أعلن الإتحاد الأوروبي البدء بالعمل في تخفيف العقوبات المفروضة على إيران، وذلك نتيجةً لتوصل مجموعة دول 5+1 وإيران إلى اتفاق حول برنامج طهران النووي.
وقال "مايكل مان" المتحدث باسم المفوضة العليا للعلاقات الخارجية، والسياسة الأمنية للإتحاد الأوروبي "كاثرين أشتون": "إنه لم يتم بعد تحديد تاريخ معين لتخفيف العقوبات، مبيناً أن العملية قد تبدأ في كانون أول/ديسمبر، أو كانون ثاني/يناير المقبلين، وأن الأمر مرتبط بالمدة التي ستستغرقها العملية القانونية.
وأكد مان أن المهم في الأمر هو تطبيق الأطراف للاتفاقية، مشيراً في الوقت ذاته أن عملية التوقيت ستتم بالتنسيق مع إيران.
ومن المتوقع أن تحقق إيران من تخفيف العقوبات أرباحاً بقيمة 7 مليار دولار أميركي، بموجب الاتفاقية التاريخية التي تم التوصل إليها.
وبموجب الالتزامات المفروضة على إيران في الاتفاقية، فإنها لن تواجه عقوبات جديدة خلال الشهور الستة المقبلة، كما ستتمكن من تصدير مليون برميل نفط يومياً، بينما ستظل العقوبات مفروضة على الصادرات البتر وكيماوية، وتجارة الذهب والمعادن النفيسة، كما ستتمكن الحكومة الإيرانية من تحويل عائدات النفط المجمدة إلى خزينتها.
من جانب آخر تعهدت الولايات المتحدة الأميركية، بموجب الاتفاق، بتعليق العقوبات المفروضة على صناعة السيارات في إيران.
من جهتها رحبت
السعودية الاثنين بحذر باتفاق جنيف معتبرة أنه يمكن أن يشكل "خطوة أولية نحو حل شامل" للبرنامج النووي الإيراني إذا "توفرت حسن النوايا".
ونقلت وكالة الأنباء الرسمية عن بيان للحكومة في ختام اجتماعها الأسبوعي "ترى حكومة المملكة بأنه إذا توفرت حسن النوايا فيمكن أن يشكل هذا الاتفاق خطوة أولية في اتجاه التوصل لحل شامل للبرنامج النووي الإيراني".
وشددت على أن يؤدي ذلك إلى "إزالة كافة أسلحة الدمار الشامل، وخصوصاً السلاح النووي من منطقة الشرق الأوسط والخليج العربي على أمل أن تستتبع ذلك المزيد من الخطوات المهمة المؤدية إلى ضمان حق كافة دول المنطقة في الاستخدام السلمي للطاقة النووية".
يذكر أنه بعد أيام من المفاوضات الشاقة في سويسرا، توصلت القوى الكبرى وطهران فجر الأحد إلى اتفاق حول البرنامج النووي الإيراني.
وينص الاتفاق المبرم في جنيف خصوصا على وقف إيران تخصيب اليورانيوم بنسبة تزيد عن 5% لستة أشهر وتعليق أنشطة مفاعل المياه الثقيلة في أراك الذي قد ينتج البلوتونيوم اللازم لصناعة القنبلة النووية ووصول المفتشين الدوليين إلى المواقع الحساسة.
من ناحيته رأى الأمين العام للأمم المتحدة
بان كي مون الأحد أن الاتفاق المرحلي حول النووي الإيراني الذي وقع في جنيف قد يكون "بداية اتفاق تاريخي" بحسب المتحدث باسمه.
وقال المتحدث مارتن نيسيركي نقلا عن بان قوله: "إن الاتفاق الذي رحب به بحرارة قد يتبين بأنه تمهيد لاتفاق تاريخي لشعوب وأمم الشرق الأوسط وابعد من هذه المنطقة".
وأضاف بان كي مون أن على كافة الأطراف المعنية، طهران ومجموعة 5+1 (الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا وبريطانيا والصين وألمانيا)، أن تعمل الآن "لإرساء الثقة المتبادلة والسماح بمواصلة المفاوضات لتوسيع أبعاد هذا الاتفاق المرحلي".
بدورها رحبت مجموعة الحكماء التي تضم قادة ومسئولين دوليين سابقين، بالاتفاق داعية إلى الحرص على متابعته للتحقق من تطبيقه.
وقال الرئيس الأميركي السابق جيمي كارتر الذي شهدت ولايته توترات خطيرة مع إيران وقضية احتجاز رهائن في السفارة الأميركية في طهران: "إننا ندرك جيدا المخاطر القائمة".
وأضاف في بيان نشرته مجموعة الحكماء "لكنني مقتنع بأنه بعد عداوة وأجواء من انعدام الثقة دامت 35 سنة، أمامنا فرصة تاريخية لإعادة بناء العلاقات مع حكومة وشعب إيران على أسس متينة تقوم على الاحترام المتبادل".