قالت صحيفة "ديلي تلغراف" البريطانية إن سحب سفراء كل من
السعودية والبحرين والإمارات من
قطر سيؤثر بالتأكيد على القضية السورية.
وقال مراسل الصحيفة "ريتشارد سبنسر" إن الخلاف الطويل بين قطر ودول الخليح حول العلاقة مع الإخوان المسلمين ودور فضائية الجزيرة قد خرج إلى العلن وسط صياح وسحب للسفراء.
وأشارت الصحيفة إلى البيان المشترك الذي صدر عن الدول الثلاث بسحب السفراء، وإشارته إلى أن الدوحة "فشلت" في الالتزام باتفاق يقضي بعدم التدخل في شؤون الدول الأخرى. وصدر البيان بعد اجتماع لوزراء خارجية الدول الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي في العاصمة السعودية الرياض، والذي انتهى بخلافات حادة ليلة الثلاثاء.
وتشير الصحيفة إلى أنه لم تقدم تفاصيل عن أسباب الخلاف، لكن هذه الدول لم تخف غضبها في الأشهر الأخيرة من رفض قطر التخلي عن دعمها للإخوان المسلمين أو مشروعها لـ"الديمقراطية الإسلامية" الذي ترى فيه تلك الدول تهديدا لأمنها الداخلي ونظامها الوراثي السياسي.
وعبرت تلك الدول عن شكوكها حيال الدور الذي لعبته قناة الجزيرة في الربيع العربي، والتي أعطت منبرا للمعارضة في دول المنطقة، في الوقت الذي تمنعهم الوسائل الإعلامية في دولهم من التعبير عن آرائهم، واتهمت القناة باتخاذ موقف مؤيد للإخوان المسلمين. وبدا ذلك واضحا من البيان المشترك الذي جاء فيه أن قطر فشلت في الوفاء بالاتفاق بعدم السماح بتهديد أي طرف لأمن واستقرار دول مجلس التعاون الخليجي، إن كان تنظيما أو أفرادا، سواء بالعمل مباشرة من خلال التأثير الأمني أو السياسي، أو دعمهم من خلال الإعلام.
وأشار تقرير الصحيفة إلى سجن
الإمارات العربية المتحدة مواطنا قطريا لسبعة أعوام بتهمة تقديم دعم لحركة الإصلاح الإماراتية المحظورة، حيث تتهمها الحكومة بعلاقات مع جماعة الإخوان المسلمين.
أما الأمر الثاني، فيتعلق بعلاقة قطر مع إيران، حيث ترى السعودية وحلفاؤها أن قطر تقلل من خطر إيران والدور الذي تلعبه في دعم الشيعة في المنطقة الشرقية من السعودية والبحرين، وكان آخر حادث هو التفجير الذي قتل رجل شرطة بحرينيا يوم الإثنين.
ويتحدث التقرير عن التنافس الدبلوماسي بين قطر والسعودية، إضافة إلى قيام الدوحة بدعم الإخوان المسلمين، حيث تتهم الحكومة المصرية قطر بمنح عدد من قادة الإخوان حق اللجوء بعد الانقلاب الذي أطاح بالرئيس محمد مرسي.
ونقل التقرير عن ديفيد روبرتس، مؤلف كتاب عن سياسة قطر الخارجية أن دول الخليج لم تكن واقعية عندما توقعت تغيرا في السياسة القطرية عقب وصول الأمير تميم العام الماضي للسلطة، بعد تنازل والده الشيخ حمد بن خليفة له عن الحكم. وقال روبرتس إن "الإمارات والسعودية معنيتان أكثر بالأمن، وتريان كل شيء عبر منظوره"، وعليه فطريقة قطر في إدارة السياسة الخارجية لا ترى فيها هاتين الدولتين عامل مساعدة.
وإذ لن يؤدي الخلاف إلى قطيعة في العلاقات، إلا أنه سيؤثر مرة أخرى على جهود كل من السعودية وقطر في دعم الثورة السورية، خاصة أن كلا منهما يدعم طرفا في المعارضة السورية. وكانت الولايات المتحدة والدول الغربية قد عبرتا عن أملهما بتعاون مشترك بين الدولتين في القضية السورية.