أعلن
أمناء الشرطة في
مصر إضرابهم عن العمل الأربعاء، على مستوى مديريات أمن الجمهورية، احتجاجا على الاعتداء عليهم وحبس زميل لهم يعمل بمطار القاهرة.
وكان العشرات من الأمناء العاملين بمطار القاهرة، قد تجمهروا داخل
المطار لمنع الشرطة من القبض على أحد زملائهم للتحقيق في بلاغلات قدمت ضده، وبعد فشل قيادات أمنية في إقناعهم بالانصراف، بدأت قوات العمليات الخاصة والأمن المركزي في فض إعتصامهم بالقوة، وأطلقت عليهم قنابل الغاز المسيل للدموع واعتدت عليهم بالضرب وألقت القبض على أحدهم.
وهذه هي المرة الأولى التي يتم فيها التعامل مع أمناء الشرطة بالقوة، بالرغم من أنهم أضربوا عن العمل، واعتصموا وأغلقوا مديريات الأمن وأقسام الشرطة بالجنازير أكثر من مرة.
نكون أو لا نكون
وقال أحمد مصطفى المنسق العام لائتلاف أفراد الشرطة، إنهم سيضربون عن العمل بمديريات الأمن، وديوان وزارة الداخلية للتنديد بفض اعتصام المطار بالقوة.
وأصدر المنسق العام بيانا شديد اللهجة، أكد فيه دخول جميع الأفراد والأمناء والعاملين المدنيين، في
إضراب عام مفتوح بداية من الأربعاء.
وجاء في البيان الذي تلقت "عربي 21" نسخة منه: "يعلن النادي العام لأفراد الشرطة، والعاملين المدنيين عن دعوته لجميع الأفراد والعاملين المدنيين للإضراب العام المفتوح، بجميع مديريات الأمن والأقسام والمراكز والمصالح والإدارات اعتبارا من الأربعاء".
وتابع البيان: "وزارة الداخلية تبدأ في تنفيذ مخطط كسر إرادة الأفراد وإسكات صوتهم المطالب بالحقوق المشروعة لهم، وغدا نبدأ أولى خطواتنا لإفشال ذلك المخطط بعد أن استخدم الأمن المركزي قنابل الغاز ضد زملائنا بالمطار، واعتدوا عليهم بالضرب وإلقاء القبض علي الأمين عبدالحميد درويش عضو النادي العام، واحتجازه في مكان غير معلوم حتى الآن.. نكون أو لا نكون".
وقال مصطفى: "نحن نموت ونضحي بحياتنا من أجل البلد، وحقوقنا مهدرة ونتعرض للإهانة والذل من الجميع حتى قياداتنا، وهذا أمر مرفوض تماما ولن تعود المعاملة المهينة كما كانت قبل الثورة، ولن نترك حقوقنا وسنصعد من الوقفات أمام مديريات الأمن، وإن وصل الأمر إلى طريق مسدود فسنقوم بغلق جميع مديريات الأمن على مستوى الجمهورية حتى يعود حقنا وتنفذ مطالبنا".
تهديد بغلق المطار
وذكر بيان لوزارة الداخلية أن العشرات من أمناء الشرطة العاملين بالمطار، تجمعوا بعد علمهم بوصول إخطار ضبط وإحضار من النيابة ضد أحد زملائهم للتحقيق معه في بلاغات تم تقديمها ضده، واستعان الأمين بأصدقائه الذين هددوا السلطات بمقاومتهم إذا حاولت القبض عليه.
وتابع البيان بأن أمن المطار استدعى العمليات الخاصة والأمن المركزي المكلف بحماية المطار، وتمت السيطرة على تجمع الأمناء، وألقي القبض على أمين الشرطة الذي قاوم السلطات واعتدى على أحد الضباط.
وأشار إلى أن سبب اعتصام الأمناء هو نقل أحد زملائهم من المطار، كما أن السلطات ألقت القبض على أمين شرطة تزعم إضرابا جديدا الثلاثاء، للمطالبة بتحويل ضباط للتحقيق لتجاوزه فى حق أحد الأمناء.
فيما قال أحد الأمناء المضربين في تصريحات لصحيفة الشروق: "إنهم حصلوا على وعد بإنهاء الأزمة، قبل أن يقوم أحد الضباط من إدارة البحث الجنائي بسبهم وتهديدهم حتى يعودوا للعمل، وفض تجمهرهم، ما أشعل الأزمة مرة أخرى".
وأضاف أنه "إذا لم يقم الضباط بالاعتذار لنا، والإفراج عن زميلنا فسيكون هناك إجراءات تصعيدية أكبر، منها غلق المطار ومنع القيادات من الدخول أو الخروج".
قرارات تصعيدية
وبعد الإعتداء عليهم، تجمع عشرات من أفراد وأمناء الشرطة أمام مبنى وزارة الداخلية مساء الثلاثاء، تنديدا بفض اعتصامهم بالقوة، مطالبين بإقالة مدير أمن المطار.
كما أن المحتجين طالبوا بلقاء وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم، لعرض مشاكلهم التي يعانون منها خلال الفترة الأخيرة.
وقال مصدر أمني في وزارة الداخلية، إن الوزير كلف اثنين من مساعديه لبحث الأزمة وسرعة حلها، وتم عقد جلسة طارئة بينهما وبين وفد من الأمناء المضربين لاحتواء الأزمة.
كما أنه تجمهر أمناء الشرطة أمام مقر نيابة النزهة بالقاهرة، للتضامن مع زميلهم المحتجز.
وفي الدقهلية، أعلن أمناء وأفراد الشرطة الدخول في إضراب بكل الأقسام والمراكز تضامنا مع زميلهم المقبوض عليه، رافضين ما حدث من اعتداء قوات الأمن على زملائهم.
وأعلن النادي الفرعي لأفراد وأمناء الشرطة بالدقهلية، حالة الاستنفار القصوى على مستوى مديرية الأمن، مشددا - فى بيانٍ له - على تضامنه الكامل مع النادي العام فيما يتخذه من قرارات تصعيدية.
ودخل أفراد الشرطة بأسيوط، في إضراب جزئي مساء الثلاثاء عن العمل بعدد من الأقسام والمراكز الشرطية تضامنا مع زملائهم، وهددوا بالتصعيد في حال عدم الاستجابة لهم.
وقالوا، إن زميلهم عبد الحميد درويش، تم اعتقاله بعد الاعتداء عليه وتم عرضه على النيابة، "ووجهت له تهمة قلب نظام الحكم والانتماء لجماعة الإخوان المسلمين"، حسبما ذكرت صحيفة اليوم السابع.
وأضاف المحتجون، أن زميلهم كان أول من نزل ميدان التحرير مع اللواء أحمد جمال، فى ثورة 30 يونيو، مشيرين إلى أن ما حدث له سببه خلافات بينه وبين أحد ضباط مباحث المطار منذ عدة أيام.