برغم أن المستشار أحمد
الزند رئيس نادي قضاة
مصر كان من أشد مؤيدي مظاهرات 30 حزيران/ يونيو 2013، وما أعقبها من انقلاب عسكري على الرئيس المنتخب الدكتور محمد مرسي، إلا أنه عاد ليهاجم أوضاع ما بعد 30 حزيران/ يونيو، ويقول إن مصر تسير بدون خطة منذ ذلك التاريخ، وإن وزراءها "تايهين".
جاء ذلك في حوار أجرته معه صحيفة "الوطن" المؤيدة للانقلاب، الأحد.
وهاجم الزند في الحوار ما اعتبره "عمل الوزراء في الحكومة بدون خطة متفق عليها، ولا رؤية"، وإنما "كل واحد حسب اجتهاده"، على حد تعبيره.
وقال "أناشد الأخ والصديق الحبيب المهندس إبراهيم محلب، وبقية الوزراء، أن يخصصوا جلسة أو أكثر لصياغة رؤية جماعية لوضع استراتيجية، منذ 30 يونيو، وإلى الآن لا توجد استراتيجية، الصحافة بتشتغل بما تراه صحيحاً، القضاء كذلك، ومؤسسات أخرى وأفراد، إنما إذا كنا نريد تغييراً، فلازم يكون فيه وثيقة أو رؤية يتوافق عليها الشعب من خلال وزارته ووزرائه وفخامة رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء، وفي المسألة الفلانية توجه الدولة كذا"، حسبما قال.
ووصف الزند حكومة حازم الببلاوي السابقة بأن "يدها كانت مرتعشة، ومرتخية، وبلا إنجازات".
ودافع عن استمرار العمل بقانون التظاهر، بقوله "الببلاوي ده داخل الجنة حدف، لأن الناس شتمته مليار شتيمة لكي يظهر قانون التظاهر، وعندما ظهر القانون، قالك عايزين يلغوا قانون التظاهر، البشر دول إلى أي الأديان تنتمي أو إلى أي البلاد تنتمي؟ عفو إيه، وإلغاء قانون إيه؟ نحن نرسّخ لدولة سيادة القانون، نحن كل بلاوينا دي سببها أن القانون بيتوه"، كما زعم.
العفو ..والعزل
واعتبر رئيس نادي قضاة مصر طلبات العفو عن الناشطين السياسيين المحكوم عليهم بالسجن ثلاث سنوات "نوعا من التجارة الرخيصة بدولة القانون، وتعريضا بهذا المجتمع لأن يأكل فيه القوي الضعيف"، مشددا على اعتراضه شخصيا على "منح حق العفو لرئيس الجمهورية في الدستور"، حسبما قال.
ودعا إلى عزل المستشار هشام جنينة رئيس الجهاز المركزي للمحاسبات من منصبه، مشيرا إلى وجود ازدواج فى المعايير، ومتسائلا كيف للدولة التى عزلت رئيس الجمهورية بلا نص أن تتذرع بأن هناك نصا يحمي رئيس الجهاز المركزي للمحاسبات؟
تحريض على الإخوان
ومارس الزند تحريضا عنيفا على الإخوان المسلمين. وقال -في الحوار- "مصر تحارب عدة دول، وأنا لم أكن أهذي حينما قلت من أربعة أشهر مع الكاتب الصحفي عادل حمودة، إن المسألة تستدعي أن يكون هناك مجلس حرب، ماذا تقول حينما تعرف في مواجهة بين طرفين أن أحدهما يُسقط طائرة للآخر؟".
ومضى متسائلا "ماذا تقول فى تنظيم آثم شيطاني ملعون يجتمع كل يوم مرة في الأردن، ومرة في ماليزيا، ومرات في تركيا، ومرات في إيران، وبكل بجاحة يقول "نخطط عشان نوقع مصر"؟ دى اسمها حرب، ووجب الاستعداد لها بطريقة أخرى، أنا عايز نحط خطة تقوم على تنفيذها المؤسسات"!
ورفض الدعوات التي تطالب بالمصالحة مع الإخوان قائلا "هتطبق لي الصلح إزاي مع من سفك دماً أو هتك عرضاً أو قلع عيناً، أو حرق محلاً أو فجر قنبلة.. دي ناس لا بتقرا، ولا بتكتب، دول محسوبين على البني آدمين ظلم".
ومضى يقول "إحنا عندنا طابور خامس يستحق أن يموت حقاً، هو عايز يصرفك عن الجوهري في الأمر"!
غير أنه أقر -في الوقت نفسه- بأن الإخوان ما زالوا مؤثرين، أو أن الناس ما زالت تعمل حسابا لهم أو بتخاف منهم أو بتجاملهم.. وقال "والله مسألة تجاملهم، وتخاف منهم ويؤثرون، أعتقد أن الثلاثة موجودة".
تيار الاستقلال "إخوان"
الزند هاجم أيضا في حواره مع "الوطن" تيار الاستقلال، واتهم قضاته بالامتزاج بالإخوان، والالتصاق ببعض الحركات التي تدعي الثورية، على حد تعبيره.
وأضاف "تيار الاستقلال يعنى الإخوان، والإخوان يعنى تيار الاستقلال". وتابع "ما زال هناك قضاة إخوان في وزارة العدل". وكشف عن أن النادي أخذ قرارات بفصل القضاة المحسوبين على الإخوان، بأدلة مكتوبة"، على حد تعبيره.