصر والشام  والعراق)، إلى جانب لغة أهله وعشيرته إذا لم يكن هذا المسلم باطنيّا عنصريّا قوميّا أو قبليّا، يظهر عكس ما يبطن كبني سلول السابقين والحاليين من بائعي القدس في صفقة القرن الواحد والعشرين!؟

إننا إذا اعتبرنا أن الدين الخاتم، هو للعالمين جميعا، "وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا"، وليس لأي جنس أو عرق أو لون، كما يقر معنا هؤلاء المعترضون المغرضون أنفسهم في تصريحاتهم دائما وبألسنتهم أنهم مسلمون، ولكنهم يتمسكون بالانتماء إلى قوميات عرقية أخرى، وكما رأينا وأثبتنا في بعض مقالاتنا هنا، بأن سلمان الفارسي الآسيوي، وصهيب الرومي الأوروبي، وبلال الحبشي الأفريقي (قد تعربوا لسانا وانتماء وليس عرقا ودماء)، ليصبحوا من آل البيت ومن أقرب المقربين إلى رسول الله ﷺ في قومه، وهم ليسوا حتى من جغرافية بلاده، ولا لون بشرة أهله وأصهاره وأقرانه وجيرانه.

يجب التنبيه إلى أن العرب المقصودين هنا، هم المسلمون الناطقون بالعربية. ولا يوجد عرق عربي في الإسلام على الإطلاق، مما جعلنا نقول وبكل مسؤولية علمية ودينية هنا وفي كل مكان؛ بأن كل مسلم في العالم هو مشروع عربي قائم. مادام الإسلام من أبرز وأقدس مبادئه أنه دين حرية واقتناع ولا يكره أحدا على اعتناقه، كما لا يفرض على أي مسلم ترك لسانه المحلي أو الوطني غير المعادي  للسان القرآن الكريم وبيانه القويم.
فالشعوب التي اعتنقت الإسلام دون تبني لسان القرآن، مثل تركيا وباكستان وأندونيسيا وإيران وغيرهم، هم المقصرون والمتعصبون القوميون (كالصفويين والطورانيين)، كما وصفهم أحد أبناء هذه الأمة وعظمائها المخلصين، وعلمائها العاملين، أستاذنا جمال الأفغاني (من أفغانستان، وليس العارب أو المستعرب من الحجاز أو اليمن أو عمان)، والباب يظل مفتوحا لكل مسلم صادق، غير قومي وغير عنصري منافق، كي يصبح عربيّا بالاكتساب والانتساب، مثل النبي ﷺ المصطفى (الكلداني) بالانتساب الدموي والعربي العدناني  بالاستعراب، والاكتساب اللغوي الإيماني.

فإذا كان سيد الخلق في هذه الحالة متنكرا لأصله، فيشرف كل مسلم أصيل أن يكون مقتديا به وبسنته، وذلك هو الجواب لمن يدعي أنه مسلم أصيل غير متنكر للأنساب. أليس من الغريب والعجيب أن يتفاهم بعض القادة المسلمين باللغة الإنجليزية أو الفرنسية، وليس بلغة أمتهم المحمدية التي اختار لها ربها لسانه لينزل به قرآنه، ويتعهد بحفظه رغما عنهم جميعا، ليصبح في الترتيب الرابع عالميّا باعتراف الأمم المتحدة، دون أن يمتلك أي بلد مسلم حق النقض في مجلس الأمن المخيف بالقهر والظلم والكيل بمكيالين للظالمين والمظلومين، كواقع المسلمين في الصين وبورما والبوسنة وفلسطين في الأولين والحاضرين، وروسيا وأوكرانيا وتيمور الشرقية في الآخرين.

وليعلم هؤلاء المعترضون المغرضون، أن الإسلام هو أكبر الشرائع وأكثرها حرصا على الشرف والعرض ونظافة النسل والذرية وحفظ الأنساب الشرعية، بتحريم الزنا واعتباره من أكبر الفواحش التي سيحاسب ويعاقب عليها المسلم يوم القيامة.

ولكن سؤالنا هنا هو: ماذا يمنع شرعيّا ووطنيا أي فرد أو جماعة من هؤلاء المعترضين من أن يتبنى اللغة العربية مع الإسلام بدل الفرنسية أو غيرها اليوم، مثلما تبنى أجداد الجنرال دوغول لغة الإنجيل (الإغريقية اللاتينية) مع اعتناق المسيحية، كما يقول الجنرال ذاته دون أن يصفه الفرنسيون الوطنيون الأحرار الفاهمون بأنه (متنكر لأصله)، وهو الغولوا الأصيل كما يقول عن نفسه؟ انظر تفصيل ذلك في كتابه ((الأمل)) صفحة 49 من الطبعة العربية الصادرة عن دار عويدات بيروت 1969.

إن كل الحجج المقدمة لتبني الإسلام بدل الكفر، تصلح لتكون حججا لتبني العربية العدنانية بدل الفرنسية والإنجليزية واللهجات الهجينة الشفهية (المحلية والجهوية) بدل اللغة العربية، إن كانوا فعلا مسلمين حقيقيين، وليسوا مرتدين مغلفين أو كفارا مندسين.

وهنا أؤكد مسؤوليتي أن كل من يدعي الانتساب إلى الإسلام ويتشدق بحب الوطن، ولا يضع اللغة العربية (لغة جميع الشهداء الأبرار والأجداد الأحرار) فوق مستوى جميع اللهجات واللغات المحلية والجهوية والأجنبية، مثل أجدادنا عبر كل العصور الإسلامية كما أسلفنا، من يدعي ذلك، هو مواطن مشكوك في ولائه لوطنه، فضلا عن إسلامه.

واطلبوا الوطنية ولو في الدولة الفرنسية الموحدة اللسان والهوية، رغم تكون مجتمعها الوطني من شتى الأعراق والألوان والأديان البشرية السماوية والوضعية.
التعليقات (0)