سياسة عربية

التايمز: الحرب السورية الطاحنة قد تستمر عقدا

عشرات القتلى بالبراميل المتفجرة في سوريا يوميا - (أرشيفية)
عشرات القتلى بالبراميل المتفجرة في سوريا يوميا - (أرشيفية)
قالت صحيفة التايمز إن الأسد أمّن بقاءه في سوريا، ولكن البلاد ستغوص في عقد من الحرب الأهلية تشبه تلك التي مرت بها لبنان عام 1980، وهذا ما استنتجته القوى المحلية.

و ذكر التقرير الذي تشارك في إعداده كاثرين فيليب، مراسلة الصحيفة في أمريكا، وتوم كوغلان، مراسل الصحيفة للشؤون الدفاعية، أنه مع فرض القوات السورية الحكومية سيطرتها على المناطق الوسطى ومع تشرذم المعارضة أعلن زعيم حزب الله، حليف إيران في المنطقة، أن نظام الأسد في أمان الآن.

وقال نصر الله "بتقديري فإن مرحلة إسقاط النظام وإسقاط الدولة السورية قد انتهت"، وعزى ذلك إلى دعم حزب الله للنظام ضد الثوار.
وتقديره هذا يتناغم مع جيران سوريا الآخرين، والذين بعد ثلاث سنوات منذ بداية الصراع بدأوا يشكون في إمكانية سقوط الأسد، وقال أمون سوفرين رئيس قسم المعلومات في الموساد سابقا إنه لا يستطيع أن يرى كيف يمكن خلع الأسد دون "تدخل غربي على مستوى التدخل في ليبيا".

وصرحت مصادر رفيعة في الحكومة البريطانية للتايمز أن الخطط تعد على افتراض عقد من عدم الاستقرار في سوريا كما حدث في لبنان في ثمانينات القرن الماضي.

ويذكر التقرير أن الحلفاء الشيعة قاموا بدعم قوات الأسد  من إيران وحزب الله حيث أشاد زعيم حزب الله بمقاتلي الحزب الذين كان لهم "الفضل" في صد هجمة الثوار حول دمشق وتطهير الشريط الحدودي مع لبنان من قواعد للثوار قاطعين بذلك خطوط إمداد مهمة.
وقد انضم حزب الله إلى الصراع العام الماضي عندما أحرز الثوار تقدما دعمه قدوم أعداد من الجهاديين الأجانب الذين يقاتلون تحت راية القاعدة.

ومع أن هؤلاء المقاتلين ساعدوا في تحقيق انتصارات ميدانية كبيرة على الأرض؛ إلا أن وجودهم بعث المخاوف لدى المؤيدين الأجانب من أن تذهب الأموال والأسلحة للمتطرفين.

كما أن الانتفاضة ضد الأسد أصيبت بصفعة أخرى متمثلة في الاقتتال الداخلي بين القوى الإسلامية مما سمح للقوات الحكومية إعادة السيطرة على مناطق كان يسيطر عليها الثوار.

ولا تزال المناطق الشمالية من سوريا تحت سيطرة المعارضة؛ مما يقسم البلاد إلى قسمين أو ثلاثة. وكان نصر الله قد صرح بأن خطر التقسيم زال وأن الثوار لن يستطيعوا الإطاحة بالنظام ولكن يمكنهم شن حرب استنزاف.

كما أن الأسد أخبر مسؤولا روسيا سابقا زار دمشق بأن "مرحلة النشاط" في الصراع ستنتهي هذا العام وبعدها تنتقل إلى "محاربة إرهابيين" مما يعني أنه يتوقع تحول الحرب إلى حملة مكافحة تمرد.

وتوقع نصر الله أن يخف الضغط السياسي الخارجي على الأسد بانحسار الخطر العسكري ابتداء من السعودية إلى قطر أكثر دول المنطقة دعما للثورة السورية.
ويتفق المحللون الغربيون مع هذا؛ حيث يقول مايكل ستيفنز مدير المعهد الملكي لدراسات الدفاع والأمن في الدوحة: "لا نتوقع أن نرى نتيجة حاسمة في أي وقت قريب .. تبدو حربا بالوكالة لا نهاية لها حيث تقوم إيران بتقديم مساعدات لأصدقائها أكثر بكثير مما تقوم به دول الخليج". وأضاف أن الولايات المتحدة بينما هي ملتزمة بألا يهزم الثوار ولكنها حذرة من "التورط في حرب ليست حربها".

وذكر التقرير أن قسيسا هولنديا يتبع للكنيسة اليسوعية أصر على البقاء في مدينة حمص قتله مسلحون ملثمون أمس، وأكدت الكنيسة اليسوعية في هولندا مقتل الأب فرانز فان دير لوغت وعمره 75 عاما، والذي اكتسب محبة محلية لتضامنه مع أهل المدينة.

كما ذكرت تقارير في وسائل إعلام إسرائيلية أمس أن لدى إسرائيل أدلة على أن قوات النظام استخدمت أسلحة كيماوية غير قاتلة ضد مناطق يسيطر عليها الثوار حول دمشق مرتين خلال الشهر الماضي، مما يدعم ما قالته قوى المعارضة سابقا. ويظن أن المادة المستخدمة هي عنصر كيماوي يقوم بإضعاف الشخص لعدة ساعات ولكن لا يقتله.
التعليقات (0)