تحت عنوان "الحلف بين الولايات المتحدة والعالم السني ينهار..
السعودية واسرائيل تقفان في جبهة واحدة حيال
واشنطن في المسألة الايرانية"، كتبت صحيفة معاريف الاسرائيلية في عددها الصادر امس الجمعة:
شرخ آخذ في التعمق بين الولايات المتحدة وحلفائها في الشرق الاوسط بالنسبة للمسألة الايرانية. لاول مرة في تاريخ المنطقة تقف الدول العربية في جبهة واحدة مع اسرائيل ضد الموقف اللين لادارة اوباما. وشرع رجال اوباما امس بحملة ضغوط في الكونغرس مطالبين بتأخير رزمة العقوبات الجديدة التي اعتزم المشرعون الامريكيون العمل عليها. وكانت رزمة العقوبات الجديدة وضعت قبل شهر على طاولة مجلس الشيوخ ولكن اقرارها تأجل بناء على طلب اوباما. أما امس فجاء طلب بتأجيل آخر.
في اسرائيل علقوا آمالا على القانون الذي بادر اليه الكونغرس كجزء من الاستراتيجية التي يتخذها رئيس الوزراء ووزير الدفاع. ويعتقد نتنياهو ويعلون بان بالذات في هذا الوقت من السليم تشديد الضغط على حكم آيات الله، كونهم قريبين من الانكسار. وفي القدس قدروا بان اقرار العقوبات في الكونغرس سيرفع السياسة الامريكية لان تكون عمليا مشابها للسياسة الاسرائيلية، حتى وان كان لاوباما موقف مختلف. فليست هذه هي المرة الاولى التي يبادر فيها الكونغرس الى عقوبات ليس معنيا اوباما بها، ولكن حتى الان نسق الرئيس الامر مع الكونغرس. وأوضحت تطورات أمس بان اوباما مصمم على أن يلين امام الايرانيين.
وانتقدت محافل رفيعة المستوى في اسرائيل بشدة سلوك الادارة تجاه الايرانيين. فقالت ان الادارة مخطئة من حيث الاساس في نهجها تجاه ايران، ولا تفهم بان الرئيس روحاني والزعيم الاعلى خمينئي يخدعان الولايات المتحدة. وبشكل غير مسبوق، فان من يقف في ذات الخانة مع اسرائيل هي دول الخليج الفارسي.
السعودية، كزعيمة العالم السني، نقلت الى الامريكيين رسائل حادة لدرجة التهديد باعادة النظر
في التحالف بين الدولتين. واقتبست وسائل اعلامية في الرياض تتماثل مع الحكم عن رئيس المخابرات في السعودية، الامير بندر بن سلطان، كمن قال ان السعودية تقف امام "تغيير سياسي كبير" وأنها "ستتراجع الى الوراء" في العلاقات مع واشنطن.
في اسرائيل يرفضون التأكيد بانه يوجد تنسيق في المواقف مع السعوديين أو مع دول عربية اخرى. ومع ذلك، بشكل غير رسمي، تقول مصادر مختلفة ان لاسرائيل ولامارات الخليج مصلحة مماثلة. وعلى حد قولها، فان الكثير من دول الخليج الفارسي معنية بان تقوم اسرائيل نيابة عنها بالعمل حيال الايرانيين.
وهاجم وزير الدفاع موشيه يعلون بشدة أمس القيادة الامريكية دون ذكر اسمها، حيث قال "نحن نقول "دير بالك". لا تغريكم، ايها الزعماء الغربيون، هجمة اللطف الايرانية. لا يغريكم تخفيف العقوبات قبل أن يكون لديكم انجاز واضح في البلاد، في ألا تكون لايران قدرة نووية عسكرية، لا قدرة تخصيب اليورانيوم ولا اي شيء آخر. نحن نحذر من هذا لاننا نرى من الغرب بوادر "أوه، فجأة يتحدثون بشكل لطيف، يوجد تغيير في ايران، إذن تعالوا نتقدم نحوهم". يتحدثون عن خطوان لبناء الثقة، استجابة للاحتياجات الانسانية. هذا بالضبط ما يريده الايرانيون، تخفيف في العقوبات قبل ان يوقفوا المشروع النووي العسكري. دولة اسرائيل الصغيرة وان كان لا ينبغي ان تقفز الى الرأس ونحن نجتهد دوما الا نقفز الى الرأس ولكن عندما لا يقول احد الامور بشكل صحيح، نضطر نحن ان نقول هذا. أن نضع الامور بشكل جد واضح كي لا يحصل ان تؤثر السذاجة أو الامان على السياسة".