أكدت وزارة الداخلية أن عودة الجماهير إلى ملاعب كرة القدم
المصرية أصبحت مستحيلة بعد
الاشتباكات التي شهدها استاد القاهرة مساء الخميس.
واندلعت مواجهات عنيفة بين جمهور النادي
الأهلي المعروف باسم "أولتراس أوهلاوي" وقوات الشرطة عقب انتهاء مباراة السوبر الأفريقي بين الأهلي والصفاقسي التونسي، أسفرت عن إصابة العشرات من الجانبين واعتقال عدد من المشجعين.
وانتهت المباراة التي أقيمت وسط إجراءات أمنية مشددة؛ بفوز الأهلي بثلاثة أهداف لهدفين، ليحرز كأس السوبر الأفريقي للمرة السادسة في تاريخه.
هنلاقيها منكم ولا من الإرهاب
من جانبه، قال اللواء أشرف عبدالله، مساعد وزير الداخلية لقطاع الأمن المركزي: "إن تصرفات جماهير
أولتراس أهلاوي مع الأمن أصبحت غير مقبولة على الإطلاق، نحن شرطة مصر ولسنا شرطة اليهود لكي نعامل بهذه الطريقة. هنلاقيها من الإرهاب ولا من الأولتراس".
وقال في تصريحات لقناة "سي بي سي" مساء الجمعة "إن الأحداث بدأت بعد أن انهالت الجماهير على الشرطة بهتافات معادية وبدأت بالاعتداء على جنود الأمن بطريقة وحشية".
وأكد أن عودة الجمهور للمباريات أصبح من "المستحيلات"، مضيفا: "فلنوقف نشاط الكرة تماما إذا كان الأمر سيصل لهذه الدرجة".
وكانت وزارة الداخلية قد أصدرت الخميس بيانا، تلقت "عربي 21" نسخة منه، أكدت فيه أنها تعيد النظر في قرار سابق لها بعودة الجماهير إلى ملاعب كرة القدم.
وذكرت الوزارة أنه عقب انتهاء مراسم احتفال فوز الأهلي بكأس السوبر، قامت مجموعة من الجماهير بترديد هتافات معادية للشرطة وألقت زجاجات المياه ومقاعد الإستاد والألعاب النارية تجاه قوات الشرطة ما أسفر عن إصابة 25 منهم، كما أضرموا النيران في ممتلكات عامة وخاصة.
وكانت العلاقة المتوترة بين الأولتراس والشرطة أحد أهم العوامل التي دفعت تلك الراوابط للمشاركة في ثورة يناير التي اندلعت في يوم عيد الشرطة.
العادلي سبب المشكلة
من ناحيتها، أصدرت رابطة "أولتراس أهلاوي" بيانا أكدت فيه أن الشرطة "انتفضت" بعد توجيه الجماهير السباب أثناء المباراة لوزير الداخلية الأسبق حبيب العادلي.
وقال البيان إن "المشكلة بدأت عندما قمنا بسب "الكلب" العادلي وهو ما أثار غضب أفراد الداخلية، وتساءل: "لماذا يغضبهم سب وزير سابق قاتل محبوس؟ أم أنهم لا زالوا يرونه وزيرهم ويسيرون على نهجه؟
وتابع البيان: "حاولت الشرطة أخذ "بانر" الأولتراس وعندها بدأت الاشتباكات، ولكنهم لم يستطيعوا أخذ أي "بانر" من "بانرات" الأولتراس.
ووفقا لثقافة "الأولتراس" يعتبر "بانر" الرابطة بمثابة شرفها الذي لا يمكن التفريط فيه، ويضحي لأعضاء الرابطة بأرواحهم فداء له.
وأكد البيان أن الشرطة أطلقت على الأولتراس الخرطوش والرصاص الحي وأصابت العشرات منهم، لكنه شدد على أن الأولتراس لن يسكت أو يرضى برجوع الشرطة للقمع والتعنت و"الغباء الأمني".
وأمرت النيابة العامة بحبس 7 من أعضاء "أولتراس أهلاوي" 4 أيام على ذمة التحقيقات، ووجهت لهم تهم التجمهر والبلطجة وإتلاف الممتلكات العامة والخاصة ومقاومة السلطات.
قانون الشغب سيردعهم
من جانبه أعرب وزير
الرياضة طاهر أبو زيد عن حزنه للاشتباكات الدامية بين الأولتراس ورجال الأمن.
وقال أبو زيد في مداخلة على قناة "النهار – رياضة": "إن قانونا مخصص لمكافحة شغب الملاعب يتم صياغته الآن"، متوقعا أن يكون هذا القانون رادعا للمشجعين المشاغبين.
واستبعد الوزير أن تتسبب اشتباكات الخميس في منع عودة الجماهير الي المدرجات، مشددا على ضرورة ألا يتم ربط مستقبل الرياضة المصرية بخروج البعض عن النص".
وشهدت الملاعب المصرية اشتباكات دامية متكررة بين الأولتراس، بمختلف انتماءاتها، وقوات الشرطة منذ تأسيس تلك الروابط قبل سبع سنوات.
ولا يكاد تمر مباراة للأهلي أو الزمالك بدون هتافات عدائية ومشادات تصل أحيانا إلى حد الاشتباكات بين الجماهير والشرطة، وهو ما شهدته آخر مباراة للزمالك أمام نادي الجمارك بطل النيجر في دوري الأبطال الأفريقي ومبارى الأهلي مع الصفاقسي.
ونقلت صحيفة اليوم الساببع عن مصادر بالاتحاد المصري لكرة القدم أنه يدرس إرسال خطاب إلى وزارة الداخلية للمطالبة بحضور جماهير جميع الأندية للمباريات باستثناء جماهير الأهلي.
وقالت المصادر إن الأندية الأخرى ترفض معاقبة جماهيرها بسبب شغب أولتراس أهلاوي، خاصة أن باقى الجماهير لم يصدر عنهم ما يستوجب استمرار حرمانها من حضور المباريات.
ومثلت مذبحة بورسعيد منحنى جديد في العلاقة المتوترة بين أولتراس أهلاوي والشرطة، حيث يعتقد أعضاء رابطة أولتراس أهلاوي أن مذبحة بورسعيد حدثت يتواطؤ من رجال الشرطة مع جمهور النادي المصري البورسعيدي ويتهمون الأمن بالسماح لجمهور المصري بالاعتداء عليهم بعد إغلاق الأبواب على الجماهير داخل المدرجات، ما أوقع عشرات القتلى ومئات الجرحى.
ويقول مراقبون إن الحكم القضائي الذي صدر الشهر الماضي بإلغاء إعدام 21 متهما في قضية مذبحة بورسعيد والأمر بإعادة محاكمتهم أشعل فتيل الأزمة من جديد بين الجانبين، ويبدو أن مواجهة مبارة الصفاقسي لن تكون الأخيرة.