قال المحلل الأمني في صحيفة هآرتس
الإسرائيلية عاموس هرئيل إنه "في الخيار بين بشار
الأسد وبين
القاعدة، تفضل إسرائيل استمرار القتال، بينما تغدق من بعيد مظاهر العطف الفارغة من المضمون على الضحايا". وأضاف هرئيل في تحليله الذي نشره اليوم الجمعة قائلا، إنه "حتى لو كانت المواقف لا تقال صراحة، فإنه يخيل لي أنه إذا ما احتدمت المعضلة، فستفضل إسرائيل على الإطلاق الأسد"، موضحا أن "تجمع عشرات الآلاف من مقاتلي الجهاد العالمي في الجانب السوري من الحدود في هضبة الجولان ساهم في التغيير التدريجي في موقف إسرائيل".
يُذكر أن المسؤولين الصهاينة كانوا حريصين دوما على عدم إظهار حقيقة موقفهم مما يجري في
سوريا، لكنهم أخذوا في الآونة الأخيرة يكشفون تفضيلهم لبقاء الأسد نظرا للسوء الذي ينطوي عليه الاحتمال الآخر برأيهم، بينما يعترف محللون كما هو حال هرئيل بأن الخيار الأفضل هو استمرار النزاع، وذلك لما ينطوي عليه من تدمير لسوريا كبلد، فضلا عما ينطوي عليه من استنزاف لأعداء الدولة مثل حزب الله وإيران وتركيا، وإرباك للوضع العربي بشكل عام، والذي يبدو أكثر دعما للمفاوضات بسبب النزاع السني الشيعي في المنطقة، والذي تتصدره إيران والسعودية.
وقبل حسمه موقف إسرائيل بالانحياز لبقاء الأسد إذا لم يكن ثمة خيار آخر، مع تفضيل استمرار القتال حاليا، تساءل هرئيل في تحليله قائلا "أي بشرى تتوقعها إسرائيل من سويسرا (جنيف-2)، وماذا تريد أن يحصل في سوريا؟". ورد على ذلك قائلا: "من الصعب أن نحصل اليوم على جواب مباشر في القدس على هذا السؤال. الدعوات المباشرة لإسقاط الأسد اختفت من القاموس منذ بضعة أشهر"، وأوضح أن "أحداث الأشهر الأخيرة في سوريا، وعلى رأسها سيطرة المنظمات المتماثلة مع القاعدة على أجزاء من أعمال المعارضة، غيرت الموقف الإسرائيلي بشكل يشبه ما حصل في واشنطن وفي العواصم الأوروبية. وفي نفس الوقت أثبت نظام الأسد، وفي ظل إظهاره وحشية عديمة القيود، أثبت قدرة على التمسك بالحكم".