زادت وتيرة الدعوات التي يطلقها وزراء
إسرائيليون لإعادة
احتلال قطاع
غزة وتدمير البنية التحتية للمقاومة الفلسطينية، ردا على عمليات إطلاق الصواريخ.
وانضم يوفال شطاينتس وزير الاستخبارات والعلاقات الدولية إلى زميله وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان في الدعوة لإعادة احتلال القطاع، على اعتبار أن مثل هذه الخطوة فقط تضمن وقف عمليات إطلاق الصورايخ.
وفي مقابلة أجرتها معه الإذاعة الإسرائيلية الجمعة، قال شطاينتس إن ما يقترحه هو القيام بعملية على غرار عملية "السور الواقي" التي نفذها الجيش الإسرائيلي في 2002، وتم خلالها إعادة احتلال جميع مدن الضفة الغربية، وهي الحملة التي أسفرت عن مقتل وجرح المئات واعتقال الآلاف من الفلسطينيين، وخلالها تمت محاصرة الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات.
ونوه شطاينتس إلى أنه لا يطالب بالبقاء في قطاع غزة لمدة طويلة بل لمدة محددة، بحيث ينسحب منها فور "تفكيك بنى التنظيمات الإرهابية عبر قتل أو اعتقال قياداتها ونشطائها"، على حد تعبيره.
وفاجأ رئيس هيئة أركان الجيش بني غانز، الأربعاء الماضي، عندما أعلن أن وقف إطلاق الصواريخ يتطلب إعادة احتلال قطاع غزة بالكامل.
ونوه المراقبون في تل أبيب إلى أنه يتوجب التعاطي بحذر مع تصريح غانز هذا وعدم اعتباره يمثل تأييدا من قبل الجيش لإعادة احتلال القطاع.
وأوضح المراقبون أن غانز اعتبر إعادة احتلال القطاع خطوة تتطلب اتخاذ "قرار استراتيجي"، مشيرين إلى أنه هدف من خلال هذا التصريح إلى تحقيق غايتين أساسيتين، وهما: "تبرير عدم قدرة الجيش على وقف عمليات إطلاق الصواريخ من القطاع، وفي الوقت ذاته تحميل الحكومة ورئيسها بنيامين نتنياهو تبعات اتخاذ قرار بإعادة احتلال القطاع".
وأجمع المعلقون العسكريون في وسائل الإعلام الإسرائيلية على أن غانز مثل معظم الوزراء في حكومة نتنياهو لا يبدي حماسا لإعادة احتلال القطاع بسبب حجم التهديدات التي تواجه إسرائيل لاسيما في ظل التصعيد الأخير على الحدود السورية.
ويؤكد المعلقون أن حجم التحديات والتهديدات زادت من حجم الأعباء الملقاة على كاهل الجيش لدرجة أن غانز صرح الثلاثاء الماضي أن عناصر الوحدات الخاصة في الجيش الإسرائيلي نفذوا خلال الأسبوع الماضي عشرات العمليات السرية خارج الحدود.
وفي سياق متصل، وجه بعض المعلقين العسكريين انتقادات حادة لسلوك الجيش الإسرائيلي بسبب انهيار قوة ردعه تجاه
المقاومة الفلسطينية في القطاع.
وقال معلق الشؤون العسكرية في صحيفة "يديعوت أحرنوت"، رون بن يشاي، إن مئات الآلاف من المستوطنين الذين يقطنون المستوطنات المحيطة بالقطاع أخذوا على حين غرة عندما انهالت عليهم عشرات الصواريخ قبل 10 أيام.
وفي تعليق نشرته النسخة الإسرائيلية لموقع الصحيفة، الجمعة، أكد بن يشاي أن الجيش أخفق استخباريا واستراتيجيا في تعامله خلال التصعيد الأخير مع حركة "
الجهاد الإسلامي".
وتساءل بن يشاي: "كيف حدث أن يطلق الجهاد الإسلامي عشرات الصواريخ دون أن تكون لدى استخبارات الجيش المعلومات الاستخبارية المسبقة"، مشيرا إلى أن إطلاق هذا العدد الكبير من الصورايخ يتطلب مشاركة الكثير من الأشخاص، مما يسهل عملية الرصد الاستخباري.
وواصل بن يشاي هجومه قائلا: "كيف تسنى أن الجيش فقد قدرته على ردع فصيل صغير مثل الجهاد الإسلامي، الذي أطلق هذا العدد من الصورايخ دون أن يأخذ بعين الاعتبار ردة الفعل الإسرائيلية".