تناولت صحيفة "نظرة عليا" الإسرائييلية، الأربعاء،
العلاقات السعودية الأمريكية، خصوصا في ظل الانتقادات السعودية العلنية غير المسبوقة للإدارة الأمريكية.
ويستعرض الصحفيان الإسرائيليان زكي شالوم ويوئيل جوجنسكي، مقالات ذات مغزى مثير لمسؤولين سعوديين بارزين، انتقدت علنا ولأول مرة علنا المواقف الأمريكية من الازمة السورية.
ووصفت الصحيفة مقال السفير السعودي في لندن محمد بن نواف بن عبد العزيز في صحيفة "نيويورك تايمز" بتاريخ 17 كانون الاول/ ديسمبر 2013 بـ "استثنائيا في حدته".
ويرى الكاتبان ان المقال "يبث للغرب بشكل عام وللولايات المتحدة بشكل خاص رسالة واضحة، أحيانا مبطنة وأحيانا صريحة مفادها أن السعودية خائبة الأمل جدا من سلوك إدارة الرئيس أوباما حيال سوريا وإيران". وهو ما يعني "أزمة ثقة بين الدولتين اللتين تعتبران حتى الآن حليفتين".
وذكرت الصحيفة بمقابلة الامير تركي الفيصل، السفير السعودي السابق في الولايات المتحدة ورئيس المخابرات السعودية، وصاحب مكانة غير رسمية رفيعة المستوى في الحكم السعودي، لـ "نيويورك تايمز" في تشرين الثاني/ نوفمبر 2013. التي كشف فيها إحباط السعودية مما وصفه بانهيار "الخطوط الحمراء" التي طرحها الرئيس أوباما في السنة الأخيرة. وهذا "يخلق مشكلة مصداقية".
يعتقد الكاتبان ان السعودية اضطرت إلى "دق الباب علنا، وبتعابير فظة جدا"، "الرسالة المنقولة" كما تقول الصحيفة هي ان "للسعودية دور مركزي في العالم العربي والإسلامي، الأمر الذي يجب ان يحمل الولايات المتحدة ألا تضع قيد الاختبار تصميم السعودية على اتخاذ سياسة مستقلة لا تكون بالضرورة مطابقة لمصالح الولايات المتحدة في هذه اللحظة".
السعودية تخشى من تغيير الاتجاه الاستراتيجي للولايات المتحدة. وقد سبق للأخيرة أن أعلنت بأن شرق آسيا سيكون في المستقبل في رأس جدول الاولويات الامريكية. وفضلا عن ذلك، فقد سرعت الولايات المتحدة في السنوات الأخيرة وتيرة إنتاج النفط والغاز في أراضيها، وحسب التوقعات فإنها ستصبح مصدرة نفط حتى نهاية العقد الحالي. وفي السعودية يخشون من أنه اذا ما وعندما تنال الولايات المتحدة "استقلال الطاقة" الكامل، فإنها لن تحتاجها بعد اليوم وستقلص بقدر كبير تدخلها في الشرق الاوسط.
وتخلص الصحيفة إلى أنه رغم التهديدات، ليس للسعودية خيارات جيدة كبديل عن الولايات المتحدة. فالحلف غير المكتوب الذي يربط بين هاتين الدولتين قام على أساس المبدأ الذي بموجبه تحظى الولايات المتحدة بحق الوصول الى اقتصاد الخليج وبالمقابل توفر للمملكة "مظلة دفاع" من التهديدات الخارجية. ورغم ثرائها الشديد فإن المملكة غير قادرة على أن تواجه وحدها تهديدات ذات مغزى في محيطها الاستراتيجي. وفضلا عن ذلك فإنه ليس هناك قوة عظمى أخرى معنية أو قادرة على أن تؤدي في الزمن الحالي دور الرادع والحامي لدول الخليج في وجه إيران. ولكن يحتمل أنه في أعقاب التآكل في ثقة السعودية بالولايات المتحدة ستسعى المملكة إلى نثر المخاطر وبلورة هامش علاقات موازٍ – حتى وإن لم يكن كاملا – مع دول مختلفة، يحسن وضعها الأمني.