حصل الباحث الأردني عبدالله الصوالحة على شهادة الدكتوراه بدرجة امتياز من جامعة القاهرة بفضل دراسته: "الدين والدولة في
إسرائيل" التي قال فيها إن إسرائيل دولة
ديموقراطية.
وكانت رسالة الصوالحة بعنوان "الدين والدولة في إسرائيل: دراسة في ثنائية اليهودية والديمقراطية".
وتعد الرسالة التي ناقشها الباحث الصوالحة بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية في جامعة القاهرة الرسالة الأولى من نوعها في المنطقة العربية، التي تتناول بالتحليل ديمقراطية النظام السياسي في إسرائيل بشكل علمي وموضوعي وتقدم رؤية نقدية مبنية على فهم دقيق لمدخلات النظام السياسي في إسرائيل ومقارنتها بالنظم الديمقراطية الغربية، بحسب حديث للصوالحة أجراه مع الإذاعة الإسرائيلية، الثلاثاء.
وقال الباحث الأردني إن الأردن والعالم العربي بحاجه ماسة جدا لفهم النظام السياسي الإسرائيلي من خلال دراسة موضوعية وليس مجرد انتقادات زائفة لإسرائيل لا تقوم على حقائق، وإنما اتهامات مؤدلجة ومسيسة، فارغة من المحتوى والمضمون.
وتابع: "انطلقت فكرة البحث بسبب أهمية موضوع علاقة الدين بالديمقراطية في مختلف أنحاء العالم، حيث بات الدين أحد العوامل التي تؤثر في السياسة ابتداء بأوروبا التي تحاول إعادة تشكيل علاقتها مع المكونات الدينية، مرورا بالإسلام السياسي وانتهاء بالكونفوشوستية كإحدى الحضارات الصاعدة إلى المسرح الدولي مستندة إلى قيم دينية، وتعتبر إسرائيل من أفضل الحالات الدراسية لهذا الموضوع، بسبب اعتبار موضوع العلاقة بين الدين والدولة في إسرائيل من أكثر المواضيع بحثا واهتماما ونقاشا في الدوائر السياسية والأكاديمية في إسرائيل".
وقال إن أهمية الموضوع تكمن في ارتباط هذه الثنائية -يهودية وديمقراطية- بالصراع العربي الإسرائيلي وما يترتب عليها من آثار سياسية تلقي بظلالها على آفاق مشروع التسوية السلمية بالنسبة للفلسطينيين تحديدا، إلى جانب ما تثيره هذه الثنائية من إشكالية وجدل في المجتمع الإسرائيلي بين العلمانيين والمتدينين وما بات يعرف بالصراع الديني-المدني وحالة الاستقطاب المتزايد بين كل فريق وممثليه من الجمهور العام الذي أدى ويؤدي إلى تدهور خطير في استقرار المجتمع الإسرائيلي، حيث يمثل هذا الخلاف أكثر الشروخ صدعا في البنية الثقافية والاجتماعية والسياسية لدولة إسرائيل.
ومن أبرز ما تضمنته دراسة الصوالحة أن إسرائيل ديمقراطية ليبرالية مع بعض العيوب، وهذه العيوب لا تقوض الديمقراطية الإسرائيلية لكن تخدش من جودتها.
كما أكدت الدراسة أن الممارسات الدينية الموجودة في النظام السياسي الإسرائيلي موجودة في النظم الغربية، وأن كل أشكال ونماذج علاقة الدين والدولة الموجودة في إسرائيل موجوده أيضا في الدول الغربية الديمقراطية.
ولفتت إلى أن العلاقة بين الدين والدولة في إسرائيل، والتي تقوم على ترتيبات توافقية، تمر في حالة أزمة عميقة، مما سيرتب آثارا جدية وخطيرة على استقرار النظام السياسي الإسرائيلي وصورة الديمقراطية.
وعن ردود الأفعال التي أثارتها الدراسة، قال الصوالحة إن هنالك رأيين سائدين في هذا الموضوع، الأول: رأي يرفض مطلقا الاعتراف بأن إسرائيل دولة ذات نظام ديمقراطي ليبرالي بسبب الموقف من القضية الفلسطينية، والثاني: رأي يدعم هذا الاتجاه الجديد للتعامل مع إسرائيل من خلال فهم الواقع الإسرائيلي والاشتباك أكثر مع المستوى السياسي والأكاديمي والإعلامي في إسرائيل، بعيدا عن المزاودة والاتهام بالتطبيع. مضيفا أن هناك عدم رضا من الكثيرين في جامعة القاهرة بأن تقوم هذه الجامعة بالذات باحتضان وتبني رسالة دكتوراه تقر وتعترف بأن إسرائيل دولة ديمقراطية.