يستعرض الكاتب
الإسرائيلي عمير ربابورت عملية قتل الجندي الإسرائيلي على الحدود الشمالية مع
لبنان ويتساءل في مقاله تحت عنوان "كيف الرد؟" عن طبيعة الرد الذي ستنتهجه اسرائيل في الرد على هذه العملية.
,يرى الكاتب في مقاتله المنشورة اليوم الاثنين في صحيفة معاريف أنه في السنوات الاخيرة كان يخيل أنه يسود ردع اسرائيلي حيال
حزب الله، فالهدوء عم طويلا على الحدود الشمالية، ولكن في الأشهر الاخيرة كانت التوترات قائمة بعد تصفية أحد قيادات حزب الله.
ويخلص ربابورت إلى أن هناك تحديات تواجه الجانب الإسرائيلي في كيفية الرد على العملية الأخيرة، ويتساءل مجددا عن كيفيتها.
وفيما يلي نص المقال:
العملية على الحدود الشمالية جاءت بعد هدوء طويل على طول الحدود وتطرح على
الجيش الاسرائيلي تحديا غير بسيط: كيف الرد؟.
في كل الاحوال فان العملية التي قتل فيها جندي من الجيش الاسرائيلي تجسد فقط بأنه تحت سطح الهدوء التام الظاهر السائد على الحدود الشمالية يوجد برميل من البارود آخذ في الامتلاء منذ انتهاء الحرب اللبنانية الثانية في العام 2006.
فقد انتهت الحرب إياها في أن الجيش اللبناني انتشر على طول الحدود، والطرفان – حزب الله واسرائيل – انشغلا بالتسلح على مدى السنين.
في السنوات الاخيرة كان يخيل أنه يسود ردع اسرائيلي حيال حزب الله، ولكن في الأشهر الاخيرة شيء ما تغير: فقد وجه حزب الله اصبع اتهام إلى اسرائيل في سلسلة أحداث وصفتها وسائل الإعلام الأجنبية بهجمات اسرائيلية على ارساليات السلاح إلى المنظمة وكاغتيالات لرجالها.
وكانت الذروة قبل نحو اسبوعين عندما صفي في لبنان مسؤول كبير في المنظمة وصف بأنه المسؤول عن تكنولوجيا الطائرات بدون طيار.
وادعت "مصادر غربية" في أعقاب التصفية بأن الثوار السوريين هم الذين وقفوا خلف العملية. أما حزب الله فادعى خلاف ذلك.
ظاهرا، يبدو أن للعملية التي وقعت أمس لا توجد صلة لحزب الله، فقد نفذها جندي في الجيش اللبناني، الخاضع للحكومة اللبنانية.
أما عمليا، فان قوات الجيش اللبناني التي تخدم قرب الحدود مع اسرائيل تستند في معظمها الى أبناء الطائفة الشيعية، والكثير من الجنود يرون في حسن نصر الله زعيمهم الحقيقي.
من التحقيق الأولي بدا أمس بأن الجندي اللبناني الذي نفذ عملية اطلاق النار عمل بمفرده. فقد أطلق 6 – 7 رصاصات نحو السيارة التي تحركت بمحاذاة استحكام سلاح البحرية في رأس الناقورة. وكانت النار دقيقة جدا ويبدو أنها نفذت من بندقية قناصة. يحتمل أن يكون الجندي حقا عمل على عاتقه، ولكن أن يكون حزب الله هو الذي بعثه كي ينقل رسالة ما الى اسرائيل.
واذا كان كذلك فان هذا نمط عمل سبق للمنظمة أن انتهجته في العقد الماضي، قبل حرب لبنان الثانية، حين كانت تنفذ نار القناصة نحو الاراضي الاسرائيلية حين كان يبدو لها أنها خرجت عن "قواعد اللعب".
بعد العملية أمس رفعت اسرائيل الى قيادة الامم المتحدة شكوى رسمية حادة اللهجة ضد الجيش اللبناني. واذا ما قبلت الادعاء بأن الجندي عمل على عاتقه، يحتمل أن تكتفي بالشكوى.
ولكن حتى لو لم تقبل هذا الادعاء، مشكوك أن ترد اسرائيل في الايام القريبة بشكل من شأنه أن يشعل كل الحدود الشمالية.
وهذا كما أسلفنا هو التحدي الذي تضعه العملية أمام الجيش الاسرائيلي: كيف الرد.