تؤمن كثير من الأمهات بمحافظة وهران غربي
الجزائر، بـ"خرافة" مفادها، أن وضع أبنائهن الرّضع، الذين هم في مرحلة الحبو، داخل وعاء ماء به سلحفاة، أو وضع أرجلهم على قوقعتها، يمكّنهم من
المشي في وقت مبكّر.
وروت خيرة بوسعيد، البالغة من العمر 61 سنة، والمقيمة بمدينة وهران، والتي تقع غرب الجزائر، في حديث لوكالة الأناضول، قصتها مع السّلاحف، قائلة: "أنجبت سبعة أبناء، ولد وست بنات، وكنت عندما يبلغون مرحلة الحبو، أقتني سلحفاة وأمسك برجلي ابنتي أو ابني وأضعهما على قوقعة السلحفاة".
وتابعت خيرة: "وضع رجلي الرضيع الذي يحبو على قوقعة السلحفاة، يجعله يقف عليهما ويمشي في وقت مبكر".
ومضت قائلة: "أنا لا أعتبر ما أقوم به خرافة، لأن لدي جارات استعن بالسلاحف، كي يمشي أبناؤهن في وقت مبكر، ولا يبقون كثيرا في مرحلة الحبو، وبالفعل تحقق ما كنّ يصبون إليه".
وفي سياق متصل ذكرت الزهرة بن دريس، البالغة من العمر 58 سنة، والمقيمة بمدينة وهران، أنها أوصت، قبل سنوات، أحد أقاربها القاطن بمنطقة ريفية، بأن يجلب لها سلحفاة، حيث وضعت حفيدها داخل وعاء ماء به سلحفاة.
وواصلت السيدة الزهرة حديثها للأناضول:"لجأت إلى هذه الطريقة التي يراها كثيرون غريبة، كي يمشي حفيدي الرضيع في وقت مبكر".
وأضافت:"هناك من الأمهات من يلجأن إلى طريقة أخرى، بأن يضعن سلحفاة داخل وعاء ماء، ثم يستخدم هذا الماء في استحمام
الرضع".
وإذا كانت هؤلاء النسوة يؤمن بدور
السلاحف في مشي أبنائهن، فإن أخريات بمدينة وهران، يرون بأنها تطرد النحس من البيوت، وتحل البركة بها، ومن بينهن فوزية بن ختو البالغة من العمر 51 عاما، التي برّرت وضعها لسلحفاة في منزلها قائلة: "جلبت سلحفاة إلى منزلي، كي أحمي عائلتي من عيون الحساد".
وأضافت: "السلاحف ليست طاردة للنحس من البيوت وفقط، بل هناك من النسوة، من يستخدمنها في أمور السّحر والشعوذة، من خلال ذبحها وقراءة تعاويذ على دمائها".
ويرى الطيب إبراهيم، أستاذ علم الاجتماع بجامعة مستغانم، الواقعة غرب الجزائر، بأن الاعتقاد الذي مفاده، أن السلاحف تساهم في مشي
الأطفال الرضع في وقت مبكر، وتجلب الحظ وتحمي الأفراد من الحسد، مجرّد "خرافات، نجدها مثيلا لها في المجتمعات الإنسانية على اختلافها".
وتابع إبراهيم "ما يزال كثير من أفرادها (المجتمعات الإنسانية) يؤمنون بالأساطير، ويفسّر كثير منهم الظواهر الطبيعية بناء على تمثّلات ميثولوجية (خرافية)، تناقض المسلمات العلمية.
وأضاف أن "كل هذه التفسيرات الغريبة، غذّاها انحدار المستوى العلمي للأفراد الذين يؤمنون بالخرافات".