يرى الباحث والكاتب السياسي الأميركي "جستين ماكارتي" المتخصص بالتاريخ العثماني والبلقان والشرق الأوسط، أنَّ الجاليات الأرمنية في جميع أنحاء العالم أوجدت لنفسها مأساة المذابح الأرمنية المكذوبة، من أجل التعريف بنفسها وعدم الذوبان عرقياً في المجتمعات التي تعيش فيها.
والأرمن، بحسب رأي الكاتب، ينشئون أطفالهم منذ الصغر على الكراهية تجاه الأتراك، ويروون لهم قصصا مختلقة حول الظلم الذي تعرضوا له. فقادة الأحزاب القومية الأرمنية في الدول الغربية، يروجون بين الأرمن أن بإمكانهم العودة إلى ولايات "قارس وأرضروم وبتليس ووان" في شرق
الأناضول، من أجل جمع المال.
ويقول ماكارتي: "على الرغم من كذب كل هذه الادعاءات، إلا أنهم يقنعون أنفسهم بذلك".
ويذكر الكاتب للأناضول، أنه لم يكن بصدد البحث حول موضوع المذابح الأرمنية المزعومة التي كان يصدق وقوعها على الرغم من عدم وجود أي وثائق تاريخية حول ذلك، ليضطر بعدها للبحث في الجغرافيا السكانية لمنطقة الأناضول قبيل الحرب العالمية الأولى وبعدها، ويجد أن مجموع الذين قتلوا في الحرب العالمية الأولى من المسلمين ما بين 2.5 مليون و 3 ملايين، وهذه الأرقام لا تتطابق مع عدد سكان منطقة الأناضول من المسلمين قبيل وبعد الحرب العالمية الأولى.
وهذا بحسب رأي ماكارتي يشير بوضوح إلى أنَّ ثمة طرفا قام بقتل المسلمين في منطقة الأناضول.
ويوضح ماكارتي أنَّه يقع على عاتق الأتراك مهمة صعبة، وهي تعريف العالم بالحقيقة، وهذا ما بدأوا به بالفعل منذ ما يقرب من 20 عاماً، والطريق ما زال طويلاً. فالأرمن بحسب قول ماكارثي يروجون لمذابحهم المزعومة منذ 100 عام تقريباً، وبعض الدول الأوربية اضطرت لتصديق ذلك لأنها لم تسمع أي رواية أخرى. وهناك سبب آخر، هو "أنَّ الأوربيين يصدقون الروايات التي يسردها المسيحيون أكثر من تلك التي يسردها المسلمون، وأيضاً المسلمون يقع عليهم نفس الأمر كذلك".
ويلفت ماكارتي إلى أنَّ الأرمن يعدون العدة العام المقبل لإحياء ذكرى مذابحهم المزعومة حول العالم بدعاية إعلامية كاذبة، وعلى الأتراك أن يكونوا على قدر المسؤولية لمجابهة ذلك.
وقال الباحث الأميركي: "أعتقد أنَّ الأمور ستهدأ بعد ذلك، فلا يمكن لهذه القضية أن تستمر أكثر من ذلك، فجميع من عايشوا تلك الأحداث قد ماتوا، وحتى لو جمعنا كل الأرمن ليس في دولة أرمينيا فحسب بل في فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة الأميركية، ووضعناهم في الولايات التركية الست التي يطالبون بها فسيكون عدد المسلمين ضعفي عدد الأرمن".