ألغى مركز "موشي دايان لدراسات الشرق الأوسط وإفريقيا" التابع لجامعة تل أبيب، ما وصف بـ"رحلة علمية" تتضمن
ندوة عن المسألة الأمازيغية، بعدما تراجع باحثان مغربيان عن المشاركة بعد حملة شعبية وإعلامية، بلغت حد تبرئ النشطاء الأمازيغيين منهم.
وتلقى منير كجي، أحد النشطاء الأمازيغيين المثيرين للجدل من خلال مواقفه العدائية للإسلاميين والقوميين العرب، وهو أحد المشاركين في الرحلة، اتصالا هاتفيا من مركز موشي ديان صباح أمس الأحد، يخبره بتأجيل الندوة التي كان سينظمها ويستضيف بها كل من الصحافي "عمر اوشن" والكاتب "بوبكر أنغير" لمدة خمسة أيام.
"الرحلة" التي كان مقررا أن يحتضنها مركز موشي دايان في تل أبيب أواسط الأسبوع القادم، ويشارك فيها عدد من الباحثين المغاربة، قرر تأجيلها بسبب امتناع المشاركين الآخرين عن الحضور معللين غيابهما بالمرض وعدم القدرة على خسارة الصداقات.
وقال منبير كجي، في تصريح لـ"عربي21" "تلقيت اتصالا هاتفيا من أحد مسؤولي المركز، يخبرني فيه بتأجيل الندوة لتعذر مشاركة باقي الباحثين، فعبرت للمركز عن رغبتي في زيارة تل أبيب عندما تكون الظروف ملائمة".
وتابع كجي، لقد كنت أستعد للتوجه للمطار من أجل أخذ الطائرة قبل أن أتلقى الاتصال، وعموما لقد تعرض الباحثان الآخران لمضايقات كبيرة حالت دون مشاركتهما في الندوة، و لا يجب أن يفهم هذا الإلغاء انتصارا للقوميين العرب".
وعن أسباب انسحاب كل من عمر اوشن و بوبكر أنغير، قال كجي إن عمر اوشن انسحب نتيجة لضغوط كبيرة تعرض لها، فيما امتنع المندوب الجهوي للتعليم المنتمي لحزب العدالة والتنمية، عن إعطاء رخصة مغادرة التراب الوطني لانغير بوبكر.
منير كجي قال أيضا، إن الرحلة التي كانت ستنقله إلى "
إسرائيل" يوم الأحد يتواجد فيها 16 مغربيا يزورون إسرائيل للسياحة، كما ذكر أن عدد المغاربة الذين يزورون الدولة العبرية يفوق 38 ألف مغربي سنويا كما أعلن مكتب إسرائيلي.
هذه التطورات جاءت ساعات فقط بعد أن أعلن الكاتب بوبكر أنغير، على حائطه على إحدى شبكات التواصل الاجتماعي، قراره إلغاء زيارة الكيان الصهيوني، ومن ثم عدم المشاركة في "الرحلة العلمية التي ينظمها مركز مشي دايان"، مرجعا السبب في ذلك إلى "المرض".
من جهته أعلن الصحفي عمر أوشن عن إلغاء رحلته إلى تل أبيب استجابة لطلبات الأصدقاء واستجابة لرسالة سيون أسيدون أحد النشطاء اليهود الحقوقيين المغاربة وأشهر المناضلين ضد التطبيع.
وقال عمر أوشن "إنني ألغيت الرحلة إلى "إسرائيل" واعتذرت عن المشاركة في ندوة مركز موشي دايان لأسباب شخصية وموضوعية، فأنا صحفي ولست سياسيا، ولهذا ونزولا عند رغبة الأصدقاء واحتراما لرسالة أسيدون الذي احترمه واحترم نضاله من أجل فلسطين ومن أجل الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني".
وكان قرار زيارة الكيان الصهيوني من طرف الباحثين الأمازيغيين المغاربة أثار جدلا كبيرا، وسط المناضلين ضد التطبيع، حيث دعا المناضل اليهودي سيون اسيدون الباحثين الثلاثة إلى "مراجعة القرار.
وفي ذات الاتجاه تبرأ حمد صعيد الناشط والباحث الأمازيغي وأكثر الأمازيغيين شهرة في
المغرب من زيارة إسرائيل، معتبرا هذه الندوة مبادرة لأفراد لا يجب أن يحسبوا على الحركة الأمازيغية.
هذا وتعد الرحلة العلمية آخر عمليات التطبيع غير الرسمي بين مغاربة ومؤسسات داخل اسرائيل، وفتحت هذه الرحلة النقاش حول قانون تجريم التطبيع، الذي من شأن تطبيقه فرض عقوبات وغرامات على الأفراد والمؤسسات التي تمارس التطبيع في المغرب.