كشفت دراسة أمريكية عن تعرض
اللاجئات السوريات في
لبنان للضغوط النفسية والمشاكل الصحية، مبينة أن هناك نسبة عالية من الولادات المبكرة، بالإضافة إلى تعقيدات.
وذكرت صحيفة "الغارديان" التي نقلت عن الدراسة أن الخدات الطبية غير متوفرة للنساء اللاجئات في وادي البقاع جنوب لبنان مثل خدمات طبية نسائية، وليس هناك خدمة فحص، ومتابعة للنساء الحوامل ولا علاج للأمراض.
وقالت الصحيفة إن بعض المشاكل النفسية لها علاقة بالصراع القائم في سوريا، وتظهر على شكل عنف داخل البيت؛ فالزوج يضرب الزوجة، والزوجة تضرب الأولاد، ثم يندمون بعد ذلك.
وقالت احدى النساء للباحثين: "هناك غضب متفشٍ، إذا تحرك طفل نلطمه؛ وذلك لضيق صدرنا، وعندما نفكر نندم ونسأل أنفسنا لماذا ضربناهم؟ ومع هذا نشعر أنه لم يبق عندنا طاقة للجري خلفهم، فنضربهم ثانية! وقد فقدنا السيطرة على مشاعرنا".
وقالت أخرى: "أظن أنني بحاجة إلى طبيب نفسي؛ حيث أصبحت أضرب طفلي بشكل غير طبيعي، وعندما ينام أندم وأبكي، ولكن في اليوم التالي أتوتر مرة أخرى وأضربه ثانية!".
وقالت ثالثة: "إن زوجي يعمل نهارا وليلا، ويكسب 5000 ليرة لبنانية (ما يعادل جنيهين استرلينيين) ولا نستطيع دفع ايجار البيت، ونعلم أن هذا يضايقهم وينفسون عن غضبهم بضربنا؛ لأن عليهم إعالتنا".
وقالت رابعة: "يجب علينا أن نتحمل التوتر الموجود من أبنائنا وأزواجنا؛ لأننا المسؤولون عن العائلة، ونغضب ونصرخ ثم ننام. نأخذ حبتي بنادول وننام في انتظار قدوم يوم جديد".
وتقول إيميليا ماسترسون المؤلفة الرئيسية للتقرير الذي نشر في دورية "بي ام سي للصحة النسائية"، إن النساء يتعاوَنَّ فيما بينهن في هذه الظروف الصعبة.
وقالت للغارديان: "بالرغم من أن معظم القصص التي سمعناها من النساء السورية مأساوية، إلا أن معظم النساء تواجه هذا بثبات وقوة. تحدثت النساء كيف يساعدن بعضهن بعضا في المسائل الأساسية، وتربية الأطفال في غياب آبائهم في سوريا والمساعدات التي يحصلن عليها وحتى السكن من اللبنانيين".
وشكرت إحدى النساء الشعب اللبناني على ضيافته: "يقدمون لنا الحمص والباستا والفاصوليا والمعلبات. نشكرهم ونشكر جميع من قدم لنا مساعدة بما في ذلك أهالي وادي خالد، فنحن نعرف أننا لسنا مسؤوليتهم".
وقامت ماسترسون وزملاؤها بتقدير للاحتياجات بناء على طلب من صندوق السكان التابع للأمم المتحدة (أنفبا). وقاموا بمقابلة 452 امرأة، أعمارهن بين 18 و45 عاما، ومضى على وجودهن في لبنان نحو 5 أشهر، وقد تمت المقابلات في المراكز الصحية الرئيسية الثلاثة بين حزيران/ يونيو، وآب/ أغسطس 2012، عندما كان هناك نحو 48000 لاجئ سوري في لبنان.
وغالبا ما سيكون الوضع الآن أسوأ مما كان عليه وقتها؛ حيث الأعداد تضخمت بشكل كبير، فأصبح عدد اللاجئين اليوم مليون لاجئ، تشكل النساء منهم نحو الربع.
ولا تعيش النساء في مخيمات، ولكن في مناطق مدنية، حيث الخدمات الصحية تعمل فوق طاقتها، وفي لبنان يجب على المريض الدفع مسبقا لأي استشارة طبية، وليس كما هو الحال في سوريا.
وتمت مقابلة نحو ثلث النساء (139) اللاتي ذكرن أنهن تعرضن للعنف في سوريا. وجميعهن تقريبا (95.7%) ذكرن أن المعتدي كان مسلحا.
فيما ذكرت 14 امرأة أنهن تعرضن لعنف جنسي في سوريا من أشخاص مسلحين. وقد تكون الأرقام أعلى من ذلك؛ ذلك أن بعض النساء قد يكنَّ خجلن ذكر أنهن تعرضن لعنف جنسي، وخِفن من أن يوصمن بالعار -بحسب التقرير-.
وأكثر من ربع من تعرضن للعنف عانين من إصابة جسدية، و67.7% منهن عانين من مشاكل نفسية. وغالبا ما اشتكت هذه النساء من مشاكل نسائية مثل آلام الحوض، وعدم انتظام الدورة الشهرية بين غير الحاملات.
ولم تتحدث نصف النساء لأحد عن التجربة التي مررن بها، وأكثر من الربع أخبرن أزواجهن، والباقي تحدثن في مجتمعهن. ومعظم النساء اللاتي تعرضن للعنف لم يسعين للحصول على مساعدة طبية.
ومن الأسباب التي ذكرت لذلك: قلة المال، قلة المعرفة، عدم التوفر والحرج. وعدم توفر الطبيبات تبرز كقضية مهمة، وأقل من واحدة من عشرة (9.2%) حصلن على استشارة نفسية.
وكان هناك 73 من النساء حاملات خلال الصراع القائم، ونصفهم ولدن، وبينهن 23.7% ولدن قبل الموعد، و4 حالات اسقاط أو إجهاض وأحد المواليد توفي.
وحصلت تعقيدات في 36.8% من الحالات معظمها النزيف. ومن بين من لا يزلن حاملات، 39.5% اشتكين من مشاكل التعب وآلام البطن والنزيف والحمى. ومعظمهم لم يتلقين أي فحوص منذ الوصول إلى لبنان.
وقالت ماسترسون إن اللاجئات في حاجة إلى خدمات الطبية النسائية، وخدمات الطب النفسي.