حذر باحثون "
إسرائيليون" من التداعيات الخطيرة لفشل قادة الانقلاب في إدارة شؤون
مصر وعدم قدرتهم على ضبط الأوضاع الأمنية، مشددين على أن "إسرائيل" تتأثر سلباً أو إيجاباً بمدى نجاح الانقلاب.
وفي ورقة أصدرها "مركز أبحاث الأمن القومي" التابع لجامعة "تل أبيب"، ونشرها موقع المركز أمس الثلاثاء أوضح البرفسور إفرايم كام، نائب رئيس المركز أن استقرار النظام الانقلابي يمثل مصلحة إستراتيجية لـ"إسرائيل".
وشدد كام على "عمق المصالح المشتركة" بين "إسرائيل" وسلطة الانقلاب في مصر، مشيراً إلى مظاهر التعاون الأمني والاستخباري غير المسبوق الذي يتواصل حالياً بين الجانبين، مشيداً بالحملات الأمنية "الجادة والقوية" التي يشنها حالياً
الجيش المصري ضد معاقل "الجهاديين" في
سيناء.
ونوه كام إلى أن "إسرائيل" تستفيد كثيراً من العداء الذي يعبر عنه نظام الانقلابيين تجاه حركة حماس، والتي يراها تهديداً له، مشيراً إلى العوائد الإيجابية على "إسرائيل" من الإجراءات العقابية الكبيرة التي نفذتها سلطة الانقلاب ضد حماس، وأهمها تدمير الأنفاق، على اعتبار أن مثل هذه الإجراءات حسنت البيئة الاستراتيجية لإسرائيل.
وأوضح كام أن تدمير الأنفاق أسهم في تجفيف منابع حركة حماس من ناحية التسليح، وسيقلص قدرتها على شن هجمات على العمق الإسرائيلي.
وفي ذات السياق أشارت ورقة ثانية، أصدرها المركز، وأعدها كل من الجنرال المتقاعد شلومو بروم والبرفسور يورام شفيتسر، ونشرها موقع المركز اليوم الأربعاء، إلى إن "إسرائيل" استفادت من نظرة سلطة الانقلاب لحركة حماس كذراع من أذرع "الإخوان المسلمين"، حيث أسهمت هذه النظرة في دفع سلطة الانقلاب لتشديد إجراءاتها ضد حماس.
وأوضح كل من بروم وشفيتسر أن سلطة الانقلاب من خلال الحملة الدعائية التي تشنها ضد حركة حماس تحاول إدانة جماعة "الإخوان المسلمين" في مصر ذاتها، وتسعى لتبرير نزع الشرعية عنها، سيما في الوقت الذي تواصل فيه الجماعة تنظيم المظاهرات الكبيرة ضد الانقلاب.
وأشار الباحثان إلى أن سلطة الانقلاب تحاول إضعاف التأييد الجماهيري لجماعة "الإخوان المسلمين" من خلال "شيطنة" حركة حماس.
واستنتج الباحثان أنه على الرغم من الجهد الكبير الذي تبذله سلطة الانقلاب في مواجهة التنظيمات الإسلامية الجهادية العاملة في سيناء وضد حركة حماس، فأنه يتوجب على "إسرائيل" عدم إبداء أي تدخل ظاهري ومعلن.
واعتبر الباحثان أن أي تدخل علني من قبل إسرائيل سيجعل الحملات الأمنية التي يقوم بها الجيش المصري تبدو وكأنها تتم من أجل مصالح "إسرائيل" وبناءً على رغبتها.
وشدد الباحثان على ضرورة أن تحرص "إسرائيل" على السماح لسلطة الانقلابيين بأن تواصل الحرب الكبيرة التي تشنها على التنظيمات الجهادية دون تدخل معلن.
وحثت الورقة صناع القرار في تل أبيب على إبداء المرونة المطلقة التي يسمح بها الملحق الأمني في اتفاقية "كامب ديفيد" من أجل تمكين الجيش المصري من مواصلة عملياته ضد الجهاديين، سيما على صعيد إدخال القوات والعتاد الحربي.
ورجحت الورقة أن عمليات إطلاق الصواريخ التي أطلقت من سيناء واستهدفت إيلات، وبعض الصواريخ التي أطلقت من غزة واستهدفت عمق "إسرائيل"، جاءت رداً على الحملة التي يشنها الجيش المصري ضد المنظمات الجهادية.