كتب المعلق الأمريكي ديفيد إغناطيوس في صحيفة "واشنطن بوست" معلقا على خطاب الرئيس الأمريكي باراك
أوباما في الأكاديمية العسكرية "ويست بوينت" قائلا إن الرئيس قدم مجموعة من النقاط المهمة دفاعا عن سياسته الخارجية "لكن خطابه وللأسف أظهر أنه لم يهضم عددا من الدروس المهمة في أثناء رئاسته.
وقال إن أوباما أكد بحكمة على أنه يريد رؤية العالم كما هو بأخطاره وبغياب اليقينيات فيه، وكرر وسط تصفيق الحضور الكلام عن "الاستثنائية الأمريكية" وأن "أمريكا لا غنى عنها" ولكن أوباما "تجاهل ولم يتحدث عن الدور الأمريكي، فهو يعرف أن
القاعدة سيطرت على مدينة الفلوجة هذا العام لأن الولايات المتحدة خرجت من العراق عام 2010.
وبالتأكيد يعرف الرئيس أن الإرهاب له وجه قاتل في سوريا لأنه رفض توصية في عام 2012 لتدريب قوى المعارضة السورية لمواجهة المتطرفين". و"يعرف الرئيس بالتأكيد أن أفغانستان يمكن أن تتحول إلى ملجأ آمن للقاعدة" حالة إكمال الإنسحاب الأمريكي من هناك. ومع ذلك يرغب أوباما بتحديد الإلتزام الأمريكي للأمن والإستقرار. ويرى الكاتب أن تقييمه ربما بدا قاسيا، مشيرا إلى إعلان الرئيس الثلاثاء الماضي، عن بقاء القوات الأمريكية في أفغانستان حتى عام 2016 بعيدا عن الوضع هناك.
ويعلق الكاتب أن الرئيس يكرر نفس الأخطاء التي ارتكبها في عام 2009 عندما قال إن القوات التي أرسلها في عام 2009 والبالغة 30.000 ستبدأ بالعودة بعد 18 شهرا.
وفي الوقت الذي يثني فيه الكاتب على أوباما ومحاولته رسم استراتيجية أمريكية للعقد القادم تتجنب أخطاء العقد الماضي إلا أنه تمنى لو لم يقل الرئيس لأعداء أمريكا في أفغانستان وقت خروج القوات الأمريكية. وتحدث الكاتب هنا عن خطة أوباما للتعاون مع الدول الأخرى والتشارك في مواجهة الأخطار التي تواجه العالم إلا في الحالات الاستثنائية التي تتهدد فيها مصالح الولايات المتحدة مباشرة. وأثنى على خطة أوباما لمكافحة القاعدة عبر إنشاء صندوق لتمويل الشراكة في مكافحة الإرهاب، ولأنها تقوم على واحدة من أحسن الردود التي قام بها جورج بوش وسي أي إيه على هجمات إيلول/ سبتمبر.
ويقول الكاتب هنا إن إدارة بوش عادة ما تحمل مسؤولية التعذيب، ولكن النقاد عادة ما يتجاوزون الفوائد والمعلومات الأمنية التي تم الحصول عليها والتي ساعدت في بناء قدرات مكافحة الإرهاب. وتعتبر سوريا والعراق مجال فحص فاعلية هذه الخطوة خاصة أن الدولة الإسلامية في العراق والشام والجماعات المرتبطة بالقاعدة، حيث عبر أوباما عن نيته لتقديم الدعم الأمني في مجال مكافحة الإرهاب لشركائه في تركيا والأردن، وللحكومة المدعومة من إيران في العراق. ومن أهم الأفكار الإبداعية التي أعلن عنها أوباما هي تفكيره في تدريب وحدات كاملة للمعارضة السورية والتي يمكن أن تعمل وتتعاون على تحقيق الإستقرار في المناطق المحررة في شمال وجنوب سوريا.
ويقول إغناطيوس إن حديث أوباما وتفصيله عن تقديم الدعم للمعارضة المعتدلة في سوريا، والتي لم يعلن البيت الأبيض عن كيفية الدعم، وإن كان سيأخذ شكل المساعدات السرية أم العلنية تحت عنوان برنامج التدريب العسكري تحت إدارة القوات الأمريكية الخاصة أم سيبقى البرنامج سريا كما هو الآن تحت إشراف المخابرات الأمريكية السي أي إيه.
ويقول الكاتب إن البعض قال إن أوباما منفتح على المدخل العسكري والذي يشمل تدريب وحدات عسكرية كاملة، ولكنه لا يريد إخافة شركاء عرب مهمين مثل الأردن الذي يبدو أنه قلق من برنامج علني كهذا.
وعن روسيا، يعلق الكاتب أن أوباما بذل جهدا لشرح سياسته في احتواء العدوان الروسي على أوكرانيا وسلم الكاتب بما قاله الرئيس الذي اعترف أن الولايات المتحدة ليست لديها خيارات عسكرية لوقف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وفي حالة استطاع أوباما بناء شراكة لاحتواء خطر القاعدة فسيكون بإمكانه خلق إرث مهم. ويقول المسؤولون إن الرئيس سيعيد النظر بمسألة الاحتفاظ بقوات أمريكية في أفغانستان بنهاية عام 2016 في حالة عاد تهديد القاعدة من جديد إلى هناك.