ألقى رئيس الوزراء التركي ورئيس حزب العدالة والتنمية، رجب طيب
أردوغان خطابا أمام أنصاره، من على شرفة المقر الرئيسي للحزب في العاصمة أنقرة، أعلن فيه فوز حزبه بأغلبية كبيرة في
الانتخابات البلدية التي جرت الأحد في كافة المدن التركية.
وورفع أردوغان شارة "رابعة" بمجرد صعوده على الشرفة، كما رفعها أكثر من مرة بعد انتهاء الخطاب، أثناء تحيته للحشد الهائل من أنصاره الذين تجمعوا للاحتفال بالنصر.
وقال أردوغان في بداية الخطاب: "كثير من الشعوب ترى أن نصر حزب العدالة والتنمية في الانتخابات، نصراً لها، كما هو حال إخوانكم في مصر، وفلسطين، والبلقان"، في إشارة إلى الاهتمام العربي الشعبي الكبير بمتابعة هذه الانتخابات بشكل غير مسبوق.
وشكر أردوغان الشعب التركي على التصويت لحزبه، وقال إنه "يحمد الله العظيم" على هذا الانتصار، ويشكر كل من دعا وتمنى الفوز للحزب، وفي مقدمتهم "السوريون والفلسطينيون"، على حد قوله.
وأضاف: "أحيي شعبي الذي صدق مع علمه ووطنه، وأدعوا الله أن يحمي هذا الشعب الذي هو أمل الأمة وشعلتها المتقدة"، مؤكدا أن "أصوات الأمة دفنت الأيدي التي حاولت مس استقلال البلاد بسوء، من خلال صناديق الاقتراع".
وفي إشارة ذي دلالة للانقلاب العسكري بمصر، قال أردوغان إن "الذين كانوا يأملون بانقلاب عسكري في
تركيا، أو الراغبين بإعادة تركيا إلى عهودها السابقة"، خسروا اليوم في الانتخابات. مضيفا أن "الحرس القديم والتحالفات غير الواضحة نالت ضربة قاصمة وصفعة عثمانية لن تنسى".
وذكّر أردوغان بتصريحاته السابقة بأنه سيترك العمل السياسي إذا لم ينجح حزبه بالمرتبة الأولى، منوها إلى أن "زعماء المعارضة لم يفعلوا ذلك لأنهم يعيشون من خلال تلك المناصب"، على حد قوله.
واتهم رئيس الوزراء التركي جماعة فتح الله
غولن – دون أن يسميها- بأنها تشكل "كيانا موازيا" للدولة، مشيرا إلى أنه يشبه هذه الجماعة "بفرقة الحشاشين التي عرفت بأفعالها المشينة في العصر العباسي".
وأضاف أن عددا منهم قد يفر من تركيا "لأن البعض قام بارتكاب جريمة الخيانة ضد دولتنا".
ووجه أردوغان رسالة حادة لخصمه "فتح الله غولن" دون أن يذكر إسمه: "أيها القابع في بنسلفانيا والإعلام المحابي له، ألم تقولوا أنكم تؤيدون الديمقراطية، وها هي الديمقراطية التي أوصلت حزب العدالة والتنمية إلى السلطة، وها هو الشعب الذي أوصلنا إلى السلطة، فأين أنتم من السياسة التركية، غير السعي من أجل الفتن والفساد".
وعلق أردوغان في خطابه على حادثة التنصت على وزارة الخارجية، التي نشرت خلال الأيام الماضية، معتبرا أنها حملة تجسس وخيانة، أشعرته بحزن عميق، "في الوقت الذي لم نسمع فيه أي تصريح من المعارضة، سوى التهديد بحدوث الفوضى، وتقويض الاقتصاد".
وعلى الرغم من هجومه الشديد على المعارضة في الخطاب، واتهامه لها بأنها معارضة غير حقيقية، إلا أنه دعاها "لفتح صفحة جديدة من أجل مصلحة تركيا وبقائها".
وأضاف رئيس حزب العدالة والتنمية أنه لا يهتم لنصر حزب العدالة والتنمية أو هزيمته، "فهمنا هو فوز تركيا... وسنبقى خدما لأبناء شعبنا لا أسيادا عليهم".
وأنهى أردوغان خطابه بالقول: "أتمنى النجاح لكل الفائزين، وأدعو الله أن يحمي بلدي وأمتي، ولا تنسوا أن تركيا لا تخضع وشعبها لا يستسلم".