قال مصدر دبلوماسي مطلع لـ "عربي21" إن مسؤولين
إيرانيين رفيعي المستوى اتصلوا بنظرائهم
القطريين ليعرضوا عليهم التعاون والمساعدة؛ في أعقاب قرار
السعودية والإمارات والبحرين سحب سفرائها من الدوحة.
وأضاف المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، إن هذا الاتصال يمثل بداية لإعادة ترميم العلاقات الإيرانية-القطرية، التي كانت على مستوىً عالٍ من الوفاق قبل أن تتأثر باختلاف المواقف بين الطرفين تجاه الثورة السورية، مشيرا إلى أن الطرفين أدركا أن اللحظة مواتية لإعادة العلاقات إلى طبيعتها، بعد التطورات المتسارعة التي أعادت رسم خريطة التحالفات في المنطقة.
ونوّه المصدر إلى أن قطر اتخذت سياسة مستقلة عن دول الخليج تجاه إيران منذ نهاية التسعينيات في القرن الماضي، وهو ما يؤهل الطرفان لفتح بوابات للتعاون في ملفات عديدة في المنطقة، رغم اختلافهما في سوريا، ملمحا إلى المصالح المشتركة بين الطرفين في مجال إنتاج وتصدير الغاز الطبيعي، الذي يمثل عصبا رئيسيا للاقتصاد في كلا البلدين.
وإضافة إلى ملف الغاز الطبيعي، فإن الدوحة وطهران، بحسب المصدر، وجدتا نفسيهما في مواجهة السعودية، التي "قد تدفع قطر إلى التخلي عن حرصها التاريخي على التمسك بالعمل ضمن منظومة العمل الخليجي... بينما وجدت نفسها الآن مضطرة للعمل مع حلفاء خارج هذه المنظومة بسبب القرار السعودي-الإماراتي- البحريني".
وأشار المصدر في تصريحاته الحصرية لـ "عربي21" إلى أن إيران ليست وحدها التي بادرت بالتواصل مع قطر، إذ سبقتها إلى ذلك تركيا التي عبر رئيس وزرائها رجب طيب أردوغان للأمير تميم بن حمد آل خليفة عن دعمه وعن استعداده للتعاون في شتى المجالات، مضيفا أن طهران ربما تكون بوابة الدوحة أيضا إلى كل من سوريا ولبنان.
واختتم المصدر تصريحاته بالتنبيه إلى أن إصلاح العلاقات بين طهران والدوحة يصب في مصلحة الطرفين، حيث ستجد إيران حليفا جديدا يفك – مع سلطنة عمان- عزلتها في منطقة الخليج العربي، فيما ستضمن قطر حليفا قويا في المنطقة، وممرا بحريا وجويا في حال صحت التوقعات بإقدام السعودية وحلفائها على فرض حصار بري وجوي على قطر.