رأى ملك الأردن عبدالله الثاني الأحد، أنه كلما كان هناك جهد جدي في عملية السلام، يعود الحديث عن وهم ما يسمى بـ"
الوطن البديل"، متهماً "مجموعة" لم يحددها في المملكة بالسعي إلى "
الفتنة" وهدد بالكشف عنها.
وقال الديوان
الملكي الهاشمي في بيان، إن الملك عبدالله الثاني تساءل خلال لقائه مع السلطات الثلاث (التنفيذية والتشريعية والقضائية) وشخصيات برلمانية "إلى متى سيستمر الحديث عن الوطن البديل؟".
وأضاف الملك "أقولها مرة أخرى أن الأردن هو الأردن، وفلسطين هي فلسطين، ولاشيء غير ذلك لا في الماضي، ولا اليوم، ولا في المستقبل".
وتابع الملك عبدالله الثاني "للأسف، كما تلاحظوا إنه كل ما كان هناك جهد جدي في عملية السلام، يعود الحديث عن وهم الوطن البديل، وكأنه السلام على حساب الأردن.. موقفنا واضح وهو أن حديثنا سرياً أو أمام العالم، هو نفس الكلام".
وحول ما يروجه البعض لما يسمى بـ "الوطن البديل"، بين الملك "نحن نعلم كيف يحدث الموضوع منذ 15 عاما أو أكثر، حيث تبدأ الأمور في فصل الربيع من خلال نفس المجموعة، الذين يشحنون المجتمع الأردني، وبحلول الصيف، يشعر الناس بالخوف.. ما يضطرني إلى تطمينهم بخطاب أو بمقابلة صحافية، ولكن هذا العام، وللأسف، بدأ الحديث عن ما يسمى بالوطن البديل مبكرا".
وقال "للأسف نفس الجماعة الذين يعملون بهذا الاتجاه فالدعم للأردن والمصلحة الوطنية، يعني هذا ما أحسسته من كل الجهات التي جلست معها بأميركا من الرئيس (باراك) أوباما ومن الطرف البريطاني".
ووصف الملك عبدالله الثاني ما تقوم به هذه المجموعة بـ "الفتنة"، مشددا على أن "هناك قضايا أهم بالنسبة للأردن، يجب أن نركّز عليها، خصوصا فيما يتعلق بالإصلاح السياسي، والاقتصادي، "وما يجب أن نقوم به هو العمل بروح الفريق حتى نحل مشاكلنا الداخلية".
وأكد على أن الأهم دوما هو خدمة المواطن الأردني، "فالحديث عن الوطن البديل
تشويش لا غير، وما يحدث أن هناك عددا قليلا يسعون إلى تمييز أنفسهم في الشارع الأردني".
وقال الملك عبدالله الثاني في هذا الصدد "نحن نعرف هذه المجموعة وإذا تكرر هذا الموضوع العام القادم سوف نعلن من هم بالاسم"، داعيا "جميع المواطنين إلى التصدي لمن يروج لما يسمى بالوطن البديل".
وأضاف "إن شاء الله تكون هذه آخر مرة نتحدث فيها بهذا الموضوع، وقلتها أكثر من مرة، لكن المطلوب دعم الجميع في هذه القضية".
وفي موازاة ذلك، أكد الملك عبدالله الثاني أن "موقف الأردن قوي جداً. ومطلع على كل التطورات المتصلة بالمباحثات الفلسطينية - الإسرائيلية وما يخص مستقبل فلسطين".
واستغرب من يقوم بربط المساعدات المقدمة للأردن بالضغط عليه مقابل تنازلات، مشددا على انه "لو جاء من جاء وقال سنقدم 100 مليار دولار للأردن على حساب مصالحه! سنقول له مع السلامة، لن نقبل ولا فلس، إذا كان سيمس مستقبل شعبنا ووطننا".
ووصف الملك عبدالله الثاني زيارتيه الأخيرتين إلى الولايات المتحدة بأنهما "كانتا ناجحتين جدا، خصوصا ما يتصل بالوضع الاقتصادي والتحديات الاقتصادية التي تواجهنا حكومة وشعبا".
وقال إن الأردن "مطلع على كل تفاصيل المفاوضات المتصلة بقضايا الوضع النهائي، لاسيما ما يتصل بالقدس، واللاجئين، والحدود، والمياه، والأمن" .
ولفت إلى أن الأردن "يساعد جميع الأطراف لدعم فرص تحقيق السلام في الشرق الأوسط ".