كتب أدم ويثنال في الإندبندنت أن
توني بلير اتهم بالنفاق بعد ما تبين أن مؤسسة خيرية متعددة الأديان مرتبطة به لها علاقات مع جماعة إسلامية وصفها توني بلير بأقذع الأوصاف.
فبحسب مؤسسة رقابة دولية فإن مؤسسة (توني بلير
فيث فاونديشن) لديها مستشارين بارزين لهما علاقة قوية مع الإخوان المسلمين والتي تصفها الصحيفة بأنها "حركة عالمية تأخذ أشكالا مختلفة في البلدان المختلفة"، وتضيف الصحيفة أن من المفارقات أن بلير انتقد الحركة بقسوة وقارنها بحزب البلاشفة الروسي ووصف الانقلاب العسكري ضد الرئيس المصري المنتخب محمد مرسي بأنه "إرادة الشعب المصري".
كما اتهم الإخوان المسلمين "بالسعي لتحقيق قيم تتنافى مع كل شيء ندافع عنه .. وأنها تجر البلاد (مصر) بعيدا عن قيمها الأساسية من الأمل والتقدم".
وتشير الصحيفة إلى أن مؤسسة توني بلير قالت إنها أنشئت "لمحاربة التمييزوالصراع والتطرف الديني" وأن توني بلير سيكون محرجا لوجود علاقة بين أعضاء مجلس المؤسسة وجماعة هو من أشد المنتقدين لها، بحسب وصف صحيفة الصندي تلغراف.
وبحسب الصحيفة فإن الدكتور إسماعيل الشطي، وهو مستشار لدى الحكومة الكويتية وأحد أعضاء المجلس الإستشاري لمؤسسة بلير هو عضو رئيسي في الحركة الدستورية الإسلامية، الفرع الكويتي للإخوان المسلمين.
ومستشار آخر هو مفتي البوسنة والهرسك الشيخ مصطفى تسيريتش والذي تربطه علاقة بالإخوان المسلمين من خلال عضويته في المجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث برئاسة الشيخ يوسف القرضاوي الذي يعتبر الزعيم الفكري للإخوان وتم منعه من دخول
بريطانيا عام 2008 بسبب "آرائه المتطرفة".
وتقول "غلوبال مسلم برذرهود ديلي واتش(GMBDW)" والتي تعتبر نفسها جهة رقابة على تحركات الإخوان وتدعي أنها تابعت نشاطهم خلال الـ 13 سنة الماضية إن علاقات مؤسسة بلير بالإخوان بالرغم من نقده الشديد لهم تشكك في حكمه على الأشياء وطريقة عمله.
وقال ستيفين ميرلي الذي يدير (GMBDW) إن كثيرا من الجماعات لا تطلق على نفسها الإخوان المسلمين ولكنهم مرتبطون بما يسميه "الإخوان المسلمين العالمي".
ويضيف "هؤلاء الأشخاص استطاعوا خداع الكثير من السياسيين مثل بلير الذي كان عليه أن يعرف أحسن من هذا، فوجود أشخاص مثل الشطي وتسيريش في نفس الغرفة مع بلير بحد ذاته حكم ضد بلير".
وقال متحدث بإسم مؤسسة بلير إنه لا علم لهم بأي علاقة بين مستشاريها والإخوان المسلمين، وأضاف: "نحن شاكرون لإسهامات الدكتور اسماعيل الشطي والدكتور مصطفى تسيريتش.. فهما داعمان رئيسيان للمؤسسة ولحوار الأديان ولهما سجل طويل بالإلتزام بالتعايش السلمي".
وبحسب موقع "حرف" الذي يهدف للتعريف بالتراث اليهودي في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا فإن ستيفين ميرلي بدأ رحلته البحثية في التنظيم الدولي للإخوان المسليمي في 11 أيلول/ سبتمبر 2001 عندما قاده بحثه في "بنك إسلامي سيء السمعة" اتهمته أمريكا بتمويل القاعدة إلى رسم خارطة لتنظيم سري تصل يده إلى كل أنحاء العالم وله بنية داعمة في أوروبا وأمريكا، كما أن هذا التنظيم لعب دورا رئيسيا في إرسال أسطول غزة (أسطول الحرية) عام 2010.
ويضيف الموقع أنه كتب عدة تقارير حول الإخوان المسلمين ومشاركاته تستفيد منها الحكومة الأمريكية بما في ذلك مكتب التحريات الفيديرالي ووزارة العدل والعديد من المؤسسات العسكرية.