تمسك الطالب
المصري عبدالله عاصم الملقب بـ"
المخترع الصغير" بعدم العودة من الولايات المتحدة إلى مصر خوفا من تعرضه للاعتقال مرة أخرى.
وكان عاصم البالغ من العمر 17 عاما يمثل مصر في
مسابقة دولية للعلوم، بعد نجاحه في اختراع نظارة يرتديها مرضى الشلل الرباعي وتساعدهم على التحكم في الكمبيوتر عن طريق حركة العين.
وألقي القبض على المخترع الصغير يوم 25 نيسان/ إبريل الماضي من ميدان التحرير وتوجيه عدة اتهامات إليه، منها رفع شارة "رابعة"، والتظاهر دون تصريح، وتم
اعتقاله لمدة أسبوع. وبعد تناول قضيته في الإعلام وتعاطف الرأي العام معه أطلق سراحه بكفالة على ذمة القضية. وعندما أراد السفر إلى أمريكا للمشاركة في المسابقة العالمية، منعته السلطات الأمنية من السفر، وبعد إثارة القضية مرة أخرى، سمح له وزير الداخلية باللحاق بزملائه المشاركين في المسابقة.
أيوة أنا خفت
وقال "المخترع الصغير" عبر حسابه على "فيسبوك": "ناس كتير بتباركلي إني أخدت القرار ده، بس الحقيقة أنا مش مبسوط، أنا فعلا كنت راسم لحياتي طريق تاني، وكان نفسي أعيش وسط أهلي وأخدم بلدي وأنا في الصعيد، لكن كل ده تبخر في لحظة، القرار اللي أنا أخدته قرار صعب جدًا ولولا إني لقيت مصريين محترمين ساعدوني في اتخاذ القرار ده كنت ممكن أضعف وأرجع واترمي في السجن ومحدش يسأل عني".
وأضاف عبد الله: "النهار ده شفت مفارقة غريبة ومحزنة، شفت فيديوهات لإعلاميين بيشتموني أنا وأهلي علشان خفت أرجع، أيوة أنا خفت أرجع ومين فينا مابيخافش، خايف اعتقل بالسنين أو اتسجن بلا محاكمة أو أموت بلا تمن".
واختتم بالقول: "ناس بتباركلي وناس بتشتمني وناس بتسخر مني، وأنا في النهاية قررت أعيش كإنسان".
ولاقت تدوينة عاصم إعجاب نحو 12 ألف شخص من المشتركين في صفحته، وأعاد نشرها نحو 9 آلاف.
وانهالت على الصفحة مئات التعليقات المؤيدة لقرار عبد الله كان من أبرزها: "الدولة بتطرد ولادها ومش هاتتقدم أبدا"، و"لا مكان للعلماء في مصر فهي تحارب الناجحين حتى يفشلوا"، و"مبروك عليك إنسانيتك يا عبد الله وعقبالنا"، و"عبد الله ضحية".
مش محتاجينك
وشن الإعلام المصري المؤيد للانقلاب هجوما حادا على المخترع الصغير بسبب امتناعه عن العودة إلى مصر واتهمه بالخيانة وعدم الانتماء لمصر.
وهاجمت المذيعة رانيا بدوي، عبد الله عاصم مساء الاثنين على قناة التحرير، قائلة: "عايز ترجع ارجع، مش عايز فمصر مليئة بملايين المخترعين ولسنا في حاجة إلى شخص يتكبر باختراعه على بلده وأهله".
وهاجمته لميس الحديدي وقالت على قناة "سي بي سي": "إنت طلعت ندل وخذلتنا، روح في ستين سلامة.. إنشالله ما عنك رجعت"، وأضافت: "مصر فيها 80 مليون مخترع أفضل منك وأهلهم عرفوا يربوهم".
ودشن نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي هاشتاج #ارجع_يا_عبد_الله، للسخرية من المطالبات بعودته إلى مصر.
ومن بين التعليقات على هذا الهاشتاج ما قاله عمر: "اختراعات إيه بس اللي طالع لنا فيها، ارجع عيش عيشة أهلك وخد العربية اللي وعدك بيها سيات الريس المشير واشتغل في سوق العبور".
وقالت فتاة مصرية: "عبدلله عاصم عمل اللي عمله زويل بالظبط بس هو اختصر شوية سنين"، فيما علقت الناشطة نوارة نجم بقولها: "لو عايز تخدم بلدك يا عبدلله ابعت لنا كلنا نحصلك".
وعلق هيثم أبو خليل الناشط الحقوقي بقوله: "مبروك على أمريكا المخترع العبقري المصري الصغير ومبروك على المفوضين السيسي، مصر بتطفش ولادها العباقرة".
هناخدك في حضننا
من جانبه، ناشد محمود أبو النصر وزير التعليم المخترع الصغير الرجوع إلى بلده، بعد رفضه العودة من الولايات المتحدة قائلا: "طالما أنك تنوي خدمة مصر تعالى وهناخدك بالأحضان وسيتم إلحاقك بالطلبة المخترعين والمتفوقين، مستقبلك في بلدك وليس خارجها".
ولفت الوزير، خلال مؤتمر صحفي عقده الاثنين، إلى أن القضاء لم يسجل أي قضايا ضد الطالب أو إجراءات تستلزم حبسه أو وضعه رهن الاحتجاز.
بدوره، قال عاطف حلمى وزير الاتصالات: "إن الجهات المعنية كانت حسنة النية وساعدت في تسهيل سفر عبد الله عاصم إلى الولايات المتحدة".
وأضاف الوزير، في تصريحات لصحيفة اليوم السابع: "كنا ننتظر منه أن يقدم الدعم و المسؤولية، لكنه تخلف عن الرجوع بعد الجهود التي بذلتها عدة وزارات منها العدل والاتصالات والداخلية والتعليم لتسهيل سفره".
ونفى الوزير وجود نية مبيتة لاعتقال عاصم المتهم بارتكاب أعمال عنف صاحبت مشاركته في التظاهرات، موضحا أنه إذا كان الأمر كذلك لما عملنا على تسهيل سفره.
لكن أسرة عبدالله رفضت هذه المناشدات، وقال والده عاصم الزيدي: "إن نجله رفض العودة إلى مصر وألقى بنفسه إلى المجهول خوفًا من الملاحقة الأمنية"، مؤكدا أنه سعى للحفاظ على نفسه بالبقاء خارج البلاد.
وأضاف شقيقه عبد الرحمن: "عبدالله رفض العودة إلى القاهرة بسبب حبسه في مصر وتلفيق تهم له"، مشيرا إلى أن "أمريكا تحترم حقوق الإنسان وستحتضنه".