أعلنت فصائل من
الجيش الحر والكتائب الإسلامية المقاتلة في
دير الزور (شرق
سورية) عن إنشاء هيئة موحدة لقيادة المعارك في مواجهة النظام السوري وتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "
داعش" الذي يتمدد في المنطقة بشكل كبير.
ويأتي الإعلان عن تشكيل "مجلس شورى المجاهدين" في دير الزور؛ بينما وردت معلومات عن إرسال ميليشيا "
حزب الله" اللبنانية عددا كبير من مقاتليها إلى المدينة لدعم قوات النظام السوري والعمل على استعادة أحياء المدينة التي يسيطر عليها الثوار منذ نحو سنتين.
وتدور معارك حاليا بين الثوار وقوات الأسد في حيي الحويقة والرشدية.
وتفيد المعلومات بأن حزب الله ومجموعات شيعية عراقية معها ميلشيات الشبيحة المسماة "قوات الدفاع الوطني"؛ تعمل على تجنيد شبان من أهالي المنطقة برواتب مغرية، في حين يقوم مقاتلو الحزب بالتجمع في قاعدة عسكرية في شمال دير الزور يجري تجهيزها كنقطة انطلاق للعمليات العسكرية ومركزا رئيسيا للنظام السوري ومراكزه الأمنية. كما تفيد المعلومات بأن عناصر حزب الله باتوا بالفعل منخرطين في القتال في عدد من أحياء دير الزور.
مجلس شورى المجاهدين:
وفي بيان مصور نشر الأحد، قال ممثلو الجيش الحر والكتائب الإسلامية المقاتلة إن "تشكيل المجلس جاء نتيجة الحصار المفروض على مدينة دير الزور من قبل قوات النظام، وتنظيم داعش".
وأوضح البيان، أنه "سينبثق عن المجلس غرفة عمليات مشتركة في المنطقة الشرقية، تعتبر الجهة الوحيدة المخولة لإدارة العمليات العسكرية".
من أبرز الفصائل المشاركة في المجلس: "الهيئة الشرعية المركزية" و"جبهة النصرة" و"جيش الإسلام" وحركة "أحرار الشام"، إلى جانب فصائل من الجيش الحر. وقال البيان "الباب مفتوح أمام جميع الفصائل الراغبة في الانضمام إلى المجلس".
ويحاول مقاتلو "داعش" منذ الشهر الماضي استعادة السيطرة على عدد من المناطق التي تم طردهم منها في محافظة دير الزور ذات الأهمية الاستراتيجية، كونها تضم أكبر حقول النفط والغاز في البلاد، وتمثل صلة وصل مع قيادة التنظيم في العراق.
وتشهد مدينة دير الزور وريفها، معارك عنيفة بين تنظيم داعش من جهة، وبين "جبهة النصرة" و"الجبهة الإسلامية" وفصائل أخرى من جهة ثانية.
وخلال الأيام الماضية تمكن مقاتلو جبهة "النصرة" والجيش الحر من أسر عدد من "داعش" خلال الاشتباكات الدائرة بين الطرفين في ريف دير الزور.
وفي تسجيلات مصورة بثها ناشطون مؤخراً تضمنت مقابلات مع العناصر الأسرى، بينهم 3 ممن يسمون بـ"المهاجرين" (أي غير السوريين) إضافة إلى عنصرين من محافظة حلب، زعم الأسرى أنهم جاؤوا إلى دير الزور "نصرة للشعب السوري ولقتال الجيش النصيري"، في إشارة إلى جيش النظام.
وفي الوقت نفسه، نفى العنصران السوريان و"المهاجرون" الثلاثة (تونسي ومغربي وجزائري) بحسب ما عرفوا بجنسياتهم في المقابلات، علمهم بأن الطرف الذي يقاتلونه من "النصرة" أو الجيش الحر كونهم جاؤوا إلى دير الزور للمرة الأولى ولا يعلمون أن ريفها الشرقي "محرر"، أي خارج عن سيطرة النظام.
وحمّل عناصر "النصرة"، بحسب ما عرفوا أنفسهم في التسجيلات، الأسيرين الحلبيين مسؤولية أكبر من "المهاجرين" الثلاثة، كون الأخيرين قد يكونوا لا يعرفون أن ريف دير الزور "محرر" منذ عامين.
و"المهاجرون" تسمية تشترك الفصائل الإسلامية المعارضة للنظام السوري و"داعش" في إطلاقها على عناصرها من غير السوريين.
وقالت "تنسيقية شباب الثورة السورية في دير الزور"، أكبر التنسيقيات الإعلامية المعارضة شرقي البلاد؛ إن تنظيمي "داعش" و"النصرة" تبادلا إعدام عشرات الأسرى من الطرف الآخر في دير الزور.
وقالت التنسيقية إن مقاتلي "داعش" أعدموا ميدانياً الخميس نحو 30 أسيراً من مقاتلي "النصرة" في منطقة "الشولا" جنوبي دير الزور. وأوردت التنسيقية أسماء 16 مقاتلاً من النصرة قالت إنها "تمكنت من توثيق إعدامهم من قبل "داعش"، كما أوردت صوراً لجثث المقاتلين ويظهر عليها آثار تنكيل في حين أن بعضها كانت مقطوعة الرأس.
من جهة أخرى، أشارت التنسيقية إلى أن جبهة "النصرة" ردّت بالمثل بإعدام عدد من عناصر "داعش" المحتجزين لديها، دون أن تبيّن التنسيقية عددهم أو مكان تنفيذ حكم الإعدام.
وتكررت خلال الفترة الماضية، عمليات الإعدام لأسرى كل طرف لدى الآخر، وتشمل تلك العمليات قطع الرؤوس والتمثيل بالجثث وحرقها.
ومنذ نهاية العام الماضي، بدأ الجيش الحر وحلفاؤه من الفصائل الإسلامية كـ"النصرة" و"الجبهة الإسلامية" عملية عسكرية واسعة ضد "داعش" في مختلف مناطق البلاد، كونهم يتهمون التنظيم بتشويه صورة الثورة والتعامل مع النظام، ومؤخراً اعتبروا عناصره "خوارج"، في الوقت الذي يعتبر "داعش" خصومه "صحوات" مشابهة للتي شكلت في العراق بعد الاحتلال الأمريكي عام 2003؛ لقتال تنظيم القاعدة الذي يتبع "الدولة الإسلامية" فكره ومنهجه، على الرغم من الخلافات التي ظهرت مؤخراً مع زعيم التنظيم أيمن الظواهري على خلفية دخول "داعش" إلى سورية.
وأدى القتال لسقوط قتلى وجرحى من الطرفين، فيما طُرد مقاتلي التنظيم من مناطق في محافظات اللاذقية وإدلب وحلب ودير الزور، في حين أن التنظيم ما يزال يحكم قبضته على الرقة ويتخذ منها معقلا أساسيا له بعد طرد الثوار منها.
ويحاول مقاتلو "داعش" منذ الشهر الماضي استعادة السيطرة على عدد من المناطق التي تم طردهم منها في محافظة دير الزور ذات الأهمية الاستراتيجية، كونها تضم أكبر حقول النفط والغاز في البلاد، وتمثل صلة وصل مع قيادة التنظيم في العراق.
واختطف "داعش" خلال الأشهر الماضية عشرات الناشطين الإعلاميين والصحفيين سواء من السوريين أو الأجانب كونه يعتبرهم "مرتدين"، بحسب معارضين سوريين، كما يرفض قياديو التنظيم أو عناصره التعاطي مع وسائل الإعلام ولا يظهروا في أي مقابلة أو يدلون بأي تصريح.