تعرض سكان في ريف
حماة (وسط) لحالات من التسمم والاختناق إثر إلقاء الطيران السوري "براميل متفجرة" على بلدة كفرزيتا التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان وناشطون، فيما اتهم الإعلام الرسمي السوري "
جبهة النصرة" بالهجوم.
من جهة أخرى، تدور منذ بعد منتصف الليلة الماضية معارك عنيفة جدا على مسافة قريبة من مركز المخابرات الجوية في غرب مدينة حلب، قال المرصد إنها "الأعنف" منذ بدء معركة حلب في 2012.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس السبت "قصفت طائرات النظام الجمعة كفرزيتا ببراميل متفجرة، تسببت بدخان كثيف وبروائح أدت إلى حالات تسمم واختناق، نقل أصحابها على الإثر إلى المشافي".
وأفادت الهيئة العامة للثورة السورية في بريد إلكتروني بعد ظهر اليوم عن تجدد القصف، مشيرة إلى إلقاء "الطيران الحربي صواريخ تحتوي غازات سامة" على كفرزيتا.
وكانت "تنسيقية الثورة السورية" في حماة ذكرت على صفحتها على "فيسبوك"، أن النظام قصف البلدة بـ"غاز الكلور"، مشيرة الى وجود "أكثر من مئة حالة اختناق" وإلى "نقص كبير في المواد الطبية".
وبث ناشطون أشرطة فيديو على موقع "يوتيوب" تظهر أطفالا وشبانا بدا عليهم الإعياء، ويعانون من السعال والاختناق.
وأظهر أحد الأشرطة ثلاثة شبان مستلقين على أسرة في مشفى ميداني، وقد وضعت على وجوههم أنابيب أكسجين. وقال شخص بدا أنه طبيب في الغرفة إن القصف بالبراميل ترك "مواد تميل إلى اللون الأصفر".
وأضاف "انتشرت رائحة تشبه رائحة غاز الكلور، نتج عنها أكثر من مئة مصاب بينهم أطفال وامرأة"، مشيرا إلى أن هذا الغاز "يسبب تهيجا في القصبات والطرق التنفسية العلوية والسفلية".
وظهر في شريط ثان أربعة أطفال ممددين على سرير، في حين يقوم شخص بتقديم إسعافات أولية إلى شاب على الأرض وهو شبه غائب عن الوعي.
وازدحمت الغرفة الصغيرة بقرابة عشرين شخصا، بينهم أطفال تمددوا على سريرين وهم يبكون ويسعلون. كما بدا شخص في طرف الغرفة يحاول تنشق الأكسجين مباشرة من قارورة كبيرة، قبل أن يتمدد أرضا.
في المقابل، اتهم التلفزيون السوري "تنظيم
جبهة النصرة "الإرهابي" بضرب سائل الكلور السام على بلدة كفرزيتا"، قائلا إن الهجوم أدى إلى "استشهاد اثنين وإصابة أكثر من 100 من أهالي البلدة بحالات اختناق".
وقتل مئات الأشخاص في آب/ أغسطس الماضي، إثر هجوم كيميائي على ريف دمشق. واتهمت المعارضة السورية ودول غربية نظام الرئيس بشار
الأسد بتنفيذه. وكان لهذا الهجوم دور أساسي في التوصل لاحقا إلى اتفاق على إزالة الأسلحة الكيميائية السورية، على الرغم من نفي دمشق مسؤوليتها عن الهجوم.
في مدينة حلب، تستمر المعارك في حي جمعية الزهراء، وقد وصفها المرصد بـ "أنها الأعنف منذ بدء أعمال العنف في حلب والأكثر قربا من مركز المخابرات الجوية".
وكان المرصد أفاد قبل يومين عن سيطرة جبهة النصرة ومقاتلين من كتائب أخرى على مبنى قرب المخابرات الجوية في حلب.
ونقل التلفزيون الرسمي السوري في شريط إخباري عن مصدر عسكري أن "وحدات من الجيش والقوات المسلحة توجه ضربات قاصمة للمجموعات الإرهابية في المناطق المجاورة" لمبنى المخابرات الجوية، لا سيما في كفرحمرا والليرمون.
من جهة ثانية، يستمر القصف المتنقل بين أحياء حلب وريفها بالبراميل المتفجرة من الطائرات، وقد أوقع مزيدا من القتلى والجرحى اليوم.
وأشار المرصد إلى "حركة نزوح كبيرة لأهالي حي جمعية الزهراء إلى مناطق أخرى" من حلب، وإلى "خسائر بشرية في صفوف الطرفين".
في المقابل، أفاد المرصد عن مقتل عشرة مواطنين "بينهم خمسة أطفال، إثر سقوط قذائف أطلقتها كتائب إسلامية مقاتلة أمس على مناطق في أحياء خاضعة لسيطرة النظام في مدينة حلب".
في ريف دمشق، شن الطيران الحربي السوري أربع غارات جوية على مزارع بلدة رنكوس في منطقة القلمون الاستراتيجية شمال دمشق قرب الحدود اللبنانية، بحسب المرصد.
وكانت القوات النظامية مدعومة بعناصر من حزب الله اللبناني سيطرت الأربعاء على بلدة رنكوس.
في دمشق، سقطت قذائف هاون عدة على منطقة باب توما وأحياء أخرى، متسببة بسقوط إصابات. ومصدر هذه القذائف إجمالا مواقع مقاتلي المعارضة في محيط العاصمة.
وذكر المرصد أن مناطق في أحياء مدينة حمص المحاصرة من القوات النظامية تشهد "قصفاً بقذائف الهاون وراجمات الصواريخ، بالتزامن مع قصف بالبراميل المتفجرة".