"الأمن" من وجهة نظر دائرة المعارف البريطانية يعني "حماية الأمة من خطر القهر على يد قوة أجنبية".
و لعل من أبرز ما كتب عن "الأمن" هو ما أوضحه "روبرت مكنمارا" وزير الدفاع الأمريكي الأسبق و أحد مفكري الإستراتيجية البارزين في كتابه "جوهر الأمن".. حيث قال: "إن الأمن يعني التطور و التنمية، سواء منها الاقتصادية أو الاجتماعية أو السياسية في ظل حماية مضمونة". و استطرد قائلاً: "إن الأمن الحقيقي للدولة ينبع من معرفتها العميقة للمصادر التي تهدد مختلف قدراتها و مواجهتها؛ لإعطاء الفرصة لتنمية تلك القدرات تنمية حقيقية في كافة المجالات سواء في الحاضر أو المستقبل".
و لعل أدق مفهوم "للأمن" هو ما ورد في القرآن الكريم في قوله - سبحانه و تعالى -: "فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ * الَّذِي أَطْعَمَهُم مِنْ جُوعٍ و آمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ". و من هنا نؤكد أن الأمن هو ضد الخوف، و الخوف بالمفهوم الحديث يعني التهديد الشامل، سواء منه الاقتصادي أو الاجتماعي أو السياسي، الداخلي منه و الخارجي.
هذا ما يقوله دكتور/ زكريا حسين-أستاذ الدراسات الإستراتيجية، المدير الأسبق لأكاديمية ناصر العسكرية.
فإذا حررنا مفهوم "الجهاد" مما لحقه من تعريفات صهيوامريكية نعتته بالإرهاب ، و تبعاته من "أدبيات" و "سلوكيات" ، ماذا زلت أذكر تقرير للجزيرة منذ سنوات ، حول طالبان بوصفها حركة إرهابية مع لقطة لأحد أفرادها و هو يتوضئ" !، و "لباس"، و اعتمدنا الفهم الصحيح له المنصوص عليه في القرآن الكريم "ترهبون به عدو الله و عدوكم"، فلن نحتاج حينها لبذل جهد كبير، حين نراجع، أيهما اقرب للحفاظ على
الأمن القومي، العري أم التستر، على ضوء ما سبق من تعريفات لهذا الأمن، و منها على سبيل المثال :
"حماية الأمة من خطر القهر على يد قوة أجنبية". و سنضطر هنا لاستدعاء القول الذي تجاوزه أعدء الأمة بمراحل كخطوة على سبيل القهر، حيت أصبحت هذه الممارسة تتم "باختيار ذاتي"، بل و "بذل جهد إضافي" من قِبل أبنائها ! ألا و هو "كأس و غانية يفعلان بالأمة المحمدية ما لا يفعله ألف مدفع"، حيث الصناعة المحلية ! كفت أعداء الأمة تصدير هذا المخطط لها ، "العري" للجسد و العقل.
"إن الأمن الحقيقي للدولة ينبع من معرفتها العميقة للمصادر التي تهدد مختلف قدراتها"، فلسنا بحاجة لأدلة كثيرة، سوى استعراض التاريخ و الحاضر ! فقط، كي نتاكد أن أغلب حوادث الاختراق أو التجسس عبر العالم كله، و ليس العالم العربي فقط، أطاحت بزعماء وقيادات و جلبت الخراب للديار و العباد، كانت عن طريق الجنس و المال .
و حين نستعرض المفهوم القرآني الراقي و الشامل لمعنى الأمن القومي نجد الأمن من الخوف، و منه الخوف على المرأة و منها ، فكان الحجاب .
و عليه، فحين تدعي دولة ما مصادرة حق من حقوق المرأة في المبالغة في التستر، بحجة الأمن القومي لإمكانية تخفي بعض الأشرار ! خلف هذا الزي، مع إمكانية توفر وسيلة ساذجة وبسيطة تطيح بهذه الحجة الفارغة، من خلال التفتيش الذاتي من قبل نساء أخريات، كما يحدث في بعض البلدان في المطارات و المواقع الهامة ،
و لا تأخذ في الاعتبار ذاته ما يتهدد هذا الأمن القومي عبر العري للحد الذي وصل لتخصيص شواطئ له في بعض البلدان، و ما ترتب على هذا من انحدار أخلاقي و ضياع لقيم و مفاهيم الاحتشام و الحياء، و زيادة الاختلاط، و الزواج العرفي و العلاقات المحرمة بين الرجال و النساء، مما أدى إلى تفسخ المجتمعات.
و لا تمس هذه الحريات، زعموا، بقيد شعرة من تقنين أو تحجيم، بدعوى ان المجتمع سيرشد من نفسه و سينتخب الأصلح فالأصلح، و لكنه قاصر ! وغير قادر، أو على الأصح هو غير مؤهل إطلاقاً ! ليعتمد ذات الاستراتيجية ليحلل ! و يتابع ! و يدرك هل المبالغة في التستر ستؤدي إلى العبث بالأمن القومي ، أم لا علاقة البتة!.
هنا يمكنك أن تقف على ما مس مفهوم الأمن القومي في عقول الكثير من أبناء هذه الأمة، و لن تستثني الإسلاميين منها بالطبع إلا ما جاء على سبيل التبرير ... آفة العقل العربي .