قالت صحيفة "اندبندنت" البريطانية، الأربعاء، إن فرص نجاح صفقة سلام في الشرق الأوسط قليلة جدا في ظل اقتراب موعدها النهائي، ويعود تشاؤم الصحيفة إلى "عدم وجود بادرة حسن نية أو أية بادرة تدعو للتفاؤل"، على حد قولها.
وأضافت الصحيفة أنه بدون مشاركة مباشرة من الرئيس الأمريكي باراك أوباما في المحادثات، فهذا "ما تقتضيه الحكمة التي تراكمت خلال ستة عقود من محاولات التوصل لتسوية في الشرق الأوسط، فهي تقول إن صفقة السلام لن تتحقق".
ولكن الصحيفة ترى أن لقاء أوباما، الإثنين الماضي، مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ولقاؤه المرتقب بعد أسبوعين مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس يظهر أنه يتدخل مباشرة في محادثات السلام.
وأشارت إلى الجهود التي يقوم بها وزير الخارجية جون كيري منذ أكثر من عام، والذي يعمل على مبادرة جديدة، والتي تقوم هذه المرة على "خطة إطار" بين الطرفين، وسيتم التوصل إليه في نهاية نيسان/ إبريل المقبل.
وأضافت الصحيفة أن تعليقات نتنياهو في البيت الأبيض التي رددها، الثلاثاء، في خطابه أمام لجنة العلاقات الأمريكية – الإسرائيلية "إيباك" لام كما هو متوقع الفلسطينيين ورفضهم الاعتراف بإسرائيل "كدولة شرعية للشعب اليهودي".
وتابعت أن عباس سيقول لأوباما عندما يسافر لواشنطن في 17 آذار/ مارس "كيف تريدني تقديم تنازلات، في
الوقت الذي يتزايد فيه البناء الإستيطاني في الضفة
الغربية"، حيث تظهر الأرقام التي صدرت هذا الأسبوع أن هذه النشاطات بعيدا عن كونها تتراجع هي في أعلى مستوياتها منذ 13 عاما.
وأشارت إلى أن الرئيس أوباما مثل غيره من الرؤساء الأمريكيين حذر نتنياهو من نفاذ الوقت، وتحدث أوباما عن "الأثار الدولية" التي تعني مزيدا من المقاطعة ضد إسرائيل إن فشلت المبادرة ولن يكون بمقدور الولايات المتحدة منعها، و"على ما يبدو فرئيس الوزراء الإسرائيلي لم يتحرك".
وتابعت أن العثرات المعروفة ستظهر، وأهمها المشروع النووي الإيراني الذي تختلف حوله أمريكا وإسرائيل، "فنتنياهو يتعامل مع موقف إيران المعتدل على أنه محاولة لشراء الولايات المتحدة والغرب معها بالكلام الساحر، ويرى نتنياهو في أي اتفاق بين إيران والغرب خطأ تاريخيا يهدد وجود إسرائيل".
وتعتقد الصحيفة أن العقبة الجديدة أمام اتفاق محتمل هي الأزمة في أوكرانيا، "ومع أن محادثات السلام في الشرق الأوسط ليست مرتبطة في المظهر باحتلال روسيا لشبه جزيرة القرم، لكنهما مرتبطتان في الحقيقة" وفق ما جاء في الصحيفة.
وبحسب الصحيفة، فالمواجهة بين الغرب وروسيا سيجعل من الأخيرة عائقا أمام أي اتفاق مع إيران أو دعمها للرئيس بشار الأسد، وأن أي من هذا لن يجعل من نتنياهو ميالا لحل الدولتين مع الفلسطينيين.
وترى أن انخراط أوباما في محادثات السلام -وإن كان تطورا إيجابيا- إلا أن آخر ما يريده هو نزاع مع حليفه الإسرائيلي في الوقت الذي يقوم فيه بالتصدي للرئيس الروسي فلاديمير بوتين والتطورات في القرم.
واختتمت الصحيفة قائلة إن "المرء يريد أن يتمنى النجاح لكيري، لكن فرص نجاحه تظل قاتمة".