قال نائب وزير الخارجية
الإيراني للشؤون العربية والأفريقية، حسين أمير عبد اللهيان، إن بلاده تعتقد أن القضية السورية لا يمكن حلها بالحل العسكري والأمني .
وأضاف عبد اللهيان في مؤتمر صحفي عقده بسفارة بلاده في
الكويت الثلاثاء، أن "الحل الوحيد للقضية السورية يقوم على أساس الحلول السياسية والديمقراطية.. ونحن نعير اهتماما كبيرا للصوت السوري الحقيقي".
وأشار إلى أن طهران قدمت مبادرة إلى المبعوث الأممي والعربي الأخضر الإبراهيمي خلال زيارته الأخيرة إلي طهران .
ومضى قائلا أن "هناك تشاوراً مستمراً بين تركيا وقطر حول هذه القضية وسيكون هناك تشاور مع باقي الدول مثل السعودية وسنعلن عن تفاصيلها".
وكان الإبراهيمي قد زار طهران في 18 مارس/آذار الماضي، وأعلن عبد اللهيان آنذاك عن مبادرة قدمتها إيران من أربع نقاط تتضمن أولوية "مكافحة الإرهاب" في
سوريا.
وردا على سؤال بشأن الأزمة السورية، قال عبداللهيان "نعتقد أن سوريا تجاوزت ظروف الأزمة الأمنية الشديدة، وليست هناك حالة انهيار في سوريا والإرهاب في طريقه للزوال والنهاية".
وعن تدخل حزب الله اللبناني في النزاع في سوريا، قال إن "حزب الله يدافع عن الأراضي اللبنانية من خلال دخوله في أجزاء من سوريا".
وأضاف المسؤول الإيراني "كما قال حسن نصر الله (الأمين العام لحزب الله) إذا غادرت الجماعات الإرهابية سوريا ولم تكن هناك تهديدات توجه إلي الأراضي اللبنانية فليس هناك داعي لتواجد حزب الله ".
ومضى قائلا "من جانبنا نعتقد أن الرئيس بشار الأسد رئيس شرعي جاء عن طريق الشعب وحتى حصول الانتخابات القادمة نحن ملتزمون بما يختاره الشعب السوري".
وحول التطورات في الشأن المصري، قال المسؤول الإيراني "نتمنى عودة مصر للمسار الديمقراطي وإقامة الاستفتاء على الدستور خطوة في هذا المجال، واستمرار المسار الديمقراطي في مصر ممكن أن يساعد في تسوية الأزمة فيها.
وأضاف "الرئيس مرسي أخطأ لأنه لم يستفد من كل الأطراف والتيارات والأحزاب المؤثرة، وأتمنى ألا تتكرر تلك الحادثة مرة أخرى ومصر تعود لجميع المصريين".
وأعرب عبد اللهيان عن قلق طهران من "موجة الانتقادات التي تواجهها مصر وهناك حوار سياسي بيننا وبين مصر". دون أن يكشف عن تفاصيل.
وردا على سؤال حول تعريفه للجماعات الإرهابية وهل جماعة الإخوان المسلمين إحدى هذه الجماعات، فقال نائب وزير الخارجية الإيراني "الإرهابيون هم الذين يحملون السلاح في سوريا وجاؤوا من الدول الأجنبية ولديهم علاقات مع الجماعات الإرهابية ".
وأضاف أن "جماعة الإخوان هم جماعة معروفة في المنطقة وتدين أي مجموعة تقوم بالإرهاب، ونحن نرفض أي مجموعة تقوم بممارسة العنف والأعمال الإرهابية ونرفض أي طرف حكومي أو غير حكومي يقوم بتيسير العنف".
وقال عبد اللهيان "تواجه منطقتنا ممارسات وأفكار متطرفة وإرهابية ومواجهة هذه الظاهرة بحاجة إلي تعاون جماعي "، مضيفا أن "هناك أطروحة من قبل الرئيس الإيراني حسن روحاني ضد التطرف والعنف وهناك مبادرة منه لإيجاد تعاون جماعي إقليمي في المنطقة، ستعلن في وقت لاحق ".
وأشار نائب وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والأفريقية، حسين أمير عبد اللهيان إنه سلم أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح اليوم رسالة خطية من روحاني.
وأوضح أن الرسالة كانت تتعلق بالعلاقات الثنائية بين البلدين ودعوة لزيارة أمير الكويت لطهران" ، لافتا أن الزيارة ستتم في أقرب فرصة ووزارتا الخارجية في البلدين ستقومان بالترتيبات اللازمة لهذه الزيارة.
وحول الاتهامات لإيران بالتدخل في شؤون البحرين واليمن، قال عبد اللهيان "هناك بعض الأطراف في بعض الدول تريد نقل الصعوبات والمشاكل التي تواجهها في خارج الحدود وايران ليس لها علاقة بما يجري".
وأكد أن "ما يجري بالبحرين شأن بحريني داخلي"، معتبرا أن الحل من خلال القيام بالحوار الوطني بين المعارضة والحكومة "وهو حوار مؤثر وجاد".
وتتهم السلطات في البحرين بعض أطياف المعارضة الشيعية بالموالاة لإيران، وهو أمر تنفيه المعارضة.
من جهة أخرى، قال المسؤول الإيراني إن "ما يحدث في اليمن شأن داخلي وتصريحات الرئيس اليمني (عبد ربه منصور هادي) واتهامه لإيران ليس صحيحا، وكان هناك حوار بناء بين اليمينين".
وقال الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، أمس إن "التدخل الإيراني في شؤون بلاده الداخلية مازال قائماً"، متهما السلطات الإيرانية بدعم الحراك الانفصالي جنوبي اليمن، وبعض الجماعات الدينية شمالي البلاد، في إشارة إلى جماعة الحوثي الشيعية التي تتخذ من محافظة صعدة (شمال) معقلاً لها.