"نناديك يا
سيسي".. عبارة تمثل عنوانا شبه دائم لموجة من الإعلانات مدفوعة الثمن بدأت تشق طريقها بشكل ملحوظ إلى الصفحات الأولى بالصحف
المصرية، ويدعو فيها أصحابها قائد الانقلاب الفريق أول عبدالفتاح السيسي إلى ترشيح نفسه للرئاسة، "من أجل صالح البلاد، والمواطنين"!
كان الرئيس المنتخب الدكتور محمد مرسي أصدر قرارا عقب توليه السلطة يوم 30 حزيران/يونيو عام 2012 نشرته وكالة أنباء الشرق الأوسط، بإلزام جميع مؤسسات الدولة، بعدم نشر أي صور له، أو توجيه أي تهنئات للرئيس، في الصحف ووسائل الإعلام المختلفة.
نناديك يا سيسي!
تحت هذا العنوان" خاطب رجل أعمال ورئيس مجلس إدارة إحدى شركات المقاولات الفريق السيسي في الصفحة الأولى بجريدة "الجمهورية" اليوم الخميس 23 كانون الثاني/ يناير 2014 قائلا:"الشعب يناديك للترشح للرئاسة..انزل فأنت من خير جنود الأرض.. سيادتكم خير من يمثل مصر في المرحلة القادمة.. المصريون وراءك في بناء الوطن" وحماية الأرض.. وكلنا فداء لمصر"!
سامية: أحببتك وعشقت كلامك!
في إعلان آخر نشرته الجريدة نفسها بالصفحة الأولى تحت عنوان:"شكر وعرفان"، الإثنين 20 كانون الثاني/ يناير 2014، جاء فيه: "سامية عبدالمرضي سيد أحمد أحمد تتقدم بخالص الشكر والعرفان إلى حبيب قلب المصريين.. مَن حافظ على ثورة مصر، وحافظ على أمن مصر واستقرارها..مَن دعا الشعب فلبى نداءه الفريب أول عبدالفتاح السيسي وزير الدفاع".
وتضيف صاحبة الإعلان -التي تركت رقم هاتفها في نهايته-: "لقد أحببتك وعشقت كلامك الحلو وخطابك المستمر لأبنائك المصريين، وشعورك بأن مصر أمانة في عنقك..فأنا أقول لك يا فارس مصر، ويا ابنها البار.. مصر أمانة فحافظ عليها، وألف مبروك عليك نجاح الدستور، فأنت وقفت ضد الباطل والطغيان والإرهاب الغاشم"!
وتابع الإعلان: "مبروك علينا سيادة الفريق عبدالفتاح السيسي.. وأنا من كل قلبي أرشحك رئيسا لكل المصريين.. فأنت الوحيد الذي أنقذتنا من دم كان حيقعد سنين وشعبنا شعب غال، وعفيف، وعمره ما يمشي وراء الضلال.. وحياة حبنا ليك الشعب العريق والمحترم والنزيه ستات ورجالة.. إنك تنزل ترشح نفسك لرئاسة مصر يا حبيب الملايين.. بنت مصر: سامية عبدالمرضي سيد أحمد أحمد"!
مبادرات صادقة!
الظاهرة جذبت نظر القائمين على جريدة "الوطن" الموالية للانقلاب، فعلقت في عددها الصادر اليوم الخميس بالقول زاعمة أنها: "مبادرات صادقة تحمل معانى حب وتأييد مطلق، يعبّر بها مواطنون عن مواقفهم تجاه القوات المسلحة عبر صفحات الجرائد، حيث تطالعنا يومياً الصحف المختلفة فى المساحات الإعلانية مدفوعة الأجر برسائل شكر وتأييد للفريق أول عبدالفتاح السيسى وقراراته ومواقفه، فضلاً عن إعلانات التهنئة بالمناسبات الوطنية"!
وأشارت إلى أن إعلانات "سامية" -المشار إليها- تنشرها موقّعة باسمها وصورتها وتضع عليها رقم موبايل (مغلق باستمرار)، وأنها نشرت إعلانات أخرى لشكر الدول العربية على مواقفها تجاه مصر بعد 30 حزيران/ يونيو، مشيرة إلى أن تكلفة إعلان الصفحة الأولى 15 ألف جنيه (نحو ألفي دولار)، وأن الإعلانات المتكررة تمولها شركات بأسماء أصحابها، في حين أن إعلانات "سامية" وغيرها من المواطنين يكون بأمر نشر وفقاً لطلبهم بعد سداد المقابل المالى.
استغاثات.. ومجاملات
ولا تقف ظاهرة الإعلانات الموجهة إلى السيسي عند هذا الحد، إذ تحمل أحيانا استغاثات من أحد المواطنين للسيسي، وفي أحيان أخرى تحمل مجاملات له.
فقد فضل أحد المواطنين أن يستغيث بالسيسي ضمن استغاثته بالمسئولين في البلاد، ومن ضمنهم الرئيس المؤقت عدلي منصور، في إعلان مدفوع الأجر نشره بجريدة "الأخبار" يوم 22 كانون الثاني/ يناير الجاري، ناشد فيه المواطن لإعفاء نجله المسجون من قضاء بقية العقوبة في القضية التي ينفذ عقوبتها منذ عام 2007، "رحمة بي وبوالدته، ونظرا لظروفي الصحية"، كما جاء بالإعلان.
في المقابل، نشرت إحدى الصحف الخاصة، إعلانا يشير فيه صاحبه إلى قيامه بإطلاق اسم السيسى على طريق قرية بمركز طهطا تعبيراً عن حبه ومساندته للسيسي!