رصدت وسائل إعلام مختلفة، إشارة جديدة أطلقتها فئة شبابية، اتخذت مواقعها بين معارضي السلطات المؤقتة في
مصر، أمس الثلاثاء، خلال فعاليات إحياء الذكرى الثانية لأحداث "
محمد محمود"، التي سقط خلالها عشرات الشهداء والمصابين في الاشتباكات التي وقعت بين قوات الداخلية والجيش من جانب وبين المتظاهرين من جانب آخر عام 2011.
وأعلن مروّجو الشعار الجديد أنه جاء ردا على "
شعار رابعة"، الذي أطلقه أنصار الرئيس المنتخب محمد مرسي والمتضامنون مع آلاف الشهداء الذين سقطوا في ميدان رابعة العدوية، على أيدي قوات الجيش والداخلية التي لجأت إلى فض اعتصامهم السلمي، بقوّة الآلة العسكرية وأساليب العنف المختلفة.
وقام أفراد التيار الجديد الذين وصفوا أنفسهم بـ "القوى الثورية"، بالإشارة بثلاثة أصابع في إشارة إلى رفضهم تواجد "الإخوان والعسكر والفلول"، وذلك ضمن تظاهراتهم بميدان التحرير وشارع محمد محمود، بالإضافة إلى قيامهم برفع لافتات بيضاء ضخمة عليها العلامة ذاتها.
وكتبوا على الأصابع الثلاثة "عيش- حرية- تطهير الداخلية".
واتخذ هؤلاء مواقع لهم في ميدان التحرير للتظاهر، ومنعوا مناصري الشرعية والإخوان من دخوله، بحجة عدم مشاركتهم في تظاهرات "محمد محمود" عام 2011. مع العلم أن هذه هي المرة الأولى التي يُسمح فيها لمناهضي الدولة العميقة والحكم المؤقت، بدخول ميدان التحرير، منذ الإعلان الدستوري المؤقت الذي أصدره الرئيس المنتخب محمد مرسي في نوفمبر 2012، إبان فترة حكمه، لاكتساب صلاحيات تخوله محاربة الفساد والحد من نفوذ أنصار الرئيس الأسبق حسني مبارك.
وكان أنصار الرئيس مرسي والشرعية في مصر، أطلقوا، قبل عدة شهور، بعد فض اعتصامهم من ميدان رابعة العدوية بمدينة نصر شعار الأصابع الأربعة، رافعين أياديهم بهذه الإشارة، أو حمل لافتات صفراء اللون مرسوما عليها الشعار نفسه خلال التظاهرات المختلفة لهم.
ويذكر أن "شعار رابعة"، رفعه المناهضون للحكم المؤقت ذي الطابع العسكري، من مختلف مشاربهم وتياراتهم الثورية وغير الثورية في مصر، ورافقهم في كل تظاهراتهم السلمية، وأصبح شعارًا عالميًّا، دالاًّ على سعي الشعوب للتحرر وامتلاك إرادتها، إلى حين ظهور هذا التيار الجديد بشكل مفاجئ يهتف بغير ما يهتف الثوار ويرفع أفراده "ثلاثة أصابع" بدلًا من أربعة، واستغلوا ذكرى أحداث "محمد محمود" فرصة سانحة لتقسيم الثوار وبث الفرقة بينهم.
وفي الساق نفسه، كشفت صحيفة "الخليج"
الإماراتية، في شهر تشرين أول/ أوكتوبر الماضي عن سعي الإمارات لتصميم شعار منافس لشعار "رابعة" العدوية، الذي يعرف باسم "رابعة الصمود"، قريبا.
وأشارت إلى أن ولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان كلف شركة "جلوفر بارك" الأمريكية الشهيرة للعلاقات العامة، بتصميم شعار جديد منافس لشعار"رابعة"، والترويج له محليا وإقليميا ودوليا، وقالت الصحيفة، إن تلك الخطوة تأتي لما اسمته بـ"دعم الشعب المصري".
وتداولت صفحات رسمية إماراتية الخبر على مواقع التواصل الاجتماعي بترحاب شديد.
وتعد دولة الإمارات أبرز داعمي السلطات الحالية في مصر التي جاءت عقب ما سمّي بـ"انقلاب الثالث من يوليو" الذي أطاح بالرئيس المنتخب محمد مرسي.