لم تكن جلسة النطق بالحكم لفتيات الاسكندرية مجرد جلسة لايقاع اشد العقوبات بمجموعة من الفتيات الصغيرات في السن كما رتب لذلك من قام بزجهن خلف القضبان.
لكن المثل القائل "انقلب السحر على الساحر" بدا جليا كما يشير المشارك على الفيس بوك زكي الفيومي سواء في وقفة الفتيات داخل المحكمة او الابتسامات اللواتي اطلقنها للكاميرات او حتى من خلال اشارة رابعة التي أكدن من خلالها على استمرار الطريق الذي اوصلنهن الى خلف القضبان.
وسعى"الانقلاب" وادواته الى اظهار الفتيات بمظهر فيه انكسار وندم إلا أن النتيجة التي ظهرت من خلال المسيرات التي ترفع صورهن كل يوم والوقفات الاحتجاجية والتنديد الدولي بزج الفتيات في السجون قلب الموازين واصبح اخفاء هذه الوجوه عن الكاميرات افضل من ظهورها.
وبالرغم من كل محاولات التعتيم على جلسة الاستئناف السبت للحكم الكبير الذي اوقع على الفتيات بالسجن 11 عاما ومنع كاميرات وسائل الاعلام من حضور الجلسة الا أن الصور التي تسربت للفتيات خلف القضبان حملت رسائل اكبر مضمونا من الصور الاولى.
"الانقلاب" وضع الفتيات خلف قفص حديدي محكم التعتيم وتكاد وجوه الفتيات لا ترى وبالرغم من ذلك ظهرت ورود حمراء بشكل مفاجئ في ايدي الفتيات.
ويبدو أن فكرة العفو من قبل الرئيس المؤقت عدلي منصور مرفوضة من قبل الفتيات اذ اظهرت الصور من داخل المحاكمة اوراقا بيدهن كتب عليها "العفو من عند الله".
ولم يمنع الحكم القاسي بالسجن 11 عاما الفتيات من تكرار ذات الابتسامة الساخرة من الحكم عليهن والهتافات المطالبة بسقوط "حكم العسكر".
واصبحت
فتيات الاسكندرية رمزا ومحفزا للصمود في وجه الانقلاب كما يقول سمير يسري على صفحته في الفيس بوك ويضيف "الفتيات برغم ضعفهم أخجلن الرجال في البيوت .. نعم لقد سجلن موقفا عظيما في صمودهن بوجه الجلاد".
وتظهر صورة في احدى المظاهرات اليومية في
مصر سيدة ترفع صورة الفتيات خلف القضبان وكتبت فوقها "أنا عايز احافظ على البنات" وهي العبارة التي قالها الرئيس المنتخب محمد مرسي قبل يوم من الانقلاب وتحت الصورة كتبت سامحنا يا ريس فهمناك متأخر.