حذر الصحفي
الإسرائيلي شالوم يروشمالي من أن حل
السلطة هو في واقع الأمر دعوة لحماس لأخذ الأمور في أيديها، وقيادة الكفاح
الفلسطيني ضد إسرائيل. مؤكدا أنّ هناك قيادات إسرائيلية تصر على ما يبدو على تحويل الضفة الغربية أيضا إلى قطاع
غزة.
وقال يروشالمي في مقالته بصحيفة معاريف الأربعاء إنّ انهيار السلطة الفلسطينية يعني نقل المسؤولية عن ملايين الفلسطينيين إلى إسرائيل.
وشار إلى أنّ الفلسطينيين بعدها "سيصبحون أكثر يأسا وفقرا بأضعاف. وهذا بدوره سيشكل دولة ثنائية القومية، لا تأتي من المحبة بين شعبين أرادا الاتحاد؛ بل من عداء بين شعبين عدوين لم ينجحا في الانفصال عن بعضهما".
وتساءل يروشالمي "هل نتنياهو، كاتس أو بينيت يأخذون هذه الإمكانيات بالحسبان عندما ينطلقون إلى حرب إبادة ضد أبو مازن؟ ويجيب "إذا كان نعم، فهذا خطير. وإذا كان لا فهذا أخطر بأضعاف".
وأشار الكاتب إلى تصريحات للوزير الإسرائيلي كاتس قال فيها "المفاوضات السياسية انتهت بلا شيء. أبو مازن يخدع، وهو غير مستعد للتنازلات، يتوجه إلى الأمم المتحدة ويسارع إلى العناق مع حماس. هذا هو الوقت لاتخاذ خطوات رد ذات مغزى، بما في ذلك إلغاء البند في اتفاقات أوسلو الذي يتحدث عن الممر الآمن بين غزة وإسرائيل".
وأبدى مخاوفه من أن تصريحات كاتس خرجت من وزير كبير وذو نفوذ وأحد الأقوياء في حزبه. وبهذا فإن تصريحاته تعتبر حكومية ملزمة تأتي من الدائرة المقربة من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
وأكد أنّ تصريحات كاتس تصف وضعاً متشائماً، وتنذر بمستقبل كارثي وربما تنطوي أيضا على أماني عتيقة: تخريب اتفاقات أوسلو أخيرا وإعادة إسرائيل إلى الوضع السابق. أي، الاحتلال التام للمنطقة.
وخلص الكاتب إلى أنّ المزاج في القيادة الإسرائيلية أنها وصلت لنهاية نيسان وأن المفاوضات تفجرت. وينبغي التصدي للآثار الدولية. فلا مفاوضات، ولا نبضة ولا انتخابات جديدة. يوجد "فقط" أزمة خطيرة، ولا يمكن أن نعرف إلى أين ستؤدي بنا جميعا.
وأوضح الكاتب "الآن، جاء الوزير كاتس وربما أيضا نتنياهو نفسه، ليلمحا بأنهما بنفسيهما يتمنيان حل السلطة الفلسطينية. بداية، يفصل كاتس، وبين السطور تبرز الفرحة، الحل سيؤدي إلى إلغاء بنود في اتفاقات أوسلو مثل الممر الآمن الذي كان يفترض أن يكون بسيادة فلسطينية".
وأضاف "الحل سيصفي الصلة المتبقية مع كبار رجالات السلطة وسيجر موقفا من أبو مازن ومن قادة السلطة وكأنهم أعداء بكل معنى الكلمة. والمعنى الفوري هو إلغاء أجهزة الأمن الفلسطينية، التي تعمل اليوم بالتنسيق مع إسرائيل، وجعلهم جيشا مسلحا يعمل من الداخل ضد إسرائيل.