أعلن قيادي في
الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة
السورية توقعات الائتلاف بأن يعلن الرئيس الأمريكي باراك أوباما عن تقديم دعم عسكري للجيش السوري الحر، في حين نقلت مصادر صحفية عن مصادر "متطابقة" أن الأمريكيين تخلوا عن الفيتو لتزويد الثوار السوريين بصواريخ مضادة للطائرات.
وقال عضو الهيئة السياسية للائتلاف زياد حسن إن رئيس الائتلاف أحمد الجربا "ناقش خلال زيارته الأخيرة لواشنطن ضرورة تقديم دعم عسكري للجيش الحر، وكان لدى الأمريكيين بعض المخاوف من انتقال هذه الاسلحة لأيدي المتطرفين، غير أن الجربا قدم تطمينات بعدم وصول تلك الأسلحة إلا للثوار الحقيقيين عبر ضوابط صارمه سيضعها الائتلاف".
وأضاف حسن في حديث لوكالة الأناضول: "مدى استجابة واشنطن لهذه التطمينات، ستظهر غدا في خطاب أوباما الذي يلقيه الأربعاء أمام (أكاديمية ويست بوينت العسكرية) في نيويورك"، لافتا إلى أن "تقارير إعلامية أمريكية تحدثت عن قرار أمريكي هام يصدره أوباما بعد غد".
وقالت صحف أمريكية إن الرئيس الأمريكي سيرسم في خطابه الإطار الاستراتيجي لسياسته الخارجية ومن المتوقع أن "يزيد الدور الأمريكي في سورية".
وأضافت أن زيادة الدور الأمريكي قد تشمل تزويد المعارضة السورية بالسلاح، وذلك بعد موافقة لجنة الخدمات المسلحة في مجلس الشيوخ على تزويد
الجيش الحر بالسلاح.
ووافقت لجنة الخدمات المسلحة بمجلس الشيوخ الأمريكي في 23 أيار/ مايو الجاري بأغلبية 25 صوتاً ومعارضة صوت واحد؛ على قرار "يتيح لوزير الدفاع الأمريكي تشاك هاغل تجهيز وتدريب وتسليح عناصر من الجيش الحر تم التفحص من سجلها"، وربط القرار المساعدة بالمصلحة المشتركة بمحاربة الإرهاب والقاعدة.
وقال عضو اللجنة القانونية في الائتلاف السوري هشام مروة؛ إن موافقة مجلس الشيوخ على دعم المعارضة في سوريا تعتبر رداً على الفيتو الروسي الصيني، مشيراً إلى وجود آليات أخرى قد تلجأ لها الولايات المتحدة خارج إطار الأمم المتحدة ومجلس الأمن، وذلك في إشارة إلى استخدامٍ كلٍ من روسيا والصين الخميس الماضي لحق النقض اعتراضاً على قرارٍ فرنسيٍ لإحالة ملف الجرائم والانتهاكات في سورية إلى مجلس الأمن الدولي.
وكان الجربا قد قال في تصريحات صحفية عقب زيارته لواشنطن هذا الشهر: "الولايات المتحدة الأمريكية باتت مقتنعة بنسبة 90% بضرورة مساعدة مقاتلي المعارضة عسكريا".
من جهتها، نقلت صحيفة الحياة اللندنية عن "مصادر متطابقة" أن الإدارة الأمريكية "رفعت الفيتو" عن تسليم
صواريخ مضادة للطيران إلى "مجموعات منتقاة" من مقاتلي المعارضة، ذلك ضمن سياستها بـ"التصعيد التدريجي" ضد النظام السوري لـ"تغير ميزان القوى والضغط عليه وحلفائه لقبول المفاوضات وصولاً إلى حل سياسي".
ونقلت الصحيفة عن المصادر التي لم تسمها؛ أن من بين الشروط التي وضعتها الإدارية الأمريكية "تدريب عدد من المقاتلين المختارين، ثم اختيار عدد أقل بحيث لا يمكن استعمال الصواريخ المضادة للطيران إلا بموجب بصمة الإصبع، مع وجود شريحة تسمح بتعطيل وحدة الصواريخ في أي لحظة، إضافة إلى شروط تتعلق بتسليم وتسلم هذه الوحدات".
كما اشترط الأمريكيون أن يتولى الجيش الحر محاربة تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" (داعش)، مع العمل على "سحب البساط" من تحت جبهة النصرة في جبهات القتال مع النظام السوري.
وفي السابق اشترطت واشنطن قبل تسليم صواريخ "تاو" تصوير فيديو لكل عملية وإعادة فوارغ الصواريخ إلى الجهة التي سلمت الصواريخ، بموجب آليات وضعتها غرفة العمليات التي تضم مسؤولين من دول غربية وإقليمية في تركيا، وفق الصحيفة.
وكان عدد محدود من صواريخ "تاو" الأمريكية قد شوهد في سورية خلال الأشهر الماضية، كما نشرت تسجيلات فيديو عن صواريخ أمريكية مضادة للدبابات. لكن يبدو أن كمية محدودة حصل عليها الجيش الحر، وهو ما يمثل بالون اختبار من جانب الأطراف الداعمة.
لكن معارضين سوريين شككوا في وعود الأمريكيين والقوى الغربية بشأن تزويد الثوار بـ"الأسلحة النوعية"، مشيرين إلى أن مثل هذه الوعود تكررت في الماضي، وخصوصا مع اقتراب استحقاقات سياسية مثل مؤتمر "جنيف2"، ولكن دون أن يتم تقديم شيء يذكر. وعموما دأب الأمريكيون على القول إنهم يقدمون مساعدات "غير قاتلة"، ومن ذلك معدات اتصال والمواد الطبية والتموينية للمقاتلين، إضافة إلى التدريب.