ينظر
القضاء الإسرائيلي الأربعاء في قضيتين تتعلقان بمسار
الجدار الفاصل في جنوب الضفة الغربية المحتلة في موقعين، احدهما قرية
بتير الشهيرة بمنظومة الري الفريدة التي تعود الى العصر الروماني، والآخر في وادي كريمزان.
وفي حال الموافقة على بناء الجدار في قرية بتير الواقعة غرب بيت لحم، سيؤدي مساره الى فصل المزارعين عن أراضيهم الواقعة داخل أراضي 1948، وسيضر بمنظومة الري الفريدة فيها.
أما مرور الجدار في وادي كريمزان القريب من بيت جالا، فسيؤدي الى اقتطاع اراض زراعية وتقسيم دير مسيحي موجود منذ عام 1891.
وتصر وزارة الدفاع الاسرائيلية على أن الجدار الذي بدأ بناؤه في 2002 خلال الانتفاضة الثانية، ضروري لأمن "اسرائيل".
ويقول مكتب تنسيق الشؤون الانسانية التابع للامم المتحدة (اوتشا) إن 15% فقط من الجدار الفاصل مبني على طول الخط الاخضر الذي يعترف به المجتمع الدولي كحدود لـ"اسرائيل"، بينما يمتد معظمه داخل الضفة الغربية.
ويقع 85% من الجدار الفاصل في الضفة الغربية ويعزل 9,4% من الاراضي الفلسطينية من بينها القدس الشرقية .
وستصدر المحكمة العليا الاسرائيلية الأربعاء قرارها المتعلق بقرية بتير.
وتقع القرية ذات الطبيعة الخلابة بمحاذاة خط الهدنة الذي حددته الامم المتحدة عام 1949، وتطل على خط قطار القدس يافا. وسمح لأهلها بزراعة أراضيهم مقابل الحفاظ على امن القطار.
ويقع ثلثا قرية بتير في الاراضي الفلسطينية، بينما يقع الثلث الاخير داخل "اسرائيل".
ويقول اكرم بدر رئيس بلدية بتير لوكالة فرانس برس إن "بناء الجدار سيتلف أجزاء من نظام الري القديم الموجود لدينا منذ 2500 عام، وسيتلف السلاسل الحجرية الرومانية" الموجودة في القرية.
ويحظى القرويون بدعم من سلطة البيئة والحدائق الاسرائيلية التي قالت إن بناء الجدار سيؤدي الى إحداث ضرر لا رجعة فيه في المصاطب.
وتسعى وزارة الدفاع الاسرائيلية الى استكمال بناء الجدار الفاصل عند القرية؛ مما سيؤدي الى عزل الاراضي الزراعية واقتطاع ملعب المدرسة.
وسعت منظمات بيئية ودولية واهالي القرية الى منع اقامة الجدار على اراضي القرية.
ويقول الدكتور نادر الخطيب مدير جمعية اصدقاء الارض في الشرق الاوسط -فرع فلسطين وهي منظمة بيئية قدمت الالتماس للمحكمة العليا لوكالة فرانس برس، إن "بتير منطقة مصنفة كضمن لائحة التراث الفلسطيني كتراث عالمي، وتجمع بين حضارة نظام للري عمره آلاف السنين، وفيها المصاطب الحجرية وبناء الجدار الفاصل سيدمر المنطقة، وسينهي تراثا عالميا عمره آلاف السنوات".
من جهتها، نفت وزارة الدفاع الاسرائيلية في بيان ان يكون لبناء الجدار أي آثار على نظام الري.
وقد تصدر المحكمة قرارها ايضا في قضية وادي كريمزان الذي يبعد بضعة كيلومترات عن بتير.
واعتاد مسيحيو بلدة بيت جالا ومدينة بيت لحم على العمل في اراضي وادي كريمزان الشاسع مع جيرانهم المسلمين خلال ايام الاسبوع، والتوجه اليه في آخر الاسبوع للقيام بنزهات عائلية منذ عقود طويلة.
إلا أن مسار جدار الفصل الذي تبنيه "اسرائيل" سيقوم بقطع الوادي ليضعه على الجانب الاسرائيلي، بعيدا عن متناولهم؛ وهو ما يقول السكان إنه صمم للاستيلاء على اراضيهم.
وسيقوم الجدار ايضا بشطر دير السالزيان، حيث سيترك الرهبان على الجانب الاسرائيلي، بينما سيبقى دير الراهبات في الجانب الفلسطيني.
ويدير الدير الكروم الشهيرة التي تنتج خمر القداس في الاراضي المقدسة.
من جهته، يشير الاب ابراهيم الشوملي كاهن رعية اللاتين في بيت جالا إلى ان بناء الجدار "خطر على كل اهل بيت جالا مسيحيين ومسلمين لكن تأثيره سيكون اكبر في المسيحيين؛ لأن 99% من الاراضي تملكها 58 عائلة مسيحية".
ويضيف أن "الامر قد يدفع المسيحيين للهجرة؛ لأنه بعد فقدانهم للارض لن يكون لديهم اي شيء هنا للبقاء من اجله".
وبالاضافة الى ذلك، اكدت مجموعة اساقفة تنسيق الارض المقدسة في بيان انه "ينبغي التخلي" عن الخطط لبناء الجدار في كريمزان، مشيرين الى ان مسار الجدار هناك "ينحرف بشدة عن الخط الاخضر.