أعربت المفوضية السامية لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة نافي بيلاي عن قلقها العميق إزاء تصاعد أعمال العنف في
مصر، داعية إلى إجراء تحقيق فوري في الأحداث الأخيرة التي أسفرت عن مقتل وإصابة العشرات.
وفي بيان نشر على موقع الأمم المتحدة الإثنين، ناشدت جميع الأطراف ممارسة ضبط النفس في أعقاب الهجمات الإرهابية "المستهجنة" التي أدت إلى خسائر في الأرواح وإصابات تشمل مقتل 62 شخصًا على الأقل في القاهرة يوم السبت الماضي.
وقالت "أدعو جميع الأطراف إلى نبذ استخدام العنف، وواجب قوات الأمن يحتم عليها احترام الحق في الاحتجاج السلمي".
ولفتت بيلاي إلى "أهمية امتثال السلطات المصرية بالتزاماتها الدولية لضمان أن المصريين كافة يمكنهم ممارسة حقوقهم في حرية التجمع والتعبير دون خوف من العنف أو الاعتقال"، مشيرة إلى أنه "يجب على المتظاهرين أيضا ضمان أن تبقى احتجاجاتهم سلمية".
وشددت المسؤولة الأممية على ضرورة أن "تعمل قوات الأمن في مصر على الدوام، وفقًا للقوانين الدولية لحقوق الإنسان ومعايير استخدام القوة"، منددة في الوقت نفسه "الهجمات العنيفة ضد الشرطة وقوات الأمن".
وأضافت "لشعب مصر الحق في مواصلة الحياة دون خوف من العنف".
وتابعت قائلة "أدعو السلطات المصرية إلى إجراء تحقيقات فورية ومستقلة ومحايدة في أعمال
القتل، لإعلان نتائج التحقيقات، وتقديم المسؤولين عنها إلى العدالة وفقا للمعايير الدولية لحقوق الإنسان".
وعبرت المفوضية عن قلقها إزاء تقارير تفيد بأن العديد من الأشخاص قد اعتقلوا لأسباب تتعلق بالاحتجاجات، لافتة إلى ضرورة إطلاق سراح المعتقلين فورًا، أو توجيه تهم إليهم بارتكاب جرائم جنائية معترف بها، وتقديمهم إلى العدالة وفقا للمعايير الدولية.
وكان وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، هيو روبرتسون، أدان الاثنين، أعمال العنف التي شهدتها مصر السبت 25/1/2014 في الذكرى الثالثة لثورة 25 يناير.
وقال روبرتسون "تدين المملكة المتحدة أعمال العنف الواسعة التي وقعت في القاهرة ومناطق أخرى في مصر وأدت إلى مقتل 49 من المتظاهرين، وتدعو كافة الأطراف لأن تكون إجراءاتها متناسبة مع ما يحدث".
وأضاف أن الدستور المصري الجديد "ينص على عدد من الحقوق الأساسية لكافة المصريين وعلى الحكومة الانتقالية الآن السعي لتطبيق هذه الحقوق، بما في ذلك السماح بالتظاهرات السلمية".
وقال روبرتسون إن المملكة المتحدة "ترى أن السبيل الوحيد المستدام لكي تواجه مصر التحديات القائمة حالياً هو الانخراط بحوار سياسي يشمل الجميع ويسمح لكافة المصريين أن يكون لهم رأي بشأن مستقبل مصر".