رفض الكاتب الإسرائيلي بن يميني نظرية وزير الخارجية الأمريكي
كيري عن العلاقة بين الفقر والإرهاب، وقال إنها مغلوطة وتتناقض مع الحقائق، فالمشكلة بحسب يميني ليست في نقص المال بل في وفرة المال وبالذات السعودي الذي يمول التطرف الديني وبالتالي
الإرهاب.
واعتبر الكاتب في مقاله المنشور في صحيفة يديعوت الأربعاء، أن كلام كيري يدل على إشكالية في التفكير لدى وزير الخارجية، الذي اتهم سابقا إسرائيل بالوقوف وراء فشل المحادثات مع الجانب الفلسطيني.
ودلل يميني على ذلك بأن أحد من منفذي العمليات التفجيرية في الولايات المتحدة لم يأتِ من خلفية فقر، بل العكس وأن أسامة بن لادن، كان ابنا لعائلة مليونيرين. ومئات الشبان الذين يأتون من أوروبا إلى منظمات الجهاد في سوريا ليسوا أبناء الطبقة الفقيرة وبشكل عام هم من الاكاديميين والطلاب.
أما عن الوضع في إفريقيا فقال: "في إفريقيا يوجد ملايين المسيحيين الفقراء إلى جانب ملايين المسلمين الفقراء. وحسب نظرية كيري، فانهم كان يفترض بهم أن ينتجوا الإرهاب بقدر متساوٍ. ولكن الواقع مختلف قليلا".
وتابع: "المشكلة هي أن كيري يتبنى بإيمان عميق يتميز به اليسار العالمي والأكاديمية الغربية، أن معالجة اكثر ودا وسخاء للمضطهدين على وجه الأرض سيؤدي إلى تراجع في العداء وبالتالي فان الشباب لن يجتذبوا إلى الإرهاب، حبذا لو كان هذا صحيحا، وبدلا من وحدات الكوماندوز لمكافحة الإرهاب، كان ينبغي للولايات المتحدة أن تبعث بكتائب العاملين الاجتماعيين لكل بؤر الفقر في العالم. كان هذا سيكلف المليارات ولكنه سيكلف أقل بكثير من الحرب ضد الإرهاب.
واتهم يميني المال السعودي الذي استخدم في أفغانستان كانت ذات مرة، في الستينيات، حيث بدأ يتدفق إلى هناك المال السعودي، الذي استخدم لإقامة شبكة من المدارس الدينية حيث نشأ جيل جديد من الجهاديين.
كما قال إن تدفق المال السعودي في العقد الأخير إلى الجامعات في بريطانيا لغرض إقامة "مركز الدراسات الإسلامية" وكانت النتيجة مشابهة.
وختم يميني بأن الأمر هو أن هنالك تحت تصرف كيري عدد لا يحصى من الباحثين والخبراء كان يفترض بهم أن يعرضوا عليه معطيات حقيقية، الحقائق وليس الأوهام. وأن ثمة تخوف، من أن السلامة السياسية تفشل مصادر المعلومات لدى كيري حتى بالنسبة للنزاع الإسرائيلي – الفلسطيني، وهذه أنباء سيئة عن أداء الإدارة الأمريكية، وأنباء سيئة أكثر عن فرص السلام.