حمَّل السفير الأمريكي السابق روبرت فورد نظام الرئيس السوري بشارالأسد مسؤولية فشل مفاوضات جنيف-2، وذكر في كلمة له ليلة الجمعة في جامعة تاتفت الأمريكية أن المسؤول الرئيسي عن فشل الجولة الثانية كان بشار الجعفري، رئيس الوفد الحكومي في محادثات السلام الفاشلة.
وأكد فورد أن خيار استخدام القوة لا يزال قائما ضد النظام السوري، وأن ما يمنع الرئيس الأمريكي باراك أوباما هو طبيعة المهمة، وما الذي يجب تحقيقه من العملية العسكرية. وقال فورد إن الرئيس أوباما لم يخش استخدام القوة، "وأخذ فرصته مع بن لادن بنتائج باهرة".
ولخصت صحيفة "كريستيان ساينس مونتيور" الأمريكية أهم النقاط التي تحدث عنها في كلمته، إضافة للنظام وموقف أوباما من استخدام القوة.
وتحدث فورد عن ضرورة إشراك إيران في المحادثات السلمية من أجل التوصل إلى حل للحرب الأهلية السورية. ووصف فورد دعوة إيران لجنيف -2 ثم سحب الدعوة بـ "الفوضى"، وقال إن عدم دعوة طهران للمؤتمر أسهم في فشله، فقد أكدت هذه الأخيرة على وفد الحكومة بضرورة "عدم التنازل والثبات، وأننا معكم ولن نتخلى عنكم".
وأكد السفير السابق على أهمية إشراك كل الجماعات المسلحة في المحادثات، وأكد أن ممثلين عن أربعة فصائل حضروا محادثات جنيف، مع أنه لم يسمِّتلكالفصائل.
وقال فورد "لا يمكنك إجراء مفاوضات ناجحة، بدون التفاوض مع من يحملون السلاح. هذه حرب، وعليه يجب إحضارهم". وهذا الوضع يشمل الحكومة والميليشيات التي تساعدها، بما في ذلك حزب الله.
وطالب فورد بشار الأسد بعدم الترشح في انتخابات الرئاسة المقررة في حزيران/ يونيو، حيث قال "يجب أن لا يجعل شخص واحد البلد رهينة"، مشيرا إلى أن الظروف ليست مناسبة لعقد انتخابات نزيهة في بلد لم يشهد انتخابات حرة، وهناك أكثر من 9 ملايين نازح من أبنائه. وتحدث فورد عن بلد يتفتت ويتجه نحو إمارات أو كانتونات تحكمها جماعات مسلحة، فلا النظام قادر على استعادة مناطق مثل الرقة ودير الزور أو المناطق في الشمال التي وقعت تحت سيطرة الأكراد، ولا المعارضة لديها القدرة على دحر النظام في المناطق التي يسيطر عليها في أنحاء البلاد. ولام فورد المعارضة السورية المشتتة التي لم تتخذ إجراءات للوقوف ضد العناصر الموالية للقاعدة.
وقال إن الطائفة العلوية التي تعتبر قاعدة النظام مهتزة، ودعمها للأسد ليس كاملا. ولولا خوفها من التهديد؛ هي والأقليات لغيرت موقفها. وأكد فورد أن مظاهرات نظمت في بلدة الرئيس القرداحة.
وأشار إلى الرسائل التي تلقاها المشاركون في مؤتمر جنيف-2 والقادمة من دمشق، والداعية إلى حل، لأن الطائفة العلوية تريد حلا. ومن هنا لام فورد المعارضة على عدم تقدمها برؤية سياسية وآمال حكيمة تعطي الأقليات طوق نجاة.
وكشف السفير أن النقاشات خلف الأبواب بين وفدي المعارضة والنظام اتسمت بالسباب والتلاسن من جانب النظام الذي لم يعترف بالمعارضة كممثل.وتحدث فورد بلغة فيها قدر من التشاؤم حيث قال لمستمعيه، "ليست لدي هذه الليلة أخبار جيدة عن سوريا".
يُذكر أن وزارة الخارجية الأميركية كلفت لاري سيلفرمان نائب مساعد وزير الخارجية بالملف السوري مؤقتا خلفا للسفير لفورد الذي تقاعد الجمعة.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية جينفربساكي في تصريح صحفي، إن سيلفرمان سيشغل منصب سفير الولايات المتحدة في سوريا مؤقتا إلى أن يتم اختيار شخص يخلف فورد بشكل دائم.
وأضافت بساكي إن فورد قرر التقاعد من الخدمة الدبلوماسية بعد 30 عاما قضاها في السلك الخارجي. وعمل فورد ممثلا لواشنطن في دمشق من عام2010، ولعب دورا رئيسا في إقناع المعارضة السورية بحضور مؤتمر جنيف-2، وإجراء محادثات مع نظام الأسد للتوصل إلى حل يوقف الحرب الدائرة في سورية منذ ما يقارب ثلاثة أعوام.