أوقف تنظيم الدولة الإسلامية في
العراق والشام تقدمه على بعد ساعتين من العاصمة العراقية بغداد، بعد أن أحدث بلبلة وذعرا بين سكان العاصمة الذين انشغلوا بتخزين المواد الغذائية، ومغادرة العاصمة أو الانضمام للميليشيات الشيعية المتطوعة.
وقالت صحيفة "نيويورك تايمز" إن زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي صمت في الوقت الذي انشغل فيه أتباعه بتثبيت مكتسباتهم التي حققوها في مناطق
السنة بدلا من التقدم وفتح جبهة جديدة مع مناطق تسكنها غالبية شيعية.
وقالت الصحيفة إن تقارير تحدثت عن معارك في الضلوعية والإسحاقية والدجيل وتوجد أدلة تؤكد مزاعم القوات العراقية أنها أجبرت مقاتلي الدولة على التراجع.
وتضيف الصحيفة أن السلطات العراقية استثمرت فترة التوقف لتعزيز قوات الجيش المنهارة وتجنيد متطوعين فيما بدأ البغداديون بتخزين المواد الرئيسية مما أدى لارتفاع أسعار المواد الغذائية حيث وصل سعر أنبوبة الغاز من 5 دولارات إلى 20 دولارا بعد الأزمة. ونقل عن المتحدث باسم الجيش العراقي قاسم عطا قوله إنه تم استعادة مناطق في محافظتي صلاح الدين ونينوى ولكن لا يوجد ما يؤكد كلامه.
وتشير الصحيفة إلى إن تقدم المقاتلين من تنظيم الدولة المعروف اختصارا بداعش وضع تحت سيطرة التنظيم مناطق بمساحة 220 ميلا من شمال العراق و200 ميل من غربه، أي الأنبار وصحراء الأنبار، حيث يسيطر
داعش على مدينة الفلوجة منذ ستة أشهر.
وتشكل المنطقة ما أطلق عليه الأمريكيون أثناء احتلالهم للعراق "المثلث السني" مع أن المثلث الجديد يمتد لأبعد من ذلك ويصل لمدينة تكريت ويضم 140 ميلا أبعد من محافظة نينوى. ولا يضم مناطق واسعة في جنوب بغداد مثل المثلث القديم أي عام 2008، حيث كان المثلث السابق يحيط بالعاصمة مما جعل السفر من وإلى بغداد مغامرة صعبة، ولكن المقاتلين استطاعوا هذه المرة تعطيل الطرق الرئيسية الثلاث التي تقود لكردستان مما أدى لقطعها عن العاصمة. في الوقت الذي ظلت فيه مفتوحة طوال الغزو الأمريكي مع أنها كانت خطيرة.
وأضافت الصحيفة أن "المثلث السني" لم يشكل تهديدا وجوديا للبلاد أثناء الاحتلال الأمريكي مثل الوقت الحالي أو حتى سيطرتهم على العاصمة، لأن القوة العسكرية الأمريكية الجوية والبرية والمدفعية كانت كافية لصد هجماتهم، وهي التي لم تعد موجودة الآن.
وعبر العراقيون عن ترحيبهم بأي دعم خارجي، وقالوا إنهم سيطلبون من الإيرانيين التدخل في حالة رفض الولايات المساعدة، ونفوا في الوقت نفسه التقارير التي تحدثت عن وصول قوات الحرس الثوري الإيراني للعراق.
وكان الرئيس الإيراني حسن روحاني قد صرح الاثنين أنه لا يستبعد تعاون بلاده مع الولايات المتحدة في العراق: "دعونا كل البلاد للاتحاد ومواجهة الإرهاب... وحتى الآن، بالنسبة للعراق، لم نشاهد قرارا أمريكيا بعد". ولم ينف روحاني مباشرة إرسال قوات للعراق ولكنه أكد أن "مشاركة القوات الإيرانية لم تناقش".
ويأمل المسؤولون العراقيون بتقديم الولايات المتحدة لهم دعما جويا، خاصة أن قدرات العراق في هذا المجال محدودة، وكان هذا واضحا عندما تم إسقاط مروحية من المروحيات القليلة التي يملكها العراق في تكريت.
وكان وزير الدفاع الأمريكي تشاك هيغل قد أمر حاملة الطائرات "جورج دبليو بوش" بالإبحار من بحر العرب والتوجه نحو الخليج، وقال مسؤول في الإدارة الأمريكية إن السفينة ترافقها سفينتان حربيتان. وسيعطي الأمر الرئيس باراك أوباما مرونة في حالة اتخاذه قرارا بعمل عسكري.
وأشارت الصحيفة إلى أن داعش لم يتردد في إظهار منجزاته، حيث انطلق مقاتلوه في طلعات جوية بالمروحيات التي غنمت من قاعدة
الموصل، وأظهرت أفلام فيديو على يوتيوب مقاتليهم وهم يقودون المصفحات الأمريكية في مدينة تكريت.
وتقول الصحيفة "سواء تخلى المسلحون عن قرارهم بالوصول إلى بغداد أم توقفوا قليلا للتفكير في الخطوة المقبلة، فقد شعر أهل بغداد بالراحة، ولكنهم لا يزالون يشعرون بالقلق، فقد توقفت آلات الصرف الآلي، ومحطات الوقود، وارتفعت أسعار البضائع، فيما تضاعفت الحجوزات على الطائرات".